الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المخرج المجري بيلا تار: فخور بوجودي في مصر.. وتكريمي بـ"القاهرة السينمائي" دافع قوي (حوار)

  • مشاركة :
post-title
المخرج العالمي بيلا تار

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوى - تصوير عمرو حطب

- مسيرتي الفنية اكتملت.. وعندما يشاهد الجمهور أفلامي بعد 50 عامًا سيجدونها تصف الوقت الحالي
- الأفلام وسيلتي للتواصل مع الجمهور.. والسينما ليست "خلطة طبخ" 
- لست سلبيًا.. وإذا كنت كسولًا فأنني أعيش الحياة

مسيرة فنية ممتدة للمخرج المجري العالمي بيلا تار ، على مدار أكثر من 40 عامًا، جعلته أحد أبرز مخرجي سينما أوروبا الشرقية، الذين وصلوا إلى العالمية لأسلوبهم المميز والفريد، فمن خلال سينما غير تقليدية ومنها رائعته ماكبث (Macbeth)، والتي عبر بها حدود دولته وقارة أوروبا لتطوف أفلامه مختلف المهرجانات السينمائية العالمية، ويحصد جوائز عدة.

بيلا تار، مفاجأة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، جرى تكريمه خلال فعاليات الدورة الـ44 المقامة حاليًا، بينما حرص على ألا يكون وجوده لمجرد استلام التكريم، بل ألقى محاضرة لصناع الأفلام العرب حول السينما ليستفيدوا من خبرته الممتدة.

حول مشاركته بمهرجان القاهرة والتعرف عن قرب على السينمائيين العرب، التقى موقع "القاهرة الإخبارية" المخرج العالمي بيلا تار في حوار كشف فيه عن كواليس دعوته للمشاركة بالمهرجان الدولي، ورؤيته ونصائحه للطلاب من خلال تقديمه "ماستر كلاس" طوال مدة المهرجان، كما كشف أن مشواره الفني اكتمل، ولن يقدم أفلام جديدة، وتحدث عن نظرته الفلسفية للأمور، وتطرق للسينما العربية ليؤكد أنها لا تصل إليهم بسبب استحواذ أمريكا على الصناعة، كما ردّ على وجود نظرة تشاؤمية في أعماله.

وإلى الحوار:

ما أبرز الدوافع وراء مشاركتك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

الحقيقة أنني فخور وسعيد بوجودي في مصر، وجئت للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي من أجل لقاء مجموعة من الشباب محبي السينما وصغيري السن، إذ تحمست لأنقل لهم خبرتي في مجال السينما، فأنا أحاول أن أحررهم وأدفعهم تجاه أن يكونوا على طبيعتهم ويعبروا عن ذاتهم، ودائما أشجع الآخرين على أن يعبروا عن أنفسهم.

- حصدت جوائز عدة من مهرجانات مختلفة.. فماذا يمثل لك تكريمك بالقاهرة؟

أوجه الشكر لإدارة المهرجان على هذا التكريم، ووقوفي على خشبة المسرح كان محركًا جدًا بالنسبة لي، وكنت متحمسًا لهذا التكريم، لأن الأفلام والسينما وسيلتي للتواصل مع الجمهور، وأنا سعيد وفخور جدًا بأن أرى وفودًا جاءت من بلدان وثقافات مختلفة، وألوان بشرتهم وطبيعة بيئاتهم غير متشابهة، لكنهم قادرون على التواصل والفهم المشترك، وخلق لغة واحدة من خلال رؤية الأفلام، فهذه هي لغتنا المشتركة، وهذه اللغة تلمسني جدًا.

وعندما أخبرتني إدارة المهرجان أنهم متحمسون لدعوتي وتكريمي، تفقدت جدول أعمالي وأجندة ارتباطاتي، ووجدت أن الموعد مناسب للغاية، وأبديت موافقتي واستعدادي للحضور.

- لم تكتف باستلام درع التكريم فقط بل ألقيت محاضرة لصناع السينما العرب.. لماذا؟

لأنني أحببت أن أنقل لهم خبرتي، وأن أعبر عن الطريقة التي أعمل بها، خاصة أن صناعة السينما ليست "خلطة طبخ"، ولا تقدم بطريقة واحدة، لأن الناس مختلفين عن بعضهم.

