الأغنية.. أسرع وسيلة للوصول إلى عقل وقلب أي جمهور، فهي تخترق الوجدان وتشعل الحماس في النفوس، لذا لا يتوقف المبدعون منذ عقود طويلة عن الدعم والمساندة في الأحداث الوطنية بتقديم أغنيات تتفاعل مع الأحداث وتعبر عن نبض الشارع وتخلد في التاريخ مع الأحداث، فمن "الوطن الأكبر" إلى "أحلف بسماها وبترابها"، إلى "عاش اللي قال" وغيرها العديد من الأغنيات التي شدا بها النجوم ظلت باقية تروي لنا الأحداث، وتشهد على تضحيات الأجيال على مر العصور.
وفي ظل الأحداث الصعبة التي تمر بها فلسطين، والجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني من جانب الاحتلال الإسرائيلي، تحرك عدد كبير من المطربين للقيام بواجبهم الوطني ليسجلوا بأصواتهم أعمالًا تساند وتناصر القضية الفلسطينية ليساهموا في وصول صوت القضية إلى العالم من جهة، ويبعثوا الأمل في نفوس الشعوب من ناحية أخرى.
الهوية عربي
"أنا في الهوية عربي.. وفصيلة الدم أقصى.. رام الله يافا عكا.. والقدس خليل وغزة.. وفي حيفا ليا ذكرى.. وفي نابلس ألف قصة.. أنا وجعك فيا علم.. حسيت أوجاع بدالك.. خسران اللي يعاديكي.. ونهايته بكرة هالك".. بهذه الكلمات حرص الفنان المصري هاني شاكر على مساندة القضية الفلسطينية بأغنية "الهوية عربي" التي أهداها جميع صنّاع العمل إلى أرواح الشهداء والشعب الفلسطيني الصامد، بعد ما حرصوا أن تبث كلماتها التفاؤل في نفوس الشعب.
الأغنية التي كتب كلماتها أسامة حسن، وألحان مصطفى شكري، وتوزيع أحمد أمين، قال عنها أمير الغناء العربي لموقع "القاهرة الإخبارية": "عندما عُرضت عليّ كلمات الأغنية حازت على إعجابي فهي من الأغنيات التي دخلت قلبي، ولم أتردد لحظة في غنائها لأنها تحمل رسالة جيدة ومهمة للشعب الفلسطيني والوطن العربي".
وأضاف: "على الرغم من الأحداث المفزعة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وقتامة المشهد، فإن هذه الأغنية تبعث الأمل في النفوس، وهذا ما نحتاجه حتى ينتهي كل شيء بالنصر، وطالما الله موجود لا بد علينا أن يكون لدينا أمل في الغد، وأحيي الشعب الفلسطيني الصامد المناضل ضد الكيان الصهيوني".
وتابع: "حسبي الله ونعم الوكيل، فما يحدث في أطفالنا وشبابنا والكبار والصغار في غزة تصفية جسدية للشعب الغزاوي ولن يتركهم أحد، فنحن ندعمهم مهما حدث، ومهما طال الوقت، ونحاول نشر الطمأنينة في قلوبهم".
يشير هاني شاكر إلى أن الفن يمثل أهمية كبيرة في ظل هذه الأحداث لأنه هو الصوت الذي تصل من خلاله رسالتنا إلى العالم كله سواء من خلال أغنية أو مسلسل أو فيلم أو مسرحية، وهو اللغة التي يفهمها ويحسها الصغير والكبير، وسريعًا ما تدخل القلوب والعقول.
فكروا فينا
"عالقليلة فكروا فينا.. فكروا فينا لو إنه شوي.. حسوا بوجعنا حسوا فينا شوي.. خلونا نتأمل إذا في بكرا ناطرنا.. نقرر مصايرنا.. ما تلعبوا فينا بقا.. خلونا بكفي بقا عتمة بليالينا.. بزيادة شو بكينا.. صغار بعدنا عالشقا" بهذه الكلمات قدم الفنان اللبناني زياد برجي أغنية "فكروا فينا" من كتابته وألحانه، وعرض من خلالها المشاهد القاسية التي مر بها الشعب الفلسطيني خلال الفترة الأخيرة والفيديو كليب من إخراج جان كلود.
من فوقنا من سابع سما
"من فوقنا من سابع سما شاهد على الأحداث.. وإن فات سنين قصتنا عايشة محفوظة وسط الناس.. أبطال تعيش وتضحي لأجل الحلم والأجيال.. ولأجل أرض اختارها رب ميمسهاش خناس.. عايزين يصفوا حلم أمة بتحلمه لسنين.. ويفرقوا الشمل اللي ما يقدر عليه القادرين" حرص المطرب المصري على الحجار، على المشاركة بصوته للتضامن مع القضية الفلسطينية بأغنية "من فوقنا من سابع سما"، إذ حملت الأغنية التي صورها العديد من المشاهد الصعبة التي تبرز مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي.
يؤكد على الحجار لموقع "القاهرة الإخبارية": "هذه الأغنية أعجبتني كلماتها منذ الوهلة الأولى، لذا لم أتردد في غنائها لأنها تحمل العديد من المعاني التي نخاطب من خلالها الشعب الفلسطيني الذي عانى كثيرًا خاصة خلال الأحداث الأخيرة الصعبة التي كانت قاسية ولا يتحملها أحد ولكنه قوي وصامد ويناضل ضد أي اعتداء، ولن نتركه، وكل الدول العربية تدعمه".
