لطالما حاولت إسرائيل تبرير جرائمها ضد الشعب الفلسطيني من خلال صناعة روايات كاذبة، والادعاء بأنها تنفذ عمليات "دفاع شرعي" عن نفسها، ولكن الحقيقة تظهر من خلال جهود التحقيق الصحفي المستقل، فبعد أن شنّت الطائرات الإسرائيلية هجومها على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، مستهدفة المرضى والأطقم الطبية، حاولت تل أبيب تزييف الحقائق مدعيةً أن صاروخًا فلسطينيًا هو من أصاب المستشفى.
ولكن تحقيقات صحيفتي "نيويورك تايمز" الأمريكية و"لوموند" الفرنسية، أظهرت أن الصاروخ الذي قصف مستشفى المعمداني بقطاع غزة، والذي ادعت إسرائيل أنه فلسطيني كان بالواقع إسرائيليًا، إذ كشفت التحقيقات أنه أطلق من منطقة عسكرية إسرائيلية بالقرب من قطاع غزة.
وخلص تحقيق صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن رواية الاحتلال بأن الصواريخ الفلسطينية تسببت في انفجار المستشفى غير صحيحة، إذ تمكن فريق التحقيق التابع للصحيفة من التأكد من أن القذيفة التي تظهر في الفيديو انطلقت من إسرائيل، وليس صاروخًا فلسطينيًا.
كما تم إطلاق هذه القذائف من منطقة بطارية "القبة الحديدية" لجيش الاحتلال، على بعد أقل من 2 كيلومتر شرق مستوطنة ناحال عوز.
وكذلك شككت صحيفة "نيويورك تايمز" في رواية الاحتلال الإسرائيلي، مشددة على أنه بعد إلقاء نظرة فاحصة على مقاطع الفيديو الصاروخية التي استندت عليها إسرائيل، ظهر لها بطلان الادعاءات.
وخلص تحقيق أجرته صحيفة لوموند إلى أن الصاروخ الإسرائيلي، الذي كان من المفترض أن يدمر صاروخًا فلسطينيًا أثناء الطيران، انفجر على ارتفاع يزيد قليلًا عن 4 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، بعد نحو 20 ثانية من إقلاعه، بحسب ما قدرته حسابات الصحيفة، وبعد أقل من ثانيتين، وقع انفجار ثانٍ أكبر بكثير في باحة المستشفى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصواريخ المستخدمة في مقطع فيديو روجته المخابرات الأمريكية وتل أبيب زعم فيه أن المقاومة الفلسطينية استهدفت المستشفى المعمداني في غزة لم يتم إطلاقها من غزة بل من إسرائيل، وخلصت الصحيفة أن الصاروخ لم يكن بالقرب من المستشفى نهائيًا، بل تم إطلاقه من تل أبيب وليس من قطاع غزة.
وفي ظل محاولات إسرائيل المستمرة لتبرير أعمالها غير المشروعة ضد الشعب الفلسطيني، فإن مثل هذه التحقيقات الصحفية الدقيقة تظل ضرورية لكشف الحقائق وعدم السماح بتغليف الحقيقة بالأكاذيب والادعاءات الكاذبة.