الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفلسطينية هبة كمال أبو ندى.. شهيدة الوطن الحالم

  • مشاركة :
post-title
هبة كمال أبو ندى

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

لاتزال الأحداث المأساوية التي تعيشها دولة فلسطين متصدرة للمشهد ويتألم لها العالم، وخاصة بعد وقوع مئات الضحايا وكان من بينهم عدد من مبدعي الفن والثقافة، فعقب الهجمات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة استشهد الشاعر فارس أبو شاويش، والكاتب حسين مهنا، والناشر عدنان أبو غوش، وأخيرًا الكاتبة والشاعرة هبة كمال أبو ندى التي ضجت السوشيال ميديا بنعيها وكتبوا: "وداعًا يا هبة أبو ندى، لن تكتبي الشعر بعد اليوم، لا يوجد شعر بعد اليوم، تجرد العالم من كل معانيه، وصارت كل زقزقة نعيقًا، مات كل شيء عندما صار القتل عاديًا".

"إن الكتابة كالصيامِ، فلا تكونُ بغير نية" هذا هو شعار الشهيدة هبة كمال أبو ندى في الحياة، التي ولدت عام 1991 في السعودية، من عائلة لاجئة من بيت جرجا المهجّرة والمدمرة في العام 1948، وكانت دائمًا تبحث عن الكلمة وأبيات الشعر لتعبر بها عما بداخلها من وجع للأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون، وتقول في أحد أبياتها: "للحزنِ المعشعشِ في تفاصيل الحمائم، لحقٍ في الأغاني ليسَ يسقطُ بالتقادم! وللأحلام!، حيثُ الكلُّ في وطني برغمِ الموتِ حالم!"

هبة أبو ندى التي درست الكيمياء الحيوية، وأصدرت عددًا من الأعمال الشعرية لم يكن لديها سوى إصدار واحد وهو "الأكسجين ليس للموتى" وهى الكلمات التي استخدمتها واحدة من الناعين للشهيدة وكتبت عبر حسابها على فيسبوك": "انتهت الحكاية يا هبة، وانقضى الأجل قبل الرواية، وغبتِ عنَّا تمامًا، إلى الأبد، هكذا يا هبة، دون وداع ودون موعدٍ، برهنتي أن الأكسجين الذي لم يكن للموتى هو للشهداء".

كانت تسعى الشهيدة خلال حياتها أن تجتهد في الحصول على أفكار وكلمات لشعرها بدون تكلف أو إسفاف وتؤكد في لقاءاتها أن لا شيء بالمجان وأن الإنجاز الحقيقي يحتاج إلى تعب، لذلك كانت تحاول دعم موهبتها الشعرية والأدبية بالقراءة في كل المجالات، كما كانت تحب أن تتعلم كل ما هو جديد، وتحب الطبخ، والأشغال اليدوية، والمهارات الحياتية ومشاهدة الكرتون في أوقات الفراغ.

حرصت هبة كمال أبو ندى أن تساعد كل من حولها بما تستطيع تقديمه، تقدم النصيحة لكل كاتب وتقول "لهم أقرأوا وأبحثوا عن شغفكم وأعطوا لنصوصكم العفوية والصدقة، عالجوا أخطاءكم استقبلوا النقد الذي سيصد بكم"، ومنذ انطلاق "طوفان الأقصى" وهى تحاول أن تدعم القضية الفلسطينية وتساعد بما تستطيع لكل من حولها، وكتبت عبر حسابها قبل استشهادها: "نحن في غزة عند الله بين شهيد وشاهد على التحرير، وكلنا ننتظر أين سنكون".

قدمت الشهيدة عددًا من الأغاني والأناشيد الشهيرة منها "كُحل القدس، علاماته حكاية، باسم نيلك، كلمة أب، سفراء الطفولة"، و"روضة وحضانة الطفولة الحديثة"، وحصلت على العديد من الجوائز أهمها المركز الأول في القصة القصيرة على مستوى فلسطين، والمركز الثاني على مستوى الوطن العربي بجائزة الشارقة للابداع.

وسوم :