"الأسامي هي هي والقلوب اتغيرت".. هذا المقطع الشهير لا ينطبق على مطربته، فالأسامي هي هي، لكن القلوب المُحبة لم تتغير تجاه النجمة التونسية الكبيرة ذكرى، التي صنعت لنفسها هوية موسيقية جعلت الجمهور يعشقها، ويذوب مع صوتها، يبكي معها في أحزانها، ويدعمها في تحدياتها.
حلمت "ذكرى" بتقديم منهج خاص وشكل ولون يميزاها عن غيرها، واستطاعت في فترة وجيزة أن يسطع اسمها وسط نجوم الوطن العربي، لكن تلك الرحلة البسيطة والعمر القصير لم يكتب لها استكمال مشروعها وتحقيق ما تطمح إليه، وكأنها ذابت داخل مقطع من أغانيها يقول: "مين ده اللي يرضي بغربته لو قابلته سكة رجوع".
دعم
ذكرى المولوده في سبتمبر 1966، وتحل ذكرى وفاتها اليوم، لم تكن حياتها سهلة، فرغم رفض والدتها في البداية أن يسطع صوتها بموهبتها، لكنها احتمت بوالدها وسندت عليه لدعمها واستطاعت أن تتسرب من تشديدات والدتها وتدخل إلى عالم الغناء، من خلال برنامج لاكتشاف المواهب، ومن هنا وُلد اسم ذكرى وبقى في ذاكرة جمهورها.
هجرة
"نضطر إلى الهجرة للبحث عن الانتشار العربي"، هذه هي المرحلة الثانية في حياة مطربتنا التي قررت أن تسافر إلى أم الدنيا، بحثًا عن عالم أكبر من النجومية، وقررت أن تسير على خطى أحد أشهر مقاطعها "هبدأ حياتي من جديد وكأني عمري ما عشتها"، وبالفعل انطلقت إلى مصر ليبدأ معها حلم جديد، ليكون الجمهور على موعد مع أول ألبوماتها و"حياتي عندك" التي أخرجته إلى النور بعدما تبنى موهبتها الموسيقار هاني مهنا.
انتشار
انتشرت المطربة ذكرى التي تربت على صوت أم كلثوم وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة، وقدمت عددًا من الألبومات الشهيرة التي لا تزال باقية في أذهان جمهورها، منها "أسهر مع سيرتك، الأسامي، ويانا، يوم عليك" ، وحققت نجاحًا كبيرًا في مصر رغم التحديات التي واجهتها، فهي تقول: "مصر حكاية كبيرة جدًا وكان من الصعب مقابلة جمهورها، لكن حينما سمعت تصفيق الجمهور في أحد حفلاتي عرفت أنني حصلت على أكبر شهادة بالنسبة لي".
الأغنية الخليجية
طموحها لم يتوقف عند نجاحها في مصر بل قررت أن تستغل موهبتها بالغناء بأكثر من لهجة، وقدمت أغاني باللهجة الخليجية مبررة ذلك بقولها: "على المطرب أن يخوض كل التجارب والفن لا حدود له ولا جنسية".
لاقت أول تجربة لها في اللون الخليجي نجاحًا كبيرًا، وبها ردت على الأصوات التي شككت في التجربة ونجاحها قبل أن يروها على أرض الواقع، وأكدت أن الجمهور الخليجي سمّيع ويحب الأغنية الهادفة.
نهاية الرحلة
وفي صباح يوم 28 نوفمبر 2003، كُتبت نهاية مطربة أوبريت الحلم العربي بعد أن قُتلت بـ21 رصاصة اخترقت جسدها، وقررت شركة إنتاج ألبومها الأخير، الذي يحمل اسم "يوم عليك" أن يستكملوا حلمها الذي لم ير النور، وقدموا حملتهم الدعائية للألبوم، نشروا بوسترات الألبوم، وبها دماء تسقط من أعين ذكرى بدلًا من الدموع، كما أسند للمخرج المصري جميل جميل المغازي أن يصوّر لها الفيديو كليب غير ذلك الذي صورته قبل وفاتها، فظهرت في كليب "بحلم بلقاك" وكأنها روح تطوف داخل منزلها، لتنطوي صفحة نجمة لم تستمتع بنجوميتها.