الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين "مخيبر" و"جراهام".. اختبار الإنسانية الصعب في حرب إبادة غزة

  • مشاركة :
post-title
كريج مخيبر

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

مع تصاعد الاشتباكات العنيفة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، أثار رد فعل الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل انتقادات واسعة، فيما أعلنت واشنطن دعمها الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، تساءل البعض عن مدى مشروعية العملية العسكرية الإسرائيلية وتصاعد الخلاف حولها، إذ وقعت الإنسانية في اختبار بين السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام الذي أثار الجدل بإعلانه دعمه لإسرائيل دون النظر في حجم الخسائر المدنية في غزةـ وكريج مخيبر مدير مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في نيويورك الذي تقدم باستقالته من المنظمة الأممية، وصرح بأن تصرفات إسرائيل تعدّ انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان ووصفها بـ"الإبادة الجماعية".

وقال جراهام، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب إسرائيل في حملتها ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، بغض النظر عن حجم الخسائر التي تلحقها بالسكان المدنيين في قطاع غزة، مشبهًا العملية العسكرية الإسرائيلية ضد الفصائل بكفاح الحلفاء ضد ألمانيا النازية واليابان، خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، سُئل جراهام عمّا إذا كان هناك "حدًا" بالنسبة له، وبعدها سيبدأ بالتشكيك في التكتيكات الإسرائيلية، ليردّ السيناتو الجمهوري بالنفي، قائلا إنه لا يوجد حد لـ"ما يجب أن تفعله إسرائيل تجاه الأشخاص الذين يحاولون ذبح اليهود".

وأصرّ السيناتور الجمهوري على ضرورة وقف دعوة إسرائيل للاعتذار عن مهاجمة فصائل المقاومة، المندمجة مع سكانها، زاعمًا أن الفصائل هي من "تتسبب في هذه الخسائر، وليس إسرائيل".

وأشار إلى أن إسرائيل بحاجة إلى "أن تكون ذكية" من خلال محاولة "الحد من الخسائر في صفوف المدنيين"، كما دعا إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى "المناطق التي تحمي الأبرياء".

دعم مكثف مستمر

بعد وقت قصير من هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته فصائل المقاومة على إسرائيل الشهر الماضي، سارعت واشنطن لتزويد حليفتها القديمة بمساعدات دفاعية إضافية بمليارات الدولارات.

خلال زيارته إسرائيل الشهر الماضي، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه "طالما أن الولايات المتحدة قائمة، فلن ندعك تكون وحيدًا على الإطلاق".

ونشرت الولايات المتحدة أيضًا مجموعتين من حاملات الطائرات وأصولًا بحرية أخرى، وسربًا من الطائرات المقاتلة من طراز F-16، وأنظمة دفاع جوي، و900 جندي في الشرق الأوسط، قائلة إن هذا الوجود العسكري المتزايد يجب أن يكون بمثابة رادع للدول الأخرى التي تميل إلى ذلك. للانضمام إلى الصراع.

إبادة جماعية

وفي الوقت نفسه، وصف مدير مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في نيويورك، كريج مخيبر، تصرفات إسرائيل في غزة بأنها "حالة كتابية من الإبادة الجماعية" و"الذبح بالجملة للشعب الفلسطيني"، المتجذرة في أيديولوجية استعمارية استيطانية قومية عرقية.

وقدم المسؤول استقالته بحجة أن الأمم المتحدة فشلت في القيام بواجبها في منع قتل المدنيين الفلسطينيين، قائًلا إن المنظمة الدولية "استسلمت لقوة الولايات المتحدة" و"اللوبي الإسرائيلي".

واتهم مخيبر أيضًا الدول الأوروبية بأنها "متواطئة في الهجوم المروع" على غزة و"توفر غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا للفظائع الإسرائيلية". وتأكيدًا على تقييم مخيبر في جنيف، يرى المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، جيمس إلدر، أن "غزة أصبحت مقبرة لآلاف الأطفال"، و"جحيمًا حيًّا للجميع"، ودعا إلى وقف إطلاق نار إنساني في القطاع الفلسطيني.

وخلف الصراع حتى الآن أكثر من 8000 شهيد فلسطيني، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين في مستشفيات قطاع غزة.