الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قبل زيارة ماكرون إلى تل أبيب.. الشرق الأوسط يشعل البرلمان الفرنسي

  • مشاركة :
post-title
رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن أثناء جلسة الجمعية الوطنية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

دخل النقاش البرلماني الفرنسي حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرحلة جديدة من التوتر والانقسامات، في ظل ما شهدته الأيام الماضية من تصعيد عسكري إسرائيلي وقصف لقطاع غزة.

تأتي هذه المواجهات السياسية في ظل زيارة مقررة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتل أبيب، التي تزامنت مع عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي الواسعة في قطاع غزة. وتطالب القوى المعارضة بتبني موقف أكثر حيادًا، بينما تؤكد الحكومة الفرنسية ضرورة احترام الحق الذاتي في الدفاع عن النفس، في حين لا تغفل حقوق الشعب الفلسطيني.

وانعكست وتيرة هذا التصعيد على أجواء النقاش الذي دار في الجمعية الوطنية الفرنسية، ورفع من مستوى الخلافات والاختلافات بين الأحزاب والكتل البرلمانية حول الموقف الفرنسي، من القصف الوحشي على قطاع غزة.

تشير صحيفة "لوموند" الفرنسية، إلى انطلاق النقاش بكلمة من رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، أكدت خلالها أن فرنسا تدعم بقوة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام الهجمات الصاروخية من فصائل المقاومة الفلسطينية. ومع ذلك، شددت على ضرورة احترام جيش الاحتلال للقانون الإنساني الدولي من خلال تجنب إصابة المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

كما دعت "بورن" إلى إيقاف العنف من أجل الاستئناف السلمي للمفاوضات، مشيرة إلى أهمية تحقيق الحل القائم على الدولتين، والتزام جميع الأطراف بالقرارات الدولية ذات الصلة، لذا وصِفَ الخطاب بأنه متوازن يلتزم بالموقف الرسمي الفرنسي تجاه القضية.

ومع ذلك، فإن رحلة رئيسة الجمعية الوطنية يائيل برون بيفيت إلى إسرائيل التي أعربت خلالها عن دعمها الكامل لتل أبيب، كانت البداية لاندلاع الصراع بين الأحزاب.

انقسامات داخل الأغلبية

وتوضح الصحيفة أنه بالرغم من تماسك الائتلاف الحاكم حول موقف ماكرون، إلا أن رئيس لجنة الخارجية جان لوي بورلانج انتقد سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

كما طالب آخرون بإدانة العنف من جميع الأطراف. ما يشير إلى وجود انقسام داخلي بشأن رفض المسار الحكومي.

مواقف المعارضة

انتقد زعماء المعارضة الموقف الفرنسي الحكومي، وهاجمت مارين لوبان ما وصفته بـ"عدم إدانة إسرائيل بما يكفي"، كما انتقد زعيم اليمين المعتدل جورج كيوشان عدم التوازن في الموقف، مطالبًا بمزيد من الضغط على جيش الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار.

اليسار ينتقد

وأوضحت "لوموند" أن "فرنسا الأبية" و"الحزب الشيوعي" و"حزب الخضر" كرروا انتقاداتهم للموقف الفرنسي، مطالبين بمزيد من التضامن مع الفلسطينيين، كما هاجم جان لوك ميلانشون رحلة رئيسة البرلمان واتهمها بتشجيع "مجازر" إسرائيلية.

الحكومة تدافع

أغلقت وزيرة الخارجية كاترين كولونا النقاش، مؤكدة موقف باريس الرامي لوقف الأعمال العدائية.

فيما دافعت برون بيفيت عن رحلتها لتل أبيب، معتبرة انتقادات المعارضة "غير مبررة".

لكن النقاش كشف عن انقسامات عميقة بين الأحزاب الفرنسية حول الموقف من الصراع، فيما تسعى الحكومة للحفاظ على توازنها الدقيق بين مصالح فرنسا والقضية الفلسطينية.. ليبقى التحدي الكبير أمام باريس هو كسب ثقة جميع الأطراف والوصول إلى حل سلمي طويل الأمد لإنهاء الصراع.