الشعب البطل
"أنا وقت الجد وعند الرد طوفان ومد فلسطيني.. من فوق الأرض وتحت الأرض وأنا الاسمي فلسطيني.. لا تتحدى رح نتصدى لكل العدوان.. احنا رجال ولا تتعدّا وهي الميدان، بوجه المحتل وما بنهدا واشهد يا زمان.. شدو بعضكم يا أهل فلسطين شدو بعضكم.. والله معكم يا أهل فلسطين والله معكم"، كانت هذه كلمات أغنية الفنانة الأردنية ديانا كرزون التي حملت اسم "الشعب البطل" وظهرت خلال الفيديو وهي ترتدي قميصًا أسود طُبع عليه العلم الفلسطيني بشكل بصمة إصبع وفي خلفية الصورة المسجد الأقصى الشريف، وذلك حرصًا منها على تقديم تجسيد حقيقي للشعب الفلسطيني البطل، وأنه سينتصر في يوم من الأيام.
غصن الزيتون
"غصن الزيتون بدل ما بغطيه الندى متغطى دم.. والطفل شايل لعبته وفي قلبه شايل ألف هم.. داير بيكتب على الحيطان أرضي أهم.. والأقصى نادى وصوته في نبرة ألم.. وما بين شهيد وما بين جريح بكي محمد والمسيح".. بهذه الرسالة المؤثرة قدّم الفنان المصري أحمد سعد أغنية "غصن الزيتون" وحمل الفيديو كليب يتضمن مشاهد حقيقية ومؤلمة للمعاناة الأخيرة التي عاشها الشعب الفلسطيني.
لا يشتكون ولا ينكسرون
"إلى أطفال يمشون حفاة.. على طريق الوعد والحياة.. يسكنون في الصوت الأقوى من الموت إلى انتظار يصبح صلاة.. هيا معي نزهر في حطامنا.. هيا معي نسكن في أحلامنا" قدمت الفنانة اللبنانية عبير نعمة هذه الكلمات من خلال أغنية "لا يشتكون ولا ينكسرون" تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.
يا ضمير العالم
"لمجرمين ضربوا المشفى.. ضربوا المدرسة هدوا الجامع.. شاهد العالم وسامع.. صوت بكا أطفالك يا فلسطين.. المجرمين منعوا الميه منعوا الدوا، قتلوا الحرية".. قدمت المطربة المصرية عاليا صبحي والمطربة السعودية وعد هذه الكلمات بين اللغتين العربية والإنجليزية في أغنية "يا ضمير العالم" كلمات وألحان عزيز الشافعي، توزيع أحمد وجيه.
الحلم العربي
من جانبه قرر المؤلف المصري مدحت العدل إعادة تقديم أوبريت "الحلم العربي" و"القدس هترجع لنا" اللذان تم تقديمهما من قبل، وذلك في حفل كبير يشارك به عدد كبير من النجوم بدار الأوبرا المصرية يوم الأحد المقبل وتعود أرباحه للهلال الأحمر الفلسطيني.
إعادة الأغنيات
تضامن عدد من الفنانين مع الفلسطينيين بطريقة مختلفة، إذ أعادوا تقديم أغنيات تم تقديمها من قبل ومن هؤلاء الفنان المصري حمزة نمرة الذي أعاد غناء أغنية الفنانة أميمة الخليل "عصفور طل من الشباك" على صور أحد الأطفال الشهداء في غزة، والفنانة التونسية لطيفة أعادت نشر أغنيتها "إلى طغاة العالم" وهي قصيدة للشاعر أبي القاسم الشابي، وأعاد الفنان الكويتي نبيل شعيل إصدار أغنية "شدوا بعضكم" بصوته، بالإضافة إلى إعادة الفنانة اللبنانية كارول سماحة واللبناني رامي عياش لنشر مقاطع من أغنيات سابقة لهما تحكي عن معاناة الأطفال.
محمد عدوية: "أرض غزة" تحمل رسالة للعالم مفادها "أنقذوا فلسطين"
لم يقف المطرب محمد عدوية مكتوف الأيدي أمام ما يحدث لأهالي فلسطين وتحديدًا سكان قطاع غزة، من عمليات وحشة وقتل وتدمير، فانتفض أمام مجازر الإبادة الجماعية وقدم أغنية "أرض غزة" والتي صورها على طريقة الفيديو كليب، وظهرت فيها مشاهد حقيقية من أحداث القصف.
قال محمد عدوية لموقع "القاهرة الإخبارية"، إنه قدم هذه الأغنية خصيصًا لدعم أهالي غزة، عقب العدوان على سكان القطاع بشكل غاشم، وفضح ما يحدث لأسر وأطفال فلسطين.
يؤكد محمد عدوية أن الأغنية تمثل رسالة للعالم أجمع مفادها "الحقوا فلسطين"، بهدف تحريكهم لإنقاذ أشقائنا في فلسطين من الحرب التي تُشن عليهم، وكوسيلة للتآزر والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
"وقالوا عليكي يا أرض غزه إن الشهادة عليكي لذه، يشتاق لها الصابرين"، بهذه الكلمات بدأ محمد عدوية أغنيته الجديدة والتي نقلت مشاعر حقيقية ومشاهد واقعية مما يجري على أرض الواقع، والتي اختتمها بقوله "هدموا المباني وكل مدني، ضربوا المدارس ووجعوا قلوبنا وشردوا ملايين، وقفلوا المعابر على كل عابر، يصرخ يقول أنا مش قادر، الحقوا فلسطين، الحقوا فلسطين".