يبدو أن إسرائيل لجأت إلى الخيار الصعب في عدوانها الغاشم على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بعد إعلانها مهاجمة الأنفاق خلال المرحلة التالية، في خطوة قد تكون عصية على "تل أبيب"، نظرًا للتعقيد الشديد الذي يحيط بشبكة الأنفاق التي تغطي القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، دخول الحرب على غزة مرحلتها الثانية، من خلال شن هجمات على الأنفاق، في محاولة للقضاء على المقاومة الفلسطينية، بحسب موقوع "إن تي في" الألماني.
وبحسب المتحدث باسم جيش الاحتلال ريتشارد هيشت، أكد أن القوات الإسرائيلية مستعدة لمهاجمة المقاومة في أنفاقهم ومخابئهم تحت الأرض في شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى إعلانه اكتشافهم شبكة من أنفاق "المقاومة".
وعلى الرغم من إعلان تل أبيب استعدادها لمهاجمة عناصر المقامة في الأنفاق الخاصة بهم، إلا إنها بحسب خبراء بالغة التعقيد، نظرًا لصعوبة الأنفاق التي حفرتها المقاومة على مدار السنوات الماضية.
خطورة نظام الأنفاق
ويشكل نظام الأنفاق تحت غزة خطرًا شديدًا على جيش الاحتلال، ما دفع "تل أبيب" إلى إنشاء وحدة خاصة، للبحث عن الممرات والأنفاق، إذ تحاول الوصول إليها منذ بدء العدوان على القطاع، بحسب الموقع الألماني.
وتعد وحدة "الجهالوم" المسؤولة عن تحديد مواقع الأنفاق، التي تضم مهندسين، ومجهزة برادار أرضي ومعدات حفر وأجهزة استشعار يمكن من خلالها تحديد الحركات تحت الأرض.
1300 نفق
وبحسب دراسة أمريكية فإن شبكة الأنفاق تحت قطاع غزة تمثل أحد أكبر التحديات التي يواجهها جيش الاحتلال في قتاله ضد المقاومة، وتتكون المنظومة من 1300 نفق يبلغ طولها الإجمالي 500 كيلومتر، بحسب دراسة الأكاديمية العسكرية الأمريكية "ويست بوينت"، نقلًا عن صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وتشكل أنفاق المقاومة أحد التحديات التي يواجهها الجيش الاحتلال، ووفقًا للمعلومات الرسمية، يركز جيش الاحتلال الآن على أنظمة الأنفاق في قطاع غزة في حربه ضد فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها "حماس"، التي تعتبر هدفًا رئيسيًا للهجوم البري.
40 مترًا
ووفقًا لجيش الاحتلال، فإن عمق بعض الأنفاق يصل إلى 40 مترًا، وأن بطاريات قاذفات الصواريخ التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية التي يمكن تمديدها وسحبها بسرعة مخبأة في ممرات تحت الأرض، مع العلم بأنه يجب أن يكون هناك أيضًا مصدر طاقة خاص بها ونظام تهوية وإمدادات طعام ومياه.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرًا، نقلًا عن خبراء، أنه بالإضافة إلى مئات الآلاف من لترات الوقود للمركبات، كانت هناك أيضًا صواريخ وذخائر بالإضافة إلى الغذاء والماء والدواء في الأنفاق.