تشهد الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة موجة متصاعدة من الاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والممارسات القمعية بحق الشعب الفلسطيني، واقتحم متظاهرون مؤيدون للقضية الفلسطينية مقرات إعلامية وشركات استثمارية متهمين إياها بنشر الأكاذيب عن غزة وتمويل صناعة الأسلحة الإسرائيلية، ونظم طلاب جامعيون اعتصامات احتجاجية للتنديد بدور مؤسساتهم في دعم الاحتلال.
كانت الشرطة الأمريكية، اعتقلت متظاهرين مؤيدين للقضية الفلسطينية بعدما نظموا تظاهرة بمقر مبنى شركة "نيوز كورب"، الذي يضم مقر شبكة "فوكس نيوز" وصحيفتي "وول ستريت جورنال" و"نيويورك بوست"، بمدينة نيويورك، تنديدًا بالترويج لأكاذيب تتجاهل الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وذلك تزامنًا مع انتشار احتجاجات في الولايات المتحدة لدعم القطاع المُحاصَر.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن العشرات من المتظاهرين تجمعوا في ردهة شركة "نيوز كورب"، وهم يهتفون "عار عليكم"، و"فوكس نيوز.. لا يمكنكِ الاختباء"، و"أكاذيبكم تتستر على الإبادة الجماعية"، فيما أعلنت شرطة، أنه تم اعتقال 16 شخصًا من بين المشاركين.
تأتي هذه التظاهرات في الوقت الذي تُظهر فيه استطلاعات رأي حديثة أن الدعم الشعبي الأمريكي لتل أبيب يتراجع، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أدى الى استشهاد أكثر من 12 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 30 ألف آخرين.
كما اعتُقل متظاهرون مؤيدون لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في مدينة نيويورك بعد إغلاق مدخل مبنى المقر الرئيسي لشركة BNY Mellon، وهي شركة استثمارية، قالوا إنها تمتلك أسهم في إمدادات الأسلحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الوقت نفسه، كان من المتوقع أن ينظم الطلاب في جامعتي كولومبيا ونيويورك اعتصامًا في بنك لم يُذكر اسمه، يموّل الحرم الجامعي لجامعة نيويورك في تل أبيب.
وقال التنظيم الطلابي في بيان صحفي إن الهدف من هذه التظاهرة "لتسليط الضوء على دور جامعتي كولومبيا ونيويورك في شرعنة الفصل العنصري الإسرائيلي" و"البنية التحتية المالية الضخمة.. المستخدمة لتمويل المشاريع العقارية والتوسعات الاستعمارية الاستيطانية".
تأتي هذه الإجراءات الأخيرة وسط تراجع الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل في الشهر الماضي، حسبما أشار استطلاع للرأي نشرته وكالة رويترز.