ذهبت مساعي إسرائيل لاستعادة الردع، بعد هجوم مباغت للمقاومة الفلسطينية، حد التطرف، في التصعيد في قطاع غزة، إذ ثبت استخدامها أسلحة محرمة دوليًا على نطاق واسع، إضافة إلى دعوة في الكنيست لاستخدام الأسلحة النووية بلا رحمة في القطاع.
وتتواصل ضربات قوات الاحتلال الإسرائيلي، في اليوم الخامس على التوالي، اليوم الأربعاء، على قطاع غزة ومحافظات الضفة الغربية، إذ كثف طيران الاحتلال الغارات الجوية واسعة النطاق خلال نهار الأربعاء، بما في ذلك استهدافه حيًّا ساحليًا في مدينة غزة، إلى جانب تدمير 70 موقعًا للمقاومة الفلسطينية بحسب بيان للجيش.
وتجاوزت حصيلة العدوان على غزة أكثر من ألف شهيد، وما يزيد على 5 آلاف من الجرحى، إضافة إلى نزوح نحو 200 ألف شخص بعيدًا عن نطاق القصف فيما لاتزال غزة تحت حصار كامل، بلا كهرباء أو ماء أو اتصالات.
أسلحة محرمة دوليًا
ورصدت العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية استخدام قوات الاحتلال قنابل الفسفور الممنوعة دوليًا.
وكتبت شبكة قدس الإخبارية، في تغريدة على منصة "إكس": "قوات الاحتلال تستخدم الفسفور الممنوع دوليًّا خلال غارات طيرانها على أهداف في قطاع غزة".
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، بأشد العبارات جرائم الاحتلال وما ارتكبته آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة، مشيرة إلى استخدام أسلحة محرمة دوليًا شملت القنابل الفسفورية والعنقودية في التصعيد الذي دخل يومه الخامس، اليوم الأربعاء.
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى وتيرة متسارعة للقتلى والإصابات بين الفلسطينيين جراء الأسلحة التي تطال كل شيء في قطاع غزة، بالإضافة إلى نزوح مئات آلاف المواطنين من منازلهم، التي تم تسويتها بالأرض إلى جانب أبنية ومؤسسات ومنشآت دُمرت بنيتها التحتية.
والقنابل الفسفورية هي سلاح حارق، ويترك آثارًا مدمرة على البشر والبيئة داخل نطاق إطلاقه، إذ يترك حروقًا بالغة في جسد الإنسان لدرجة قد تصل إلى العظام، إضافة لآثار تلوث تتسرب إلى التربة وقاع البحار والأنهار ما يسبب تلوثًا مستدامًا يؤدي بدوره لأضرار على المدى الطويل للسكان.
والسلاح سابق الذكر، محرم دوليًا، بموجب المادة الثالثة من اتفاقية جنيف عام 1980، والمعنية بحظر استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف المدنية، وتقضي بالحد من استخدام تلك الأنواع ضد الأهداف العسكرية المتاخمة لمواقع تركز المدنيين.
وكثف الجيش الإسرائيلي بمشاركة عشرات الطائرات الغارات الجوية واسعة النطاق خلال النهار، اليوم الأربعاء، بما في ذلك استهداف حي ساحلي في مدينة غزة، وتدمير 70 هدفًا للمقاومة الفلسطينية.
وهدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف جالانت، في وقت سابق، الثلاثاء، بشن هجوم شامل على قطاع غزة، مؤكدًا أن القطاع "لن يعود أبدًا كما كان" عليه قبل شن المقاومة عملية "طوفان الأقصى".
دعوة لقصف غزة بالنووي
وفي تطرف آخر، دعت عضوة في الكنيست، الجيش الإسرائيلي إلى استخدام السلاح النووي في غزة، ردًا على هجمات المقاومة المباغتة على إسرائيل، منذ السبت.
ونشرت تالي غوتليف، النائبة في الكنيست عن حزب الليكود اليمني بزعامة بنيامين نتنياهو، عدة منشورات على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، اليوم الأربعاء، تدعو إلى "الانتقام العنيف" في أعقاب عملية "طوفان الأقصى".
وكتبت غوتليف: "أحثكم على القيام بكل شيء واستخدام أسلحة يوم القيامة بلا خوف ضد أعدائنا"، مضيفةً "حان الوقت ليوم القيامة وإطلاق صواريخ قوية بلا حدود، لا تترك حيًّا على الأرض وسحق غزة وتسويتها بالأرض بلا رحمة".
وتصنف إسرائيل ضمن الدول النووية الـ 9 في العالم، لكنها لا تعترف رسميًا بامتلاك السلاح النووي. وتشير تقديرات اتحاد العلماء الأمريكيين "فاس" في عام 2023 إلى امتلاك إسرائيل 90 قنبلة نووية.
ورجح تقرير سابق لمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية ألا تعلن إسرائيل عن نفسها قوة نووية في المستقبل، موضحًا أن حالة الالتباس بشأن ترسانتها النووية تخدم مصالحها بصورة جيدة.
تفعيل نظام الحماية الدولية للفلسطينيين
إزاء هذا التطرف في استعادة الردع الإسرائيلية، جددت الحكومة الفلسطينية مطالبتها بتحرك دولي عاجل لوقف هذه "الحرب المجنونة" فورًا، وتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، إضافة إلى تأمين دخول الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل عاجل، بحسب ما أفادت الخارجية الفلسطينية في بيان، الأربعاء.
وتتخذ الحماية الدولية، خاصة خلال فترات الحروب، خمسة أشكال منتظره من المجتمع الدولي تتضمن نشر قوة حماية دولية، ونشر قوة مراقبة دولية، والتدخل المباشر، والعقوبات الاقتصادية والسياسية، والرقابة والرصد من خلال منظمة دولية.
وبدأت عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية، في ساعة مبكرة من صباح السبت الماضي، بهجمات متزامنة عبر البر والبحر والجو، استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأشدود، فيما تسلل عناصرها إلى مستوطنات الغلاف وقتلوا بعض الجنود وأسروا آخرين ومعهم مدنيين بعضهم مزدوجي الجنسية.