تنتهج حكومة جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسة سكب "الزيت على نار"، بعد أن فتحت الباب على مصراعيه أمام تصرفات همجية من قبل المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهو ما حذرت منه الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، وبلغ الأمر إلى اتهام جنوب إفريقيا لحكومة إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة، بحسب مجلة "دير شبيجل".
وفرض جيش الاحتلال المزيد من القيود على حرية التنقل للفلسطينيين، وتم اعتقال أكثر من ألف شخص في الضفة الغربية منذ بداية الحرب، واستشهاد 105 فلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الجاري.
ألمانيا تطالب بحماية المدنيين
وأمام تلك التصرفات العدوانية، دعت الحكومة الألمانية إسرائيل إلى حماية المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة من هجمات المستوطنين اليهود.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في برلين: "ندعو إسرائيل إلى بذل كل ما في وسعها لحماية الفلسطينيين من أنشطة المستوطنين المتطرفين ومحاسبة المسؤولين عنها، كما أن الحكومة الاتحادية تدين بوضوح الهجمات وأعمال العنف التي ينفذها المستوطنون ضد المجتمعات الفلسطينية، التي أدت إلى مقتل العديد من المدنيين".
ولفت إلى أن إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة في الضفة الغربية، مسؤولة عن ضمان سلامة وأمن السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية.
تفاقم الأوضاع في الضفة
واستشهد أكثر من 100 فلسطيني في الضفة الغربية منذ بدء الحرب، في عمليات عسكرية قام بها الجيش الإسرائيلي، ولكن أيضًا من خلال هجمات شنها المستوطنون اليهود.
وتفاقم الوضع في الضفة الغربية منذ بداية الحرب، بعد أن استشهد اليوم الاثنين، أربعة أشخاص خلال القتال مع الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين.
كما أطلقت طائرة إسرائيلية بدون طيار صاروخًا على سطح أحد المنازل، ووفقًا لمصادر فلسطينية، نفذ الجيش الإسرائيلي أيضًا غارات في عدة مدن بالضفة الغربية خلال الليل.
يجب محاسبة المستوطنين
بدوره انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة الهجمات العنيفة التي يشنها الإسرائيليون في الضفة الغربية، وأكد في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الاسترالي في واشنطن، أن المستوطنين المتطرفين يصبون الزيت على النار بهجماتهم على الفلسطينيين.
وقال بايدن: "يجب أن يتوقف هذا الآن، ويجب محاسبة المستوطنين".
وتسلط هذه التصريحات الضوء على حقيقة أن الوضع في الضفة الغربية يتصاعد أيضًا في ظل حرب غزة، ويشكو الفلسطينيون ونشطاء حقوق الإنسان من أن المستوطنين المتطرفين زادوا من استخدامهم للعنف منذ المذابح التي ارتكبتها حماس ضد المدنيين.
إبادة جماعية
ودعت حكومة جنوب إفريقيا إلى إجراء تحقيق في اتهامات إسرائيل بالإبادة الجماعية.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية، فإن وفاة الأطفال في قطاع غزة هي نتيجة مباشرة للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية ضد شعب غزة، وهناك حديث عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما دعت جنوب إفريقيا الأمم المتحدة إلى تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين الفلسطينيين من المزيد من التفجيرات.