الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اختراق لحاجز الزمن.. كيف خلدت الأغنية الوطنية المصرية الصراع العربي الإسرائيلي؟

  • مشاركة :
post-title
محمد عبد الوهاب- عبد الحليم حافظ

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

لا تزال أصوات كبار المطربين أمثال الراحلين محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ وشادية، حاضرة بقوة وكأنهم بيننا اليوم، فالكلمات التي صاغها كبار الشعراء والألحان التي قدمها المبدعون والأصوات التي غنتها حناجر ذهبية، عبرت عن كل أزمة عربية ووطنية، ولا تزال تتردد أصداء هذه النغمات لتلقى الحماس والعزيمة في نفوس أبناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.

"دافع دافع عن أهلك وأخواتك دافع دافع أرضـك هي حياتك، دافع بر وبحر وجو صـون المجد وزيده مد، واحمي العهد اللي أنت صنعته لما كتبت ميثاق العهد"، هذه الكلمات التي غناها الراحل محمد عبدالوهاب تحت عنوان "كل أخٍ عربي" الصادرة عام 1965 حاضرة بقوة إلى اليوم؛ لتكون مُعبرة عمّا تشهده الساحة حاليًا في فلسطين ومقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، وليست هي وحدها فهناك الكثير، فالأغنية الوطنية المصرية وكلماتها لا تنتهي.

عدد من النقاد والشعراء حللوا لـ موقع "القاهرة الإخبارية" سر استمرار تلك الأعمال وبقائها واستحضارها في كل المواقف العربية التي احتاجتها، وكيف خلّدت الأغنية الوطنية المصرية الصراع العربي الإسرائيلي.

اختراق حاجز الزمن

يُرجع الناقد طارق الشناوي حضور تلك الأغاني بقوة في كل المواقف، إلى وجود أعمال لديها قدرة على اختراق حاجز الزمن على سبيل المثال مازلنا نتغنى بـ"يا حبيبتي يا مصر" لـ شادية والتي قدمت عام 70، وفي حالة وجود حالة وطنية نرى الجمهور يستدعى "مصر التي في خاطري وفي فمي" وغيرها، وحينما ننتصر نتذكر الربابة وباسم الله ورايات والنصر، فالصادق من تلك الأعمال هو من يعبر مع الشعوب ويستدعونه في المواقف المختلفة.

وأضاف: "الآن الجمهور يعيد نشر أغنية محمد عبدالوهاب "دافع دافع عن أهلك وأخواتك دافع دافع أرضك هي حياتك"؛ لكي تضرب على الوتر الحساس وهي الخطة الشيطانية للاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته تدمير القضية الفلسطينية، ولكن الشعب الفلسطيني لن يقبل، وسيظل الفلسطينيون يقاومون ويدافعون عن أرضهم، ومصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية".

وجدان الجمهور العربي

"مصر هيمنت لعقود على الحركة الثقافية في الوطن العربي".. هذا ما أكدته الناقدة الموسيقية ياسمين فراج، إذ قالت: "لم يترك المبدع المصري التعبير عن آرائه وأفراحه وآلامه الوطنية المحلية والإقليمية، والأغنية كانت أسرع تلك الإنتاجات، ولذلك ظلت هذه الأغنيات مرتبطة في أذهان الجمهور العربي بالمواقف التي أنشدت فيها ولها، ولذلك مازالت هذه الأغنيات تعيش في وجدان الجمهور والشعوب العربية".

تضيف: "استطعنا أن نقدم أغنيات تعبر عن كل المواقف والجميع يجد لدينا ما يريده، إذ لدينا لغة مستقلة يفهمها جميع الناطقين باللغة العربية، وبعض اللهجات العربية يعجز الكثيرون عن فهمها ولكن تظل "اللهجة المصرية" توحد الجميع؛ لأنها بسيطة وتصل لكل الناس وهذا ما لم نجده في أي لغة أخرى".

الغناء لا يموت

يؤكد الشاعر المصري جمال بخيت أن الأغنية أهم فن يرسخ في وجدان الإنسان، وهو أمر واضح وبارز في حياة كل شخص، إذ يقول: "الأغنية ترافق الإنسان من قبل أن يولد، فالجنين يسمع الأغاني، وبالتالي فإن الأغاني ترافقنا دائمًا، وحينما يكبر الإنسان يحب بأغنية وحينما يموت البعض يقدمون له "العدودة"، وهو نوع من الغناء لعد محاسن الميت، والأحداث الوطنية تحديدًا تشملنا جميعًا وشيء طبيعي أن يستحضر الأغنية التي تناسبه.

وأضاف: "الغناء لا يموت يظل في الوجدان، يصاحب الشعوب في كل مراحلهم وبمجرد وجود حدث كبير مثل ما يحدث في غزة تكون الأغنيات حاضرة، ولدينا أغنيات شعبية عاشت في وجداننا كمصريين ونغنيها دائمًا".

وسوم :