يشهد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مراحل تطور متتالية، وتتوقع الإدارة الأمريكية أن تدخل الحرب مرحلة جديدة تتمثل في تراجع الضربات الجوية وزيادة العمليات العسكرية البرية.
نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أمريكي توقعاته بأن يشهد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مرحلة جديدة في الأيام المقبلة، تعتمد فيها تل أبيب على تقليل الحملة الجوية الإسرائيلية والتركيز على عمليات برية تكتيكية.
وقد أكد المسؤول الأمريكي أنه مع استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، تتوقع الإدارة الأمريكية أن تشهد الحملة الجوية الإسرائيلية انخفاضًا بالنسبة لما شهدناه منها في السابق.
وفي هذا السياق، من المتوقع أيضًا أن تزيد إسرائيل من تركيزها على العمليات البرية بهدف القضاء على الشبكة الواسعة من الأنفاق تحت الأرض التي تستخدمها فصائل المقاومة.
وأوضح المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة كانت مباشرة في مناقشات قرارات الحرب، وقد طرحت أسئلة صعبة خلال النقاشات مع إسرائيل، ملاحظًا أن هناك ضغطًا دوليًا كبيرًا على إسرائيل بسبب الاستهداف الذي يقوم به جيشها لمخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، وقصف مدخل مجمع الشفاء الطبي، ومجزرة مستشفى المعمداني قبلهما.
وبشأن وقف إطلاق النار، أشار المسؤول إلى أنه في ضوء حجم وطبيعة عملية طوفان الأقصى التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية يوم الـ7 من أكتوبر، فإن وقف إطلاق النار ليس مناسبًا في الوقت الحالي - بحسب الرؤية الأمريكية-.
وأخيرًا، أوضح المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة تشدد على إسرائيل بشكل نشط بضرورة تفعيل ما يسمى بـ"الهدنات الإنسانية"، مشيرًا إلى أهمية التزام إسرائيل بالقوانين الإنسانية الدولية، حتى وإن كانت لها الحق في الدفاع عن نفسها. وأضاف أن وقف إطلاق النار سيعتمد في النهاية على شعور الإسرائيليين بالأمان من حدوث مثل هذه الأحداث مجددًا.
كانت ذكرت شبكة "سي إن إن" في وقت سابق أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مستشاريه أصدروا تحذيرات صارمة من أن إسرائيل ستواجه صعوبة في مواصلة تحقيق أهدافها في قطاع غزة، مع نمو الغضب العالمي بشأن حجم المعاناة الإنسانية هناك.
وفي تقريرها، أشارت الى ضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، الى الضغط المباشر على الإسرائيليين بالتلويح بقطع المساعدات عن تل أبيب، ما ينذر بعواقب استراتيجية وخيمة على عمليات إسرائيل العسكرية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية .
وقال إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن العملية الإسرائيلية الحالية لديها وقت محدود لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على جماعات المقاومة الفلسطينية قبل أن يصل الجدل حول سقوط ضحايا من المدنيين إلى ذروته.