الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مجزرة مستشفى المعمداني.. شهادات غربية تكشف زيف الرواية الإسرائيلية

  • مشاركة :
post-title
تنديد عربى ودولى واسع لاستشهاد وجرح مئات المدنيين الفلسطينيين في قصف المستشفى الأهلى المعمدانى بقطاع غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

وسط تنديد عربي ودولي واسع لاستشهاد وجرح مئات المدنيين الفلسطينيين في قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، خرج جيش الاحتلال الإسرائيلي برواية تقول إن ما حدث للمستشفى نتج عن إطلاق فاشل لصاروخ نفذته حركة الجهاد الإسلامي في الأراضى المحتلة.

وخلال الساعات القليلة الماضية، مارست دولة الاحتلال الإسرائيلي تضليلًا إعلاميًا، حاولت من خلاله نفي ارتكابها مجزرة قصف مستشفى الأهلي المعمداني في قلب غزة، التي أسفرت عن أكثر من 500 شهيد، بينهم عدد كبير من الأطفال، فضلًا عن مئات آخرين من المصابين، حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، أن صور الرادارات الإسرائيلية أظهرت إطلاق صواريخ من القطاع، وقت إصابة المستشفى.

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال، أن طبيعة الأضرار وعدم وجود فجوة في الأرض تنفي فرضية القصف الجوي للمستشفى، مدعيًا أن صاروخًا لحركة الجهاد سقط عن طريق الخطأ على المستشفى الأهلي في غزة.

وفي مقطع فيديو سبقته تدوينات عدة على حسابه عبر "فيسبوك" تحاول تأكيد الأمر نفسه، نفى أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال، أن تكون طائرات إسرائيلية قصفت مستشفى المعمداني، بينما ادعى أن المستشفى أصيب نتيجة تعرضه لـ"إطلاق فاشل" لصاروخ نفذه تنظيم الجهاد الإسلامي.

ولتأكيد مزاعمه، أعلن "أفيخاي" أنهم توصلوا لهذه النتيجة بعد "تحقيق شامل ودراسة لكل الأنظمة العملياتية والاستخبارية" في جيش الاحتلال، لكنه مع ذلك لم يعرض أي صور أو فيديوهات لمجزرة المستشفى.

وتزامنًا مع تصريحات أفيخاي، حاولت عدة صفحات إسرائيلية، من بينها حساب الناشط المتطرف إيدي كوهين عبر "إكس"، ترويج مقطع فيديو قالت إنه يثبت قصف المستشفى خطأ بصواريخ المقاومة الفلسطينية.

وهو ما تبين لاحقًا كذبه، إذ يعود الفيديو المتداول على الحسابات الإسرائيلية للعام 2022، وكان يحمل ادعاء أيضًا حول قصف فلسطيني خاطئ أصاب منزلًا في منطقة جباليا، التي تبعد قرابة 4 كيلومترات عن مستشفى المعمداني، الذي استهدف بغارات مباشرة مساء أمس الثلاثاء.

كان الفيديو الذي نشره "كوهين" وتداوله آخرون وتبنته وسائل إعلام غربية، تم تداوله سابقًا بتاريخ 6 أغسطس 2022 عبر موقع المشاهدات "يوتيوب" على قناة تحمل اسم "من أجل إسرائيل"، ادعى صاحبها وقتها أن المقاومة الفلسطينية هي من قصفت منزلًا في منطقة جباليا بالخطأ، وليس طائرات الاحتلال في غارات بهذا الوقت وقتلت 5 أطفال فلسطينيين.

وكتب تعليقًا على الفيديو: "تصريح رئيس جهاز المعلومات الوطني - إطلاق فاشل من قِبل الجهاد الإسلامي هو سبب فاجعة مقتل الأطفال في جباليا، خلافًا لما نُشر بمنشورات فلسطينية بخصوص الحادثة جباليا. وهذا يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا ليس هجومًا إسرائيليًا".

وجاء ذلك قبل أن يعود جيش الاحتلال ويعترف بمسؤوليته عن مقتل الأطفال الفلسطينيين الخمسة في غارة جوية على مقبرة الفالوجة في بلدة جباليا شمالي القطاع، وهو الحادث الذي وقع في 7 أغسطس من العام 2022.

وبعد قصف مستشفى المعمداني مباشرة، قال المحلل الإسرائيلي روني شالوم: "رشقة صاروخية إسرائيلية باتجاه تجمع لإرهابي حماس قرب مستشفى ردًا على استفزاز مشاعر عائلات الأطفال المخطوفين وأنباء عن مئات الإرهابيين القتلى".

