الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التهديدات لا تأتي فرادى.. يوم الرعب في فرنسا بإخلاء اللوفر وفرساي

  • مشاركة :
post-title
أفراد العملية سنتينل في فناء متحف اللوفر

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

عاشت فرنسا أحد أيامها الأكثر إثارة وتوترًا، وبدأت الأحداث تتلاحق بشكل مدهش ومثير للقلق، بعد ما تلقى متحف اللوفر الشهير، أحد أشهر أهم معالم فرنسا الثقافية، تهديدًا مرعباً بوجود قنبلة مفخخة داخل قاعاته الفخمة، ما دفع الشرطة لإخلاء المتحف على الفور وفرض قيود أمنية مشددة، وكأن هذا لم يكن كافيا لتزداد الإثارة بتلقي قصر فرساي التاريخي أيضًا تهديدًا مماثلًا أدى لإجلائه.

وكأن هذا ليس كل شيء، فقبل هذين التهديدين وقعت، أمس الجمعة، عملية طعن في إحدى المدارس ما أدى لوفاة شخص وإصابة آخرين، ودفع الحكومة الفرنسية لرفع مستوى التأهب الأمني إلى أقصى درجاته.. فهل لا تزال هناك مفاجآت أخرى مرعبة تنتظر فرنسا في هذا اليوم الحافل بالأحداث؟

إخلاء اللوفر وفرساي

وفقًا لما أشارت إليه صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أكدت الشرطة الفرنسية، أنه تم إخلاء متحف اللوفر وقصر فرساي، وفرضت الشرطة قيودًا على الدخول بعد تهديدات بوجود قنبلة، اليوم السبت. وتخضع البلاد لحالة تأهب إرهابية مشددة بعد حادث طعن على يد متطرف إسلامي مشتبه به في مدرسة بـ"أراس".

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن شرطة باريس قالت إنه تم إصدار أوامر للسائحين بمغادرة متحف اللوفر، ومركز التسوق تحت الأرض الموجود أسفله، بعد أن تلقى المتحف تهديدات كتابية بوجود قنبلة، وقامت الشرطة بتطويق المكانين وتفتيشهما، وأكدت خدمة الاتصالات بالمتحف عدم وقوع أي إصابات ولم يتم الإبلاغ عن أي حادث.

كما صدرت أوامر للسائحين بمغادرة قصر فرساي، وتم تفتيش القصر وحدائقه، بحسب متحدث باسم الشرطة الوطنية.

يعد قصر فرساي أهم القصور الملكية في فرنسا ويقع في منطقة فرساي التي تبعد 25 كيلومترًا غرب وسط العاصمة الفرنسية باريس.

وتوضح صحيفة "لوموند" أن عمليات الإخلاء أتت بعد أن رفعت فرنسا حالة التأهب ضد الإرهاب إلى أعلى مستوى، أمس الجمعة، على خلفية تعرض عدة أشخاص للطعن، ما أدى إلى مقتل أحدهم، في مدرسة بمدينة أراس على يد طالب شيشاني مسلم سابق يشتبه في أنه متطرف.

حادث طعن

وبحسب ما توضحه التقارير، فإن المهاجم محمد موجوتشكوف كان مدرجًا بالفعل على قائمة المراقبة الحكومية ويخضع للمراقبة الجسدية والإلكترونية عندما طعن مدرسًا للغة الفرنسية في صدره، ما أدى إلى مقتله. كما تعرض حارس أمن للطعن وهو في حالة حرجة، في حين أصيب مدرس آخر وعامل نظافة بجروح أقل خطورة.

وبحسب شبكة "فرانس 24"، فإنه كان من المقرر طرد عائلة موجوتشكوف من فرنسا منذ سنوات قبل أن يسمح لهم الاستئناف في اللحظة الأخيرة بالبقاء وإعادة التوطين في مدينة أراس.

وندد الرئيس إيمانويل ماكرون بالهجوم ووصفه بأنه مظهر من مظاهر "همجية الإرهاب"، وكشف أن قوات الأمن أحبطت هجومًا ثانيًا، في إشارة إلى رجل "متطرف" اعتقل لحمله سلاحًا محظورًا خارج قاعة للصلاة في إيفلين، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" وفقًا لوزارة الداخلية الفرنسية.

وفتح المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب تحقيقًا وتم اعتقال عشرة أشخاص في المجمل حتى اليوم السبت، من بينهم عائلة موجوتشكوف ومواطنين بيلاروسيين.

حظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين

وزعم وزير الداخلية جيرالد دارمانين أن هناك "على الأرجح صلة بين ما يحدث في الشرق الأوسط وهذا الحادث"، في إشارة إلى حادث الطعن، وكان دارمانين حظر رسميًا جميع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في فرنسا منذ الخميس الماضي، مدعيًا أنها "من المحتمل أن تؤدي إلى اضطرابات في النظام العام" وهدد بترحيل الرعايا الأجانب الذين ينتهكون الحظر "بشكل منهجي".

وعلى الرغم من الحظر الرسمي، خرج الآلاف إلى شوارع باريس ومدن أخرى للاحتجاج على معاملة إسرائيل للفلسطينيين في غزة، التي وصفها خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة بالتطهير العرقي.

عملية سنتينل

وتوضح شبكة "فرانس 24" أن فرنسا نشرت سبعة آلاف جندي، اليوم، في إطار عملية "سنتينل"، وهي مبادرة مشتركة بين الشرطة والجيش تهدف إلى حماية المناطق الحساسة من الإرهاب. وقد حصل نحو 582 موقعًا ثقافيًا ودينيًا على حماية شرطية متزايدة منذ يوم الخميس بسبب تصاعد الأعمال العدائية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، ودعا وزير التعليم الفرنسي جابرييل أتال مسؤولي التعليم الإقليميين إلى فرض الأمن في مدارسهم "دون تأخير".

تجدر الاشارة أنه تم تطوير عملية سنتينل لأول مرة في يناير 2015 من قِبل الرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا هولاند، في أعقاب الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو".