تشهد إسرائيل حاليًا موجة احتجاجات واسعة ضد سياسة الحكومة بشأن قضية المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، فقد خرج الآلاف في مسيرة غاضبة من تل أبيب إلى القدس تندد بعدم إطلاق سراح المحتجزين، كما شهدت البلاد انخفاضًا ملحوظًا في الثقة برئيس الوزراء نتنياهو، بسبب تصريحاته غير الموثوقة حول حرب غزة.
ويأتي هذا الضغط الشعبي والسياسي في وقت تخوض فيه إسرائيل حربًا على قطاع غزة، أسفر عن مقتل آلاف الفلسطينيين. فما مدى قدرة حكومة نتنياهو على مواجهة هذا التحدي الداخلي المتصاعد؟
في مسيرة احتجاجية هي الأضخم من نوعها، وصل آلاف الإسرائيليين إلى القدس، اليوم السبت، للضغط على حكومتهم بشأن إعادة المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. المسيرة التي انطلقت من تل أبيب امتدت على مدى 60 كيلومترًا، وتمكن المشاركون فيها من الوصول إلى مقر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس، وحمل المشاركون لافتات تندد بعدم إعادة المحتجزين إلى بيوتهم، مرفقين ذلك بأعلام إسرائيلية وصور للرهائن.
ولم يصدر تعليق رسمي حول عدد المشاركين في المسيرة، لكن منظمي الاحتجاج أكدوا وجود عشرات الآلاف، وقد ذكرت قناة 12 الإسرائيلية أن نحو 30 ألف متظاهر شاركوا في هذا الحدث.
وعندما وصلت المجموعة إلى القدس، انضم إليهم زعيم المعارضة يائير لابيد، وتم استقبال المتظاهرين في القدس بمجموعات من سكان المدينة يحملون بالونات صفراء مكتوب عليها "أرجعوهم إلى بيوتهم".
تندرج هذه المسيرة كجزء من حملة الضغط على الحكومة الإسرائيلية للتحرك للإفراج عن المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية. وقد قامت عائلات الرهائن بتأسيس منتدى خاص بهم بعد عملية طوفان الأقصى التي أسفرت عن احتجاز نحو 240 شخصًا.
وفي سياق آخر، أكدت الدولة الإسرائيلية التصدي لفصائل المقاومة، في خضم عدوانها الذي استمر لمدة 43 يومًا على قطاع غزة الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 12 ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين والأطفال.
وتعرضت مصداقية رئيس الوزراء بنيايمن نتنياهو لدى الجمهور الإسرائيلي لضربة كبيرة، إذ أفاد أقل من 4% من الإسرائيليين بأنهم يثقون برئيس الوزراء باعتباره المصدر الأكثر موثوقية للمعلومات في ما يتعلق الحرب على غزة، وفقاً لاستطلاع جديد أجرته جامعة بار إيلان الإسرائيلية.
الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، شمل 505 من اليهود الإسرائيليين، وأجراه في نهاية الشهر الأول من الحرب الدكتور جال يافيتز، المحاضر بقسم علوم المعلومات في جامعة بيرشام الدولية.
ووجد الاستطلاع أيضًا انخفاض الثقة برئيس الوزراء كمصدر للمعلومات بين أعضاء المعسكر الوطني، إذ أعرب 6.63% فقط من الناخبين اليمينيين عن ثقتهم بتصريحاته مقارنةً بالمصادر الأخرى.