خرجت عدة مظاهرات مناصِرةً للشعب الفلسطيني في عدد من مدن العالم، للاحتجاج على مجزرة جيش الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى المعمداني بقطاع غزة، والتي خلفت ضحايا بالمئات أغلبهم من الأطفال والنساء، في حين منعت الحكومة الفرنسية مظاهرتان كان مقررًا لهما أن تخرجا للتنديد بالموقف الدموي الإسرائيلي والصمت الدولي.
وعلى الرغم من قرار الحكومة الفرنسية بمنع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، ظهر المئات من طلاب جامعة مدينة تولوز لإظهار دعمهم لفلسطين، وفقًا لما أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في حين نشر حساب "الثورة الدائمة"، أحد التشكيلات السياسية اليسارية الفرنسية، على منصة "إكس" رسالة حول الحدث، بشأن احتجاج الطلاب في حرم ميرايل بجامعة تولوز جان جوريس.
وبحسب الصور المنشورة، تجمع نحو 400 شخص في حرم الجامعة، استجابةً لدعوة سبع منظمات طلابية، تطالب بوقف الهجمات على قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، تعد هذه هي المظاهرة الأولى التي تنطلق في تولوز في أعقاب قرار الحكومة يوم 12 أكتوبر الجاري، الذي يقضي بحظر الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في جميع أنحاء البلاد بزعم "إخلالها بالنظام العام".
وندد المتظاهرون بالموقف الغربي المؤيد لإسرائيل باللافتات والهتافات، مؤكدين أن "الحكومات الإمبريالية التي تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس تمثل قمة النفاق".
بالإضافة إلى ذلك، رفض الطلاب الدعاية التي تنشرها وسائل الإعلام الغربية والتي تصف دفاع إسرائيل عن نفسها وعن الشعب الفلسطيني بـ"المعتدين".
وبحسب صحيفة لو فيجارو، أيّدت أعلى محكمة إدارية في البلاد يوم الأربعاء أوامر وزير الداخلية الفرنسي بمنع جميع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، بالتزامن مع المظاهرات المؤيدة لإسرائيل، ورأت المحكمة أنه يجب حظر الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين على أساس كل حالة على حدة.
وتوضح الصحيفة أن وزير الداخلية حظر "الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين" في مذكرة مؤرخة في 12 أكتوبر تم إرسالها إلى وكالات إنفاذ القانون المحلية، وتذرع بأن مثل هذه الاحتجاجات "من المرجح أن تؤدي إلى اضطرابات في النظام العام".
كانت أعلنت إدارة شرطة مارسيليا قبل ساعات قليلة من صدور الحكم عدم السماح بتنظيم احتجاجين مؤيدين لفلسطين بسبب "المخاطر التي تهدد النظام العام في السياق الحالي"، على حد تعبيرها.
اليونان
وأدى احتجاج طالبي اللجوء في جزيرة ساموس اليونانية، على قصف المستشفى المعمداني بقطاع غزة، إلى قيام قوات الشرطة لتفريق مظاهرتهم، فيما زعمت وسائل الإعلام اليونانية أن ما يقرب من 700 من طالبي اللجوء، معظمهم من الفلسطينيين، رددوا شعارات مناهضة لإسرائيل في الجزيرة اليونانية، وأن الشرطة تدخلت لتفريق الاحتجاج.
واعتقلت الشرطة، مساء الأربعاء، خمسة متظاهرين دعمًا لفلسطين، بحسب وسائل الإعلام، وقال المتحدث باسم الشرطة إنهم "يواجهون اتهامات بزعزعة الأمن والتحريض على العنف".
وفي السياق ذاته، تجمع العشرات أمام السفارة الفلسطينية في العاصمة الكولومبية بوجوتا، تعبيرًا عن دعمهم لأشقائهم واحتجاجًا على قصف المستشفى المعمداني، وهتف المتظاهرون "فلسطين حرة" و"هذه ليست حرب، هذه إبادة جماعية"، من بين عبارات أخرى.
وشهدت لندن، آرهوس، الدنمارك، دبلن، أيرلندا، وأوسلو، النرويج مظاهرات مؤيدة لفلسطين.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات متكررة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، مما أدى إلى قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مزدوجة محتملة، وفي الوقت نفسه، تشن إسرائيل مداهمات واعتقالات متكررة في بلدات ومدن الضفة الغربية المحتلة.
