بعد الصدى الواسع الذي حققه فيلم "أنا يا بحر منك" للمخرجة اللبنانية فيروز سرحال، في مهرجان شنجهاي السينمائي الدولي، يخوض العمل جولة جديدة من خلال مشاركته ضمن مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45.
رسالة وهدف
الفيلم الذي تدور أحداثه حول ثلاثة أصدقاء صغار قرروا ترك المدرسة ليوم واحد لتجنب الامتحانات، وتجولوا في شوارع وأزقة مدينة طرابلس، لينهوا يومهم السعيد في البحر الأزرق، تقول مخرجته لـ موقع "القاهرة الإخبارية": إن فكرة "أنا يا بحر منك" جاءت من خلال دعوة المركز اللبناني للتربية الخاصة للأطفال "cles"، الذين يعانون صعوبات تعليمية محددة، بعد أن طالب بأفكار تتناول وتعالج صعوبة التعليم عند الأطفال، موضحة "بدأت أفكر بالمشاركة في هذه المسابقة وقدمت سيناريو لا يتناول معالجة الصعوبات التعليمية عند الأطفال بشكل مباشر، ولم نكن نتوقع أن يقع الاختيار على السيناريو الخاص بي ليفوز في المسابقة".
وأضافت "استغرق الفيلم نحو 3 أشهر للانتهاء من تصويره وكنا بحاجة إلى وقت أكثر، لكن بسبب الموعد المحدد لعرض الفيلم التزمنا بهذه المدة، إذ بذلنا مجهودًا عظيمًا في فترة التصوير، خاصة أن لبنان في هذا الوقت كان يعاني من أزمة في الكهرباء والبنزين، ما أثر على المواصلات، إذ كنا لا نستطيع التنقل بسهولة إلى مدينة طرابلس شمال لبنان، هذا المكان الذي وقع الاختيار عليه لتصوير العمل".
وأشارت المخرجة اللبنانية إلى أن السبب وراء إصرارها على تصوير الفيلم في مدينة "طرابلس"، رغم الصعوبات التي واجهتها في التنقل، يرجع إلى أن هذه المدينة تلعب دورًا رئيسيًا وليست مجرد ديكور، قائلة: "اعتمدت على اختيار الممثلين من مدينة طرابلس، حتى تظهر الصورة بالشكل المناسب وتكون واقعية بشكل كبير للغاية، كما أن فترة التحضير والتصوير للفيلم كانت ساحرة وممتعة بالنسبة لي، وتعلمت منها التحدي والمغامرة والإصرار على تحقيق الهدف".
وعن الرسالة الأساسية التي حرصت على توصيلها للجمهور، قالت: "المسابقة الأصلية الخاصة بالمركز اللبناني كانت تحكي عن الأطفال التي تعاني صعوبات تعليمية في المدارس، وكان هدفي عدم التفرقة بين هؤلاء الأطفال وغيرهم.
مهرجان القاهرة السينمائي
وعن مشاركة الفيلم ضمن مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، أعربت "فيروز" عن سعادتها البالغة بهذا الأمر، قائلة: "هذه المرة الأولى التي أشارك بها كمخرجة في مهرجان القاهرة السينمائي، وهو من أهم المهرجانات في المنطقة العربية وأعتبرها خطوة جيدة للغاية في مشواري الفني".
هنا ولا تراني
وأكدت فيروز سرحال حبها في تقديم الأعمال المختلفة والمميزة، وأنه ليس بالضرورة محاكاة الواقع، إذ تقول: "في رأيي أن السينما ليست من الضروري أن تكون مرآة للواقع، فمن الممكن أن تكون غريبة ومختلفة عن الواقع".
وأضافت "بعد هذه التجربة المميزة في فيلم "أنا يا بحر منك"، أستعد لتقديم فيلم روائي طويل بعنوان "هنا ولا تراني"، وأنا حاليًا في مرحلة البحث عن الإنتاج الذي سيسهم في خروج هذا العمل إلى النور".