مشاهد مروعة، أشلاء متطايرة، ومدنيون تهتكت أطرافهم، الدماء تسيل على الطرق، ليسجل التاريخ مجزرة جديدة للاحتلال، أمام باب مستشفى الشفاء، التي لجأوا إليها بعد أن فقدوا أي مأوى آمن، أو لمتابعة أوضاع ذويهم المصابين.
غارة العدوان الإسرائيلي على المستشفى، أسفرت عن استشهاد وإصابة 60 شخصًا حتى الآن، في تواصل للانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال، وتكرار للمجازر، وآخرها استهداف مخيم جباليا، ومستشفى المعمداني.
المقاطع الصادمة التي تداولها فلسطينيون من أمام باب المستشفى، تُظهِر هول الكارثة، العشرات من جثامين الشهداء والجرحى ملقاة على الأرض، وسط استنفار للمواطنين وطواقم الإسعاف لنقل الجرحى لداخل المستشفى.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قصف طيران الاحتلال المدخل الرئيس لمجمع الشفاء الطبي بغزة، ومركبة إسعاف كانت موجودة في المكان، بينهم مرضى وعائلاتهم وطواقم إسعاف ونازحين لجأوا إلى المستشفى وساحاته بعد قصف منازلهم.
لم يكتف الاحتلال باستهداف مدخل مجمع الشفاء الطبي، بل قصف قافلة مركبات إسعاف تقل جرحى، بعد انطلاقها من المجمع باتجاه معبر رفح لنقلهم لتلقي العلاج، في المستشفيات المصرية.
وبحسب "وفا"، استهدف الاحتلال مركبات الإسعاف عند دوار أنصار، وفي شارعي العباس والرشيد.
القافلة التي استهدفها الاحتلال، قالت عنها إدارة مستشفيات غزة، أنها كانت برفقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، وتم التنسيق لمرورها دون أي استهداف ورغم ذلك تم استهدافها، دون اعتبار للقوانين الدولية التي تنص على حماية المستشفيات والطواقم الطبية والإسعاف حتى خلال الحروب.
اعتداء الاحتلال على مستشفى الشفاء، وسيارات الإسعاف لم يكن الوحيد اليوم الجمعة، بل قصف محيط مستشفى القدس، في منطقة تل الهوى، ومحيط مستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
مجزرة جباليا
الثلاثاء الماضي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 400 فلسطيني، كلهم من المدنيين العزل.
وكشفت وزارة الإعلام الفلسطينية، إن جيش الاحتلال ارتكب المجزرة، بإلقاء 6 قنابل تزن الواحدة طنًا من المتفجرات.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر الواحدة تلو الأخرى، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد نحو 10 آلاف شخص، وإصابة أكثر من 30 ألفًا آخرين، كلهم من المدنيين.
مجزرة المعمداني
وجاءت مجزرة مستشفى المعمداني، كواحدة من أكثر المجازر وحشية، وأسفرت عن استشهاد 800 شخص بينهم نساء وأطفال، بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية.
زيارة بلينكن
وتتزامن مجزرة اليوم في مستشفى الشفاء، مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل، والتي يستهدف فيها إعلان وقف لإطلاق النار لمدة 12 ساعة.
وكان من المفترض أن تناقش زيارة بلينكن، لإسرائيل اليوم، ضمان حماية المدنيين الفلسطينيين في ظل الحرب الجارية، بحسب "فرانس برس"، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي قبل زيارته للشرق الأوسط، إنه سيناقش اتخاذ خطوات ملموسة لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في غزة.