بصدد عمل توأمه مع مهرجانات عربية لإقامة دورة استثنائية من قطاع غزة بين ركام الحطام
طال دمار حرب الاحتلال على قطاع غزة البشر والطير والحجر، ولم يسلم منه أحد، مع انتهاج الاحتلال الإسرائيلي سياسة واضحة ضمن خطته الاستعمارية، إما بقتل السكان وإبادتهم الشاملة أو تهجيرهم ليتكرر سيناريو نكبة 1948.
مشاهد القتل والمجازر والدماء التي لطخت شوارع قطاع غزة، وملامح الحزن التي كست الوجوه، ومرارة القهر والألم بعد فقدان آلاف الشهداء ممن سقطوا ضحية العدوان الغاشم على فلسطين، ذاق مرارتها عز الدين شلح رئيس مهرجان القدس السينمائي، مرتين، الأولى حزنًا على وطنه الذي يُباد أمام عينيه، والثانية لفقدان بعض أفراد عائلته جراء هذا العدوان.
أعرب عز الدين شلح لموقع "القاهرة الإخبارية"، عن حزنه الشديد لاستشهاد نجل شقيقه خلال الساعات الماضية في عمليات القصف المستمرة والمكثفة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، مؤكدًا أن الفقيد لم يكن الشهيد الأول لعائلة "شلح" منذ بدء الهجمات والضربات الإسرائيلية ضد الأبرياء من سكان القطاع، ولكن قبل أيام استشهد نجل نفس شقيقه أيضًا، وتيتم أطفال الشهيدين.
بالرغم كل المحاولات التي تقوم بها إسرائيل من تهجير قسري لسكان قطاع غزة، إلا أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، هكذا يؤكد عز الدين شلح، قائلا: "لا يمكن أن نترك أرضنا ونهجرها، فهذه قضيتنا ونناضل من أجلها، إما النصر أو الشهادة".
لم يختلف حال مهرجان القدس السينمائي عن غيره من المهرجانات في الوطن العربي، إذ لاقى نفس المصير من التأجيل بعد أن كان مقررًا إقامته لمدة 8 أيام خلال الفترة من 29 نوفمبر حتى 6 ديسمبر المقبلين، قائلا: "الوضع الحالي الذي تمر به الدولة الفلسطينية لا يسمح نهائيًا بإقامة المهرجان، ولذلك قررنا تأجيله لأجل غير مسمى".
شعور بالامتنان تملَّك عز الدين شلح عقب قيام عدد من المهرجانات بتأجيل وإلغاء دوراتهم هذا العام تضامنًا مع القضية الفلسطينية قائلا: "سأقوم بتوجيه إشادة بالموقف النبيل من جانب بعض المهرجانات التي قامت بتأجيل أو إلغاء إقامة دوراتها هذا العام مثل مهرجانات القاهرة السينمائي الدولي وأيام قرطاج السينمائي والجونة، الموسيقى العربية وغيرها، وسنقوم بإصدار بيان رسمي نوجه خلاله إشادة لهم".
كشف عز الدين أنهم بصدد إطلاق دعوة لعمل توأمه بين مهرجان القدس السينمائي وبين بعض المهرجانات العربية لإقامة دورة استثنائية وخاصة في غزة بين حطام الركام، عقب انتهاء الحرب، ليشهد العالم ما حدث لأهالي غزة.