تارة بالردع وأخرى باللين، تحاول الولايات المتحدة خفض لهيب الحرب في غزة، وتعمل على عدم اتساع رقعتها بعد أن طالت قواتها في المنطقة، فبينما يباشر وزير الخارجية الأمريكي زيارة إلى بغداد ومنها إلى أنقرة؛ لبحث سُبل التهدئة، تنشر "البنتاجون" قطعة بحرية جديدة في المنطقة بهدف الردع.
ومع بدء التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، عززت الولايات المتحدة قواتها في المنطقة، في محاولة قالت إنها تهدف للتصدي لتوسع الصراع في غزة، ونشرت مجموعتين من حاملات الطائرات إلى جانب طائرات وفرق عسكرية.
38 هجومًا
أعلن المتحدث باسم البنتاجون، البريجادير جنرال باتريك رايدر، اليوم الاثنين، ارتفاع الإصابات في صفوف القوات الأمريكية المنتشرة بالعراق وسوريا، إلى 45 جنديًا، جراء 38 هجومًا طال القوات في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر الماضي.
ومنذ الهجوم المباغت من المقاومة الفلسطينية على إسرائيل، منذ 7 أكتوبر الماضي، وبالمقابل تصعيد الاحتلال في غزة، بدعم أمريكي غير مشروط، تزايدت الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على قواعد عسكرية عراقية تضمّ قوات أمريكية وأخرى من التحالف الدولي.
"أوهايو" في المنطقة للردع
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، في وقت سابق، الاثنين، أنّ غواصة أمريكية من طراز أوهايو تعمل بالطاقة النووية، موجودة في الشرق الأوسط للمساعدة في منع تفاقم الحرب بين إسرائيل و«حماس» واتساع نطاقها، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وقال المتحدث باسم البنتاجون، الجنرال باتريك رايدر، للصحفيين، إنّ أوهايو "الآن في منطقة عمليات الأسطول الخامس"، في إشارة إلى المنطقة، موضحًا أن الغواصة موجودة في المنطقة لأجل "تقديم دعم لجهود الردع التي نقوم بها في المنطقة"، دون إضافة مزيد من التفاصيل.
وبعض الغواصات من طراز أوهايو مزودة بصواريخ باليستية ذات رؤوس نووية، في حين أن البعض الآخر مجهز لحمل أكثر من 150 صاروخًا من نوع "توماهوك كروز"، ولم يحدّد متحدث البنتاجون النوع الموجود حاليًا في الشرق الأوسط.
هجمات غير مقبولة
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال زيارة غير معلنة لبغداد، الأحد، أن الهجمات ضدّ القوات الأمريكية في العراق وسوريا، والتي اشتدّت وتيرتها بعد بدء الحرب في غزة، "غير مقبولة على الإطلاق".
وخلال مؤتمر صحفي في ختام لقائه مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قال بلينكن إنه "أوضح تمامًا" للسوداني "أن هذه الهجمات، والتهديدات غير مقبولة على الإطلاق".
وألمح إلى تهديدات ليست بجديدة أطلقها البنتاجون في أكثر من مناسبة، ردًا على استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا قال بلينكن "سوف نتخذ الإجراءات اللازمة من أجل حماية قواتنا".
زيارة مشحونة
وفي ختام زيارة عمها التوتر، لم يلتق فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان به، عقد وزير الخارجية الأمريكي، مؤتمرًا صحفيًا مقتضبًا، الاثنين، في مطار أنقرة قبل مغادرته تركيا، قال خلاله إنه بحث مع نظيره التركي هاكان فيدان، الأزمة في غزة وتوصيل المساعدات، ومنع توسيع الصراع.
وتجاوزت الحرب في قطاع غزة الشهر، حيث تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بإسناد ومساعدة عسكرية أمريكية، من شطر القطاع إلى نصفين وتطويقه بغية إحكام الطوق على مسلحي الفصائل الفلسطينية، وبالمقابل تدهور الوضع الإنساني وتجاوز أعداد الشهداء عشرة آلاف شخص أغلبهم من النساء والأطفال، وما يزيد على 25 ألف من الجرحى، فضلًا عن نزوح أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من شمال القطاع إلى الجنوب.