الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تبعات زيارة بايدن تل أبيب.. غضب شعبي ضد الدعم المتهور لإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

أظهرت 7 ساعات قضاها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في الشرق الأوسط، تحديدًا إسرائيل، حدود النفوذ الأمريكي بالمنطقة، فبينما أكد أنه راضٍ عن إنجاز مهمة تلخصت في حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل و100 مليون دولار للفلسطينيين، والاتفاق على السماح بمرور المساعدات إلى غزة، يتساءل الداخل الأمريكي عن نتائج الاستثمار السياسي الضخم للهيبة الأمريكية التي انطوت عليها الرحلة سوى دعم كامل لاستكمال الحرب.

ضوء أخضر بمتابعة القتال

وتحت وطأة وتيرة متصاعدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سقط على إثره أكثر من 3500 شهيد فلسطيني، وأكثر من 12 ألف جريح، جدد الرئيس الأمريكي دعمه القوي من إسرائيل لحكومة نتنياهو في حربها على المقاومة، ودعمه لحق إسرائيل في الخروج إلى حرب ضد المقاومة الفلسطينية، مشددًا "يجب تحقيق العدالة".

وقبيل ترأسه ونتنياهو اجتماعًا لكابينيت الحرب الإسرائيلي المصغر في تل أبيب، حث بايدن الإسرائيليين على تعلم الدروس من الحملات العسكرية الأمريكية بعد اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.

ووعد بأن "العالم سيعرف أن إسرائيل أقوى من أي وقت مضى"، مضيفًا "رسالتي إلى أي دولة أو أي جهة معادية أخرى تفكر في مهاجمة إسرائيل تظل كما كانت قبل أسبوع.. إياكم".

لكنه رغم ذلك، ناشد أيضًا قادة إسرائيل المعنيين بألا يسمحوا للغضب الناجم عن مقتل أحبائهم بأن يطمس وضوح أهدافهم في محاولة تدمير المقاومة.

وبدأ التصعيد في غزة، مع هجوم مباغت شنته المقاومة الفلسطينية بعملية نوعية أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، 7 أكتوبر الجاري، شملت هجمات متزامنة عبر البر والبحر والجو، مستهدفة مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأشدود، قابلها جيش الاحتلال بتصعيد غير مسبوق تجاه سكان قطاع غزة، تواصلت خلاله أعمال القصف واستخدام أسلحة محرمة دوليًا، والدفع بالفلسطينيين من شمال القطاع إلى الجنوب في محاولات وصفها مراقبون بالتهجير القسري.

تبرأة بلا تدقيق أو تحقيق

وسارع الرئيس الأمريكي بتبني الرواية الإسرائيلية حول قصف مستشفى الأهلي المعمداني في حي الزيتون بغزة، ولمح إلى تورط الفصائل الفلسطينية، عندما قال خلال لقاءئه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي: "يبدو كما لو أنه الطرف الآخر من فعلها".

وفي أعقاب الانفجار الذي راح ضحيته أكثر من 500 فلسطيني بين شهداء وجرحى، قبل وصول بايدن، أعلن الأردن إلغاء قمة كان من المقرر أن تستضيفها عمان، أمس الأربعاء، بين الرئيس الأمريكي وكل من الرئيسين المصري والفلسطيني، لبحث الوضع في غزة.

وأمام غضب عربي عارم، شمل مواقف للقادة العرب إلى جانب احتجاجات في عواصم دول المنطقة، برر الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي، بأنه استشهد "بالبيانات التي أظهرتها له وزارة الدفاع".

