الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مهمة الكناري.. شبكة مخبرين تراقب مواقع التواصل في الغرب والتهمة "دعم فلسطين"

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

لطالما واجه صحفيون وأكاديميون في المؤسسات الإعلامية والجامعات الغربية مضايقات وتهديدات بالفصل من أعمالهم بسبب دعمهم وتعاطفهم مع القضية الفلسطينية أو انتقادهم لسياسات إسرائيل العنصرية.

في ظلّ العدوان الإسرائيلي على غزة، المستمر منذ 11 يومًا، لا تزال وسائل الإعلام الغربية، مثل "بي بي سي" و"الجارديان"، غارقة في انحيازها التام للروايات الإسرائيلية المكذوبة، ضاربةً عرض الحائط بمبادئ حرية التعبير والمعايير المهنية.

"بي بي سي" تقمع صحفييها

أوقفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) 6 من صحفييها العرب، وحولتهم إلى التحقيق الإداري بسبب ما أسمته "نشاطهم المتحيز لفلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي".

ورغم أن إدارة "بي بي سي" أبلغت الزملاء أنه تم تعليق مهامهم، وأنهم سيخضعون لتحقيق إداري، إلا أنه لم يتم إجراء أي تحقيق حتى الآن معهم، وتم الطلب منهم إزالة أي مواد ينشرونها تؤيد فلسطين أو تهاجم إسرائيل، في حين وصل الأمر إلى النقطة التي طُلب فيها من بعضهم إزالة الإعجاب "لايك" على منشورات معينة.

ومن هنا تنطلق التساؤلات هل يمكن لوسائل إعلام ضخمة مثل "بي بي سي" أن تلاحق موظفيها على وسائل التواصل الاجتماعي وتدقق في نشاطهم الافتراضي"، فالإجابة هي Canary Mission.

تعد Canary Missionشبكة اجتماعية من "المخبرين" الذين يهدفون إلى الإبلاغ عن أي نشاط يعارض الصهيونية والسياسة الأمريكية، ويأتي الصحفيون وأساتذة الجامعات، والطلاب على قائمة المستهدفين في هذه الشبكة.

وتوزع الشبكة "قائمتها السوداء" على الأشخاص المعنيين في محاولة لنشر الرعب ومنع الناس من التعبير عن آراء تنتقد إسرائيل وسياسات الولايات المتحدة.

كما استجوب مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة بعض نشطاء حقوق الإنسان الفلسطينيين، وفقًا لتقرير صدر عام 2018 عن موقع "ذا إنترسيبت"، وتم ترحيل بعض هؤلاء النشطاء من إسرائيل بعد استجوابهم بسبب ملفاتهم الشخصية المخزنة في Canary Mission.

والآن، من الصعب فصل ما فعلته هيئة الإذاعة البريطانية عن سياق انحيازها الكامل لصالح رواية الاحتلال الإسرائيلي والترويج لها، ما دفع أحد مراسليها إلى تقديم استقالته بعد ظهر الأربعاء 18 أكتوبر، في أعقاب مذبحة مستشفى المعمداني بقطاع غزة.

الفصل بسبب كاريكاتير

واجه الصحفيون في الغرب الذين انتقدوا إسرائيل دائمًا عواقب أفعالهم، والتي يمكن أن تشمل الطرد من وظائفهم أو فقدان مصدر رزقهم، وكانت آخر هذه الحلات ما أقدمت عليه صحيفة الجارديان البريطانية مؤخرًا بطرد رسام الكاريكاتير ستيف بيل.

بعد العمل في الصحيفة لمدة أربعين عامًا، تم الاستغناء عن بيل بسبب رسم كاريكاتيري، انتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ قارنه بالمقرض اليهودي شايلوك، بطل مسرحية شكسبير "تاجر البندقية"، وهو ما استياء إدارة الصحيفة.

بعد رسم كاريكاتيري ينتقد سياسات نتنياهو في قطاع غزة، أعلن "بيل" أنه طُرد من وظيفته لأسباب معادية للسامية.

ويظهر بيل، رئيس الوزراء الإسرائيلي في أحد رسوماته يرتدي قفازات الملاكمة وهو يحمل مشرطًا ويرسم خريطة قطاع غزة على بطنه، وجاء في الرسم الكاريكاتوري "يا سكان غزة، ارحلوا الآن".

في السياق ذاته، استُهدف جوزيف مسعد، المحاضر في كلية الدراسات العربية والسياسية بجامعة كولومبيا والأكاديمي الفلسطيني، وتمت المطالبة بإقالته نتيجة لمقال كتبه لموقع "اليكترونك انتفاضة" حول الأحداث الأخيرة في غزة.

وجاء في مقالة "مسعد"، تفاجأت إسرائيل بهجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي كان له أيضًا تأثير على مستقبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والجهود الأمريكية لتعزيز التقارب الدبلوماسي بين إسرائيل والعالم العربي.

وبعد قراءة المقال، تم تقديم عريضة في جامعة كولومبيا تطالب الإدارة بإقالة مسعد على أساس أنه "يتسامح مع الإرهاب ويدعمه"، وكان اللافت للنظر أن مايا بلاتيك، الطالبة التي تظهر سيرتها الذاتية ككاتبة محتوى للجيش الإسرائيلي، هي المسؤولة عن تنظيم وتنسيق العريضة.

الطلاب وتجريم التعبير عن الرأي

وفي سياق متصل، صدر بيان مشترك عن 33 منظمة طلابية بجامعة هارفارد أكد أن "النظام الإسرائيلي مسؤول بالكامل عن جميع أعمال العنف المستمرة" في غزة، مما عرضهم إلى الترهيب والتشهير.

وبحسب البيان، فإن تطورات الأحداث لم تكون من فراغ، وأن "المسؤولين الإسرائيليين يَعدون بفتح أبواب الجحيم، وقد بدأت المذابح في غزة بالفعل" وأن "نظام الفصل العنصري هو الوحيد الذي يقع عليه اللوم".

ووجهت انتقادات كبيرة للبيان الصادر يوم السبت 14 أكتوبر من قبل المشرعين والمدرسين والطلاب، وقد تم إعداده من قبل لجنة التضامن مع فلسطين للطلبة الجامعيين في الجامعة.

وبعد البيان، تعرضت المجموعات الطلابية لعدة مضايقات، منها استخدام شاحنة تجوب داخل الجامعة تحمل لافتة تحتوي صور الطلاب وأسمائهم، كُتب عليها "معادون للسامية في جامعة هارفارد"، لتخويف وترهيب الطلاب ومؤيديهم.

أصر بيل أكمان، الرئيس التنفيذي الملياردير لصندوق جامعة هارفارد، على نشر أسماء الطلاب الموقعين على منصة "إكس"، حتى يكون أصحاب العمل المحتملين على علم بهم ولا يوظفونهم.

وعلى جانب أخر، شنت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية حملة منسقة ضد الدكتورة منة علوان بعد أن وجهت رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على منصة "إكس" تطلب منه اصطحاب جميع الإسرائيليين إلى بريطانيا، قائلة "إن ذلك سوف يكون الفوز للجميع".

وبعد تعرضها لهجوم شرس، قررت علوان حذف جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن صحيفة "ديلي ميل" قررت تطبيق مفهوم العقاب الجماعي وخصصت لها مقالين كاملين، طالبت فيهما بإنهاء عملها كطبيبة لأنها "تدعم الوحشية".