الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من مصر القديمة إلى المقاومة.. شارع صلاح الدين في غزة "مسرح للتاريخ"

  • مشاركة :
post-title
شارع صلاح الدين

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يمثل شارع صلاح الدين في قطاع غزة مسرحًا تاريخيًا مهمًا، إذ إنه الرابط بين جميع أجزاء القطاع من الشمال إلى الجنوب بمسافة 45 كيلومترًا تقريبًا على طول الساحل الغربي، كما يعد محورًا ذا أهمية استراتيجية كون السيطرة على أي نقطة فيه تؤدي لقطع الاتصال بين المنطقتين.

 على مر الزمن، تراكم على الشارع العديد من الرموز التاريخية ذات القيمة البالغة، ويبدأ تاريخ هذا المسار حينما كانت تمر جيوش مصر القديمة والإسكندر الأكبر والصليبيين ونابليون بونابرت في محاولاتهم الوصول إلى بلاد الشام، ليظهر شارع صلاح الدين كممر استراتيجي تاريخي تجلت فيه أهمية مرور الجيوش والتحالفات الإقليمية.

يعود تسمية الشارع إلى القائد الإسلامي الشهير الناصر صلاح الدين الأيوبي، مؤسس الدولة الأيوبية، الذي نجح في تحرير القدس وفلسطين من أيدي الصليبيين بعد معارك شرسة وتضحيات جسيمة، هذا الانتصار التاريخي جعل اسمه لا ينسى في شارع غزة.

تجارة وحياة حضرية

شارع صلاح الدين ليس فقط ممرًا تاريخيًا بل أيضًا مركز تجاري رئيسي في غزة، إذ يضم العديد من المحال التجارية والمطاعم والمقاهي والفنادق والمراكز التجارية، وتنعم أرصفته بحركة مرور حيوية على مدار اليوم، إذ تتوفر به محطات للحافلات ومواقف للسيارات، وتضيف هذه النشاطات الاقتصادية جوًا من الحيوية والحركة إلى هذا الشارع الرئيسي.

ليس ذلك وحسب، فشارع صلاح الدين يعتبر معلمًا سياحيًا مهمًا في غزة، حيث يتخلله العديد من المعالم السياحية والثقافية، إذ إنه من الممكن للزوار استكشاف المساجد والكنائس التاريخية والمتاحف والأماكن الترفيهية التي تزين هذا الشارع الحضري.

معارك شرسة على أرض الأمان

لم يكن الشارع مجرد مركز تجاري وسياحي، بل أصبح شاهدًا على معركة طاحنة خلال الأحداث الأخيرة، إذ مع بدء الهجوم البري الإسرائيلي على غزة في 26 أكتوبر الماضي، تحول إلى مسرح معارك دامية بين الدبابات الإسرائيلية ورجال المقاومة الفلسطينية.

وتقدمت القوات الإسرائيلية تحت غطاء القصف الجوي قرب منطقة "جحر الديك" عند مدخل المحافظة الوسطى مع نهاية حدود مدينة غزة من ناحية الجنوب، في مسعى على ما يبدو لعزل شمال غزة عن وسطه وجنوبه.

المقاومة أثبتت عزمها وإصرارها على حماية شريان القطاع، وصدّت الهجوم الإسرائيلي بكل قوة، ورصدت عدة مقاطع فيديو بسالة رجال المقاومة واستعدادها للمواجهة، وتحقيقها لانتصارات في مواجهة التحديات.

بالرغم من الضغوط الإسرائيلية والتحديات الصعبة التي تواجهها المقاومة، إلا أن شارع صلاح الدين ما زال شاهدًا على استمرار الإرادة الفلسطينية وقدرتها على الصمود والدفاع عن أرضها.