وكنت أوجه الطلاب خلال المحاضرة وأتحدث معهم عن طريقتي، ولا أريد أن يتبعوها بالنص، فلكل واحد منهم أسلوبه "وكل واحد يطبخ بطريقة مختلفة"، وركزت على أن لهم مطلق الحرية في أن يسيروا على نفس الدرب، أو أن يضيفوا له لمساتهم الخاصة.

- هل جاء ذلك من منطلق إيمانك بأن نقل الخبرة للأجيال الجديدة أهم من التكريم؟

لا ليس بهذا الشكل، وليس هناك وجه مقارنة بين تكريمي أو إلقاء محاضرة، فالإثنين مهمان وأدوارهما مختلفة، فأنا أنقل خبرتي للشباب الجديد وأعلمهم، ولكن التكريم مهم أيضًا.

- تواجه أعمالك انتقادًا بأنها تحمل نظرة تشاؤمية.. ما ردّك؟

لست شخصاً سلبياً، لأن هذا الشخص يفكر في شنق نفسه، لكنني عندما أستيقظ في الصباح الباكر أذهب لمكتبي أو لموقع التصوير وأبدأ عملي في ساعات مبكرة جداً، كل هذا إيجابي وليس سلبيًا.

وأؤمن أنه عندما يشاهد الناس أفلامي بعد 50 عامًا، سيجدون أنني قدمت لهم صوتًا وصورة يصفان الوقت الحالي، لتكون نافعة في المستقبل، وهذا أيضا أمر إيجابي.

- "حصان تورينو The Turin Horse" آخر أعمالك الفنية.. فماذا عن أمنياتك؟

ليست لدي أحلام أو طموحات محددة، فأنا شخص عملي، ولا أملك مشروعات أفلام سينمائية مقبلة، واعتبر أن مسيرتي الفنية والسينمائية اكتملت، ولن أقدم أفلامًا جديدة.

بعد مسيرتك الممتدة منذ سبعينيات القرن الماضي.. ما مدى إطلاعك على أعمال المخرجين العرب؟

لست فخورًا بأني لا أعرف أفلامًا أو مخرجين على مستوى الشرق الأوسط بالكامل، وفي العالم العربي أعرف أشياء قليلة جدًا.

ومن المسؤول عن هذا من وجهة نظرك؟

الأمريكيون يسيطرون على سوق السينما بشكل عنيف وكبير، فعلى سبيل المثال من يعيش في بلد مثل المجر، لا تكون لديه الفرصة لرؤية أعمال من العالم العربي أو الشرق الأوسط، فتلك السينما خارج محيطه ولن تصل إليه، وعلى أقصى تقدير يمكن أن يشاهد أفلامًا وثائقية وتسجيلية عن فلسطين وما يحدث فيها، ولكن الإنتاجات السينمائية العربية خارج محيطنا وبعيدة عن أنظارنا.. إنها لا تصل إلينا نهائيًا.

- "تانجو الشيطان وحصان تورينو" والقائمة ممتدة.. ما العمل الأقرب إلى قلبك؟

دائمًا ما يكون المشروع المقبل هو الأقرب لقلبي، ودائمًا أفكر في التالي، وانتظره وأتحمس له، وليس شرطاً أن يكون مشروع فيلم، ولكن ممكن أن يكون مشروعًا مثل ورشة عمل أو محاضرة، مثلما حدث في مهرجان القاهرة، وأي مشروع جديد أدخله يكون قريبًا لقلبي.

- لماذا لا تعتمد على السيناريو المكتوب وتفضل الارتجال في أعمالك الفنية؟

لا أعتمد فقط على الارتجال.. أرجو ألا يفهم أحد هذا الأمر بشكل خاطئ، بالطبع لدينا بناء وتكوين درامي، نحن نصنع مشهدًا وداخل هذا المشهد يكون كل شيء منضبطًا، ولكنه من الغباء أن أكتب الحوار لهذا المشهد، الممثلين يمكنهم أن يقولوا الحوار أو أن يبتكروا حواراً أفضل بأنفسهم.

- ذكرت أنك كسول في أعمالك.. ما الدافع الذي يجعلك تتحرك لتقديم عمل فني؟

حتى لو كنت شخصًا كسولًا، فأنا شخص أعيش الحياة، ولي آراء فيما يحدث حولي، لذلك في النهاية أقرر أن أقدم هذه الآراء من خلال أعمالي لأشاركها مع الآخرين.