بوصفها مجزرة، وجريمة حرب وحشية، انهالت ردود الفعل العربية والأممية عنوانها الإدانة والاستنكار، إزاء الاستهداف الإسرائيلي لمستشفى "الأهلي المعمداني" في قطاع غزة، مساء يوم الثلاثاء، وأمام انتقادات طالت المجتمع الدولي بالصمت والانتقائية إزاء جرائم الحرب، تقدمت الإمارات، وروسيا، بطلب لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء.
وفي تطور خطير للعدوان الإسرائيلي، المستمر على قطاع غزة، منذ 11 يومًا، استهدف بغارة جوية مستشفى الأهلي المعمداني في حي الزيتون بقطاع غزة، والتي لجأ إليها آلاف الفلسطينيين بعد أن دُمرت منازلهم، مخلفًا أكثر من 500 من الضحايا بين شهداء وجرحى.
وإثر الهجوم، قطع رئيس الدولة الفلسطيني محمود عباس، زيارته إلى الأردن، وعاد لعقد اجتماع عاجل للقيادة الفلسطينية إثر الفاجعة الكبيرة، وأعلن الحداد وتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام حدادًا على ضحايا العدوان.
مصر
وأدانت مصر بأشد العبارات، القصف الإسرائيلي، لمستشفى الأهلي المعمداني بحي الزيتون في قطاع غزة، واعتبرت القصف المتعمد لمنشأة مدنية، "انتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية"، وطالبت إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة.
وفي بيان أوردته وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء، طالبت مصر جميع دول العالم، لا سيما الدول الكبرى وذات التأثير، بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات وإدانتها بلا مواربة، ومطالبة إسرائيل بالتوقف عن استهداف محيط معبر رفح لتمكين مصر ومن يرغب من باقي الدول والمنظمات الدولية والإغاثية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أسرع وقت.
الأردن
من جانبها، أدانت المملكة الأردنية الهاشمية، بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على مستشفى "المعمداني"، وحمّلت كيان الاحتلال، المسؤولية عن هذا التطور الخطير.
وأكد بيان أوردته وزارة الخارجية الأردنية، رفض وإدانة المملكة الشديدين، لهذا الفعل "الذي يتنافى مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، ومع قواعد القانون الدولي الإنساني، وخصوصًا اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بقواعد الحرب"، مشددًا على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وكذلك تكاتف الجهود لوقف الحرب المستعرة على غزة فورًا.
السعودية
وأعربت المملكة العربية السعودية، عن رفضها بشكلٍ قاطع هذا الاعتداء الوحشي الذي يعُد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية بما فيها القانون الدولي الإنساني، وعبرت عن استنكارها إزاء الهجمات المتواصلة للاحتلال ضد المدنيين رغم العديد من المناشدات الدولية بضرورة التوقف.
وقالت المملكة في بيان أوردته الخارجية السعودية، إن التطور الخطير "يفرض على المجتمع الدولي التخلي عن ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيق القانون الإنساني الدولي، ويتطلب موقفًا جادًا وحازمًا لتوفير الحماية للمدنيين العزل.
كما أكدت ضرورة فتح ممرات آمنة فورًا، تلبيةً لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها الدول والمنظمات لإيصال الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين في غزة، وتحميل قوات الاحتلال الإسرائيلية كامل المسؤولية جرّاء استمرار خرقها المتكرر لكافة الأعراف والقوانين الدولية.
عمان
وأعربت سلطنة عمان عن استنكارها وإدانتها لاستهداف مستشفى المعمداني، وعدّت الأمر يمثل جريمةً من جرائم الحرب والإبادة، وانتهاكا للقانون الدولي الإنساني والأخلاق والمواثيق الدولية، وعبّرت عن تعازيها ومواساتها لذوي الضحايا.
قطر
بدورها عدّت قطر الاستهداف الإسرائيلي الأخير، "مجزرة وحشية وجريمة شنيعة بحق المدنيين العزل، وتعديًا سافرًا على أحكام القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي".
وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان أدانت فيه القصف الإسرائيلي، أن شمول الهجمات الإسرائيلية في القطاع أعيان مدنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان يعتبر تصعيدًا خطيرًا في مسار المواجهات، وينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.
وحذرت في هذا السياق، من تواطؤ المجتمع الدولي، تارة بالصمت وتارة أخرى بالانتقائية إزاء جرائم الحرب، وطالبته بتحمل مسؤوليته وردع الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين.
تركيا
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الهجوم على المستشفى "أحدث مثال على الهجمات الإسرائيلية التي تخلو من أبسط القيم الإنسانية، داعيًا إلى ضرورة "اتخاذ إجراءات لوقف هذه الفظائع غير المسبوقة في غزة".
وكتب أردوغان عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا):"قصف مستشفى يأوي النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء هو أحدث مثال على الهجمات الإسرائيلية الخالية من أبسط القيم الإنسانية، وأدى إلى اتخاذ إجراءات لوقف هذه الفظائع غير المسبوقة في غزة". الإنسانية جمعاء إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الفظائع غير المسبوقة في غزة".
إدانات أممية
وأدانت منظمة الصحة العالمية بشدة الهجوم على مستشفى (المعمداني)، ودعت لضرورة توفير الحماية الفورية للمدنيين والرعاية الصحية.
وذكرت الصحة العالمية، في بيان لها، أن المستشفى كان من بين 20 مستشفى في شمال قطاع غزة، تلقى أوامر من الجيش الإسرائيلي بالإخلاء والتوجه جنوبًا، وكان يعمل وبه مرضى وعاملون في المجال الطبي ونازحون يحتمون به.
أضافت أن "تنفيذ تلك الأوامر مستحيل في ظل انعدام الأمن والظروف الحرجة للكثيرين من المرضى وعدم توفر سيارات الإسعاف وأماكن الإيواء البديلة للنازحين".
كما شددت على ضرورة الامتثال للقانون الدولي الإنساني، بما يستوجب حماية المرافق الصحية بشكل نشط وعدم استهدافها على الإطلاق.
من جانبها، استنكرت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية، ليلى بكر، أعمال القصف على المستشفى المعمداني في غزة. وطالبت العالم أن "يتحرك فورًا لإنهاء دائرة العنف وحماية الأبرياء" مؤكدًا على أن استهداف المستشفيات والمنشآت الصحية والعاملين في المجال الصحي "جريمة لا يجب التساهل معها".
طلب لعقد جلسة بمجلس الأمن
وفي تطور آخر، طلبت روسيا والإمارات العربية المتحدة، عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، يوم غد الأربعاء، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى المعمداني في قطاع غزة.
وكتب دميتري بوليانسكي، النائب الأول للممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة على "تلجرام": "طلبت روسيا والإمارات العربية المتحدة عقد اجتماع عاجل مفتوح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صباح 18 أكتوبر فيما يتعلق بالهجوم على مستشفى في غزة"، وفق ما أوردت وكالة (تاس) الروسية.
وبدأ التصعيد في غزة، مع هجوم مباغت شنته المقاومة الفلسطينية أطلقت عليه عملية "طوفان الأقصى"، شمل هجمات متزامنة عبر البر والبحر والجو، استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأشدود، قابلها جيش الاحتلال بتصعيد غير مسبوق تجاه سكان قطاع غزة، تواصلت خلاله أعمال القصف واستخدام أسلحة محرمة دوليًا، والدفع بالفلسطينيين من شمال القطاع إلى الجنوب في محاولات وصفها مراقبون بالتهجير القسري.