وقبل أن يغادر بايدن إلى إسرائيل، لم تكن الحكومة توصلت بعد إلى نتيجة حول مصدر قصف المستشفى، وكان بايدن أصدر تعليماته لفريق الأمن القومي التابع له بمواصلة تقييم المعلومات الواردة، بحسب ما أكد أحد المسؤولين الأمريكيين لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

واتهمت السلطات الفلسطينية، إسرائيل بالوقوف وراء القصف المميت الذي طال المستشفى، في حين قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن معلوماته الاستخباراتية أظهرت أن "إطلاق صاروخي فاشل" من قبل إحدى حركات المقاومة الفلسطينية هو سبب الانفجار في المستشفى.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يعرب عن دعمه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

دعم إسرائيل بالسلاح والأموال

بحزمة غير مسبوقة من الأسلحة تنضم إلى دعم عسكري غير مشروط نذرته أمريكا لإسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر، قابلتها مساعدات مالية بقيمة 100 مليون دولار لمدنيي غزة والضفة، بدت أقصى سبل الدعم الأمريكي للوساطة في حرب استدعت من أول رئيس أمريكي أن يحل في زيارة مفاجئة لمنطقة الصراع.

وكشف الرئيس الأمريكي، أمس الأربعاء، عن حزمة دعم غير مسبوقة للدفاع عن إسرائيل يعتزم هذا الأسبوع أن يطلبها من الكونجرس، تهدف لدعم القبة الحديدية بالكامل "لتتمكن من الاستمرار في حراسة سماء إسرائيل".

ومن اليوم الأول للهجوم المباغت للمقاومة من غزة، أظهرت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا غير مشروط لإسرائيل شمل أسلحة وعتاد وطائرات حربية، وفرقًا تعاونها في المعلومات الاستخباراتية إضافة لدعم حدودها بحاملتي طائرات جيرالد أرز فورد، ويو إس إس إيزنهاور.

وتبذل الولايات المتحدة مساعٍ لإقناع شركات الدفاع الأمريكية بتسريع طلبات الأسلحة التي تقدمت بها إسرائيل بالفعل قبل الهجوم، ومن بينها ذخائر لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتمثل في "القبة الحديدية".

وفي المقابل، أعلن بايدن، تخصيص 100 مليون دولار لغزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى إجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنين في غزة، محذرًا من التدخل في حال وصل أي منها إلى المقاومة، كما تعهد بعدم السماح بدخول أي مساعدات إلى القطاع عبر المعابر الإسرائيلية.

انتقادات لسياسة متهورة

وقوبل الدعم الأمريكي "المتهور" لإسرائيل، على نحو غير متوقع، بانتقادات ورفض في الداخل الأمريكي نفسه، على مستوى سياسي وشعبي، إذ أعلن مسؤول رفيع بالخارجية الأمريكية استقالته، فيما اندلعت احتجاجات داخل أسوار الكونجرس الأمريكي وبمحيطه لمجموعة من اليهود، تأييدًا للشعب الفلسطيني وقضيته ورفضًا للدعم الأمريكي المُطلق لإسرائيل.

وتظاهر عشرات اليهود الأمريكيين داخل مبنى الكونجرس الأمريكي وفي محيطه، وطالبوا بإنهاء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفعوا لافتات "دعوا غزة تعيش" وعلى إثر ذلك وقعت مواجهات بينهم وبين الشرطة الأمريكية التي اعتقلت عدة أشخاص منهم.

واستقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، بسبب رفضه طريقة تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الصراع في إسرائيل وغزة، مُعلنًا أنه لا يستطيع دعم المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، ووصف الموقف الأمريكي بأنه "رد فعل متهور" قائم على "الإفلاس الفكري".

وكان المسؤول السابق، جوش بول، مديرا للشؤون العامة والكونجرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية، الذي يتعامل مع عمليات نقل الأسلحة، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

ماذا حقق بايدن؟

وفي تقدير الصحف الأمريكية، فإن الرئيس الأمريكي حقق هدفًا رئيسيًا واحدًا لمهمته في الشرق الأوسط، هو التعبير عن دعمه العميق لإسرائيل، ومشاركتها الحزن والصدمة، واستدعاء تشبيهات المحرقة في التعهد بالوقوف إلى الأبد مع الشعب اليهودي، بحسب ما ذكرت "سي إن إن" الأمريكية.

وتساءلت الشبكة الإخبارية الأمريكية عما حققته رحلة بايدن بالضبط، بالنظر إلى الاستثمار السياسي الضخم للهيبة الأمريكية والنفوذ الذي تنطوي عليه رحلة رئاسية مفاجئة.