في وقت يحافظ فيه الغرب على "صوت واحد" مبتغاه دعم مطلق لإسرائيل، في مواجهة "طوفان الأقصى" منذ السبت الماضي، مثلت خطوتا باريس ولندن، اليوم الخميس، منحنى بدا متطرفًا عن دعم معهود للقضية الفلسطينية وحقوق شعبها في الأرض والحياة، إذ حظرت فرنسا المظاهرات المؤيدة لفلسطين وأعلنت بريطانيا نشر قواتها في المنطقة لدعم أمن إسرائيل.
حظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين
أعلنت فرنسا، اليوم الخميس، حظر جميع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، بعد هجوم "طوفان الأقصى" للمقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، بدعوى أن مثل هذه الاحتجاجات "تهدد النظام العام" في البلاد، وتوعدت باعتقالات بحق المخالفين.
وقال جيرالد دارمانين، وزير الداخلية الفرنسي، في مذكرة أوردها، الخميس، إلى حكام المناطق إن المظاهرات "من المرجح أن تؤدي إلى اضطرابات في النظام العام"، مضيفًا أن "المنظمين يجب أن يواجهوا الاعتقال".
وأضاف "درامانين" في تصريح صحفي مُقتضب "إذا كان الاحتجاج دعمًا (للمقاومة الفلسطينية) أو دعمًا للعمل الذي يقوم به بعض الفلسطينيين ضد إسرائيل، فهو "لا"، مضيفًا "القضية الفلسطينية تحظى بالاحترام التام".
وتظاهر الآلاف في واشنطن وعدة مدن أمريكية، أمس الأربعاء، دعمًا لفلسطين وتنديدًا بالقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وتعالت الأصوات الرافضة للمساعدات الأمريكية.
وفي شيكاغو، خرجت تظاهرة حاشدة من الجالية الفلسطينية وعدد من الجاليات العربية ومتضامنين آخرين، في شوارع ولاية إلينوي، ندد المشاركون فيها بالمساعدات الأمريكية العسكرية التي قدمتها إلى إسرائيل، وطالبوا بضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني.
ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني ولافتات تؤكد حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، وأخرى ترفض وصف المقاومة بالإرهاب وتطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحرير فلسطين وإطلاق سراح جميع الأسرى من معتقلات الاحتلال وإنهاء الدعم الأمريكي لإسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الآلاف من الأمريكيين وأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية والجاليات الأخرى شاركوا في المظاهرات، التي نظمتها المؤسسات الفلسطينية والحقوقية في واشنطن وشيكاغو وكاليفورنيا ونيويورك وميشيجان.
مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل
أعلنت الحكومة البريطانية، الخميس، نشر تجهيزات عسكرية للمراقبة البحرية والجوية في شرق المتوسط، لدعم إسرائيل وتعزيز الأمن الإقليمي بالمنطقة، في ظل قصف متبادل بين المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أن لندن ستنشر سفينتين تابعتين للبحرية الملكية البريطانية وطائرات هليكوبتر وطائرات مراقبة في شرق المتوسط، دعمًا لإسرائيل في مواجهة هجمات المقاومة الفلسطينية.
وذكرت الحكومة البريطانية أنها ستشرع في بدأ دوريات بحرية وجوية باستخدام طائرات المراقبة في المنطقة، بدءًا من غدًا الجمعة، لرصد ما وصفته بتهديدات الاستقرار الإقليمي.
دعم غربي لا يتزعزع لإسرائيل
نددت 5 دول غربية "على نحو لا لبس فيه" بحركات المقاومة الفلسطينية واصفة ما قمت به بـ"أعمال الإرهاب" التي ارتكبتها، واختزلت القضية الفلسطينية في عبارة "طموحات الشعب الفلسطيني المشروعة".
وأكدت دول إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، في بيان مشترك، أورده قصر الإليزيه، في وقت سابق الإثنين، دعمها جهود إسرائيل للدفاع عن نفسها بعد "طوفان الأقصى" الذي شنته المقاومة الفلسطينية.
وتنوعت مظاهر الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل لتشمل أسلحة وطائرات وسفن، إضافة إلى إرسالها حاملة طائرات جيرالد أر فورد محملة بطاقمها المكون من نحو 5000 فرد إلى إسرائيل.
وتعتزم الولايات المتحدة تزويد الجيش الإسرائيلي بمعدات وموارد إضافية في أسرع وقت، بما في ذلك الذخائر.
هجوم غير مسبوق
السبت الماضي، باغتت المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي بهجوم متعدد المحاور، استهدف مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأشدود، فضلًا عن تسلل عناصرها إلى داخل مستوطنات الغلاف وسيطروا بشكل كامل على بلدات ومستوطنات إسرائيلية وأسروا العديد من المدنيين هناك، وأعلنت إسرائيل ارتفاع حصيلة قتلاها جراء الهجوم إلى أكثر من 1300 شخص، إضافة إلى إصابة 3300 آخرين، وفق آخر إحصائية.
ومقابل طوفان المقاومة الفلسطينية رد جيش الاحتلال بعملية "السيوف الحديدية"وواصل الضربات وأعمال القصف صوب قطاع غزة، على مدار الأيام الماضية -حتى كتابة هذه السطور- وسط فرضه حصار كامل على غزة، بإغلاق المعابر الأربعة، ضيق خناقه قطع الكهرباء والمياه وإمدادات الوقود، فضلًا عن قصف بلا رحمه للمدنيين.