أما المحلل والأكاديمي الإسرائيل إيدي كوهين فقال، في تغريدة له، فور قصف المستشفى: "هلاك عشرات من قيادات حماس كانوا مختبئين قرب مستشفى". 

وفي مداخلة عبر شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، قالت المراسلة الصحفية كلاريسا وارد، إنها كانت ضمن الذين أطلعوا على مقاطع فيديو خاصة بقصف المستشفى الذي كان انفجارًا هائلًا، مشككة في رواية أن يكون إطلاق صاروخ بالخطأ، ومشيرة إلى تحقيقات مطولة في الأمر.

كذلك أشارت مراسلة "سي. إن. إن" إلى أن مستشفى المعمداني الذي يقع في الجزء الشمالي من قطاع غزة كان يأوي آلاف الأشخاص الفارين هربًا من الغارات المستمرة، مضيفة أنه رغم أوامر الإخلاء - التي صدرت عن جيش الاحتلال- لم يكن من الممكن نقل بعض منهم إلى أماكن أخرى لحاجتهم للعلاج.

وشكك صحفى التحقيقات المرئية بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إريك تولر، فى دقة الفيديو الذى بثه الاحتلال، بشأن قصف المستشفى المعمدانى، بسبب التوقيت الخاص به.

ووفقًا لرسالة نشرها "تولر" على "إكس" فإن التوقيت المصاحب للفيديو الذى شاركته الحسابات الإسرائيلية، تم تسجيله قبل 40 دقيقة على الأقل من حدوث الانفجار. وأوضح أريك أن ضرب المستشفى كان فى تمام السابعة و20 دقيقة بالتوقيت المحلى، بينما الفيديو المنشور للانفجار كان الساعة الثامنة.

ونشر الممثل والإعلامي الأمريكي جاكسن هنكل، دليلًا على قصف إسرائيل لمستشفى الأهلى العربي المعمداني بغزة، أمس الثلاثاء. وشارك هنكل فيديو عبر حسابه بموقع "إكس"، يوضح كذب الرواية الإسرائيلية ويثبت أن القذيفة تابعة للاحتلال وليس المقاومة.

وقارن "هنكل" بين قوة ونوع صوت الصاروخ الذي وقع على المستشفى، بالذي تحدثه القذائف التي ترسلها حماس إلى إسرائيل، داعيًا المتابعين إلى اكتشاف الحقيقة بأنفسهم عن طريق التمييز بين قوة الصورتين.

وكتب يقول: "المقطع الأول هو لصوت صاروخ صغير من حماس، أما الثاني فهو صوت قنبلة جي دي إيه إم (JDAM)، أما المقطع الثالث فهو صوت ما أصاب مستشفى غزة، إذا كان الصاروخ الذي قصف المشفى من طراز (جي دي إيه إم) فهو إسرائيلي بنسبة 100%"

وتوالت التأكيدات من رواد آخرين على "إكس" على تعرية ونسف الرواية الإسرائيلية، والإشارة إلى أن قوة الانفجار الكبير الذي هزَّ المستشفى لا يمكن أن يكون إلا من صاروخ إسرائيلي، كما أن تل أبيب معروفة بنفي جرائمها، مثلما حدث مع قتل صحفية الجزيرة شيرين أبوعقلة، قبل أن تعترف في وقت لاحق، بأن رصاصة إسرائيلية، كانت وراء قتلها.

وكشف النشطاء عن تغريدة للناشط والمسؤول الإسرائيلي، حنانيا نفتالي، الذي قال بعد قصف مستشفى المعمداني مباشرة: "الدفاع الجوي الإسرائيلي قصف حماس بداخل المستشفى في غزة. وعدد لا يحصى من المقاومة قتلوا"، زاعمًا أن حماس تطلق صواريخها من المستشفيات والمدارس، ومدعيًا أن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية. واعترف نفتالي بمسؤولية إسرائيل عن الهجوم وقصف المستشفى، لكنه حذف التغريدة بعد ذلك.

أما النشطاء وأهالي غزة فقد نشروا صورًا للقنبلة التي قصفت بها إسرائيل مستشفى المعمداني، وأوضحت الصور أن الفلسطينيين استشهدوا بأسلحة أمريكية، وأوضحت الصورة أن القنبلة المستخدمة تحمل اسم "bomb mk 84".

من جهتها، أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين أن "فبركة إسرائيل للأكاذيب بشأن مجزرة المستشفى المعمداني خطيرة وتمهد لاستهداف مستشفيات أخرى".