الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخرجة فيلم "نهار عابر": صنع بأيدٍ مصرية.. وفخورة بعرضه في "القاهرة السينمائي"

  • مشاركة :
post-title
لقطة من فيلم "نهار عابر "

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

تنافس المخرجة السورية رشا شاهين بفيلمها الروائي القصير "نهار عابر" في مسابقة الأفلام القصيرة ضمن فعاليات النسخة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والمقرر انعقادها في الفترة من 15 إلى 24 نوفمبر المقبل.

الفيلم الذي تدور أحداثه حول حياة امرأة غيرتها الحرب بالكامل، حتى أصبحت مجبرة -بسبب دمار حياتها السابقة- على لقاء رجل يبحث عن المتعة، ويكتشف الثنائي خلال لقائهما حاجتهما إلى التواصل العاطفي والإنساني، يلعب بطولته المصريان ريم حجاب، وخالد كمال.

تأثير محمد خان

المخرجة السورية قالت في حوارها مع "القاهرة الإخبارية"، أن تأثرها بالمخرج المصري الراحل محمد خان، كان دافعًا لميلاد فكرة الفيلم، وأضافت: "أثناء دراستي في معهد السينما بالقاهرة كنت منشغلة بفكرة الفيلم، وأثار اهتمامي كلام الأساتذة عن مخرجين مثل محمد خان، الذي بني قصة فيلمه على حادثة قرأها في إحدى الصحف، وأقصد هنا فيلم "موعد على العشاء"، وكيف ينطلق المؤلف في الكتابة من الشخصيات التي يراها في الواقع ليكتب نصًا للسينما".

تابعت: "من خلال التواصل مع أصدقاء سوريون داخل وخارج سوريا، كنا نتشارك في هموم أماكننا الجديدة، وصعوبات التأقلم مع أشكال مختلفة وعدم القدرة على إقامة صلات مع الواقع الجديد، وفي ذلك الوقت وقع بين يديّ مقال نُشر في إحدى الصحف بعنوان (لا عاهرات في هذه المدينة)، إذ يتطرق الصحفي لموقف تعرض له عندما طال انتظاره في مكان لا يستطيع الخروج منه أثناء الحرب، وفي ذلك الجانب من المدينة الخالية من سكانها يعثر على بائعة هوى، وعندما يدخل غرفتها يقف في مكانه عندما يجد نفسه أمام امرأة غاية في النحافة والشحوب، وفي مكان أشد بؤسًا من المكان المحاصر فيه، يسمع صوت طفل من جدار مقابل فيصاب بالدوار ويسقط أرضًا، فهذه الصورة أذهلتني لوحشية الحرب، فقررت أن استمد من هذا الموقف فكرة فيلمي وبنيت قصتي على العالم المُتخيَّل لهاتين الشخصيتين وأن أجعل من الارتباك والعجز الذي أُصيب به الرجل مساحة لتوقع ما يمكن أن يحدث بين امرأة مسلوبة الحياة تمثل شبحًا ورجل مختلف عن وحشية الآخرين الذين زاروا هذا المكان قبله".

محاولة الصمود

لا تؤمن مخرجة فيلم "نهار عابر"، بوجود رسالة محددة من خلال الأعمال الفنية، ولكن فيلمها كان بمثابة محاولة للصمود، وعن ذلك قالت: "العمل السينمائي أو الفني بشكل عام ليس واجبه إصدار الأوامر أو تقديم المعلومات، ولكنه الوحيد الذي يصمد ضد الموت كما يقول الناقد السينمائي جيل دولوز، وهنا تكمن قوة الفيلم، لذا أردت من خلال (نهار عابر)، تقديم محاولة للصمود أمام كل هذا الموت". 

وأضافت: "قصة هذا العمل سورية، ولكنها صنعت بأيدٍ مصرية سواء من خلال المشاركين في العمل من ممثلين أو حتى الإنتاج الخاص بالفيلم، فأنا الشخص السوري الوحيد في الفريق، ورغم أنني غير مهتمة بالجنسيات، لكن ذلك يعكس مدى أصالة هذه الصناعة وقدرتها على التنوع، ومن هنا جاءت فكرة اعتمادي على ممثلين من جنسيات مختلفة، وكنت أحتاج إلى ممثلين مقيمين في مصر يشبهون الشخصيات فوقع الاختيار على خالد كمال وريم حجاب، فهما يمتلكان قدرة هائلة على التنوع وملامح تعبيرية خاصة بهما، وكان من المهم لي العمل مع ممثلين محترفين يستطيعون أيضًا إتقان اللهجة السورية، والأهم من ذلك يحبون بعمق خوض هذه المغامرة".

الصعوبات والتحديات

وحول التحضير والاستعداد لتصوير فيلم "نهار عابر"، لفتت المخرجة السورية إلى أنها بذلت مجهودًا عظيمًا وواجهت العديد من الصعوبات لخروج العمل إلى النور، قائلة: "أنجزت النسخة الأولى للسيناريو من خلال الدراسة، وكنت أبحث عن مواقع تصوير في القاهرة أو أماكن توحي بالدمار لتبدو أنها سوريا ووجدت بالفعل موقعًا في استديو مهجور صُوّرت فيه مشاهد تفجير بسيطة، ولكنني عثرت على بيت تلك المرأة النحيلة في هذا الموقع، كان بيتًا متهالكًا في حالة رديئة وتعرض للنهب وأُحرقت المنطقة حوله، وهذا المكان مكنني من إيجاد نقطة الانطلاق في كتابة القصة وملء الفراغات البصرية الكثيرة في ما لا أعرفه عن تلك السيدة".

وأضافت: "واجهنا العديد من الصعوبات عندما خسرنا هذا الموقع في اللحظة التي كنا فيها مستعدين لتنفيذ العمل، ووجدنا أنفسنا نبحث عن مكان بديل وكان شيئًا في غاية الصعوبة فليس من السهل إيجاد مكان يحقق لنا صورة تبدو في سوريا، كما أننا سنكون في حاجة لإعادة تصوراتنا بالمكان الجديد وإجراء تعديلات تبدأ من السيناريو ورسم حركة الشخصيات ورسم اللقطات من جديد، ولكن الجانب المبهر بالنسبة لي في خسارة المكان هي كمية المعاينات التي قمنا بها، لنجد مكانًا آخر نستطيع تحقيق خطتنا فيه، وكانت المواقع التي عاينتها وتم رفضها بالنسبة لي درسًا عمليًا طويلًا في عالم السينما، فكان مصمم المناظر أنسي أبو سيف، يشرح لي في كل موقع لماذا تم رفضه فالأمر كان استفادة كبيرة بالنسبة لي، واستغرقت نحو عامين حتى خرج المشروع إلى النور ".

مهرجان القاهرة السينمائي

وعن عرض فيلم "نهار عابر" ضمن مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائي، قالت : "سعيدة للغاية أن يتم عرض الفيلم لأول مرة في مصر، لأنني مهتمة بأن يبدأ رحلته من القاهرة، التي عشت فيها عشر سنوات، وهذا المهرجان واحد من أعرق المهرجانات في الشرق الأوسط، لذلك فخورة للغاية وأتمنى أن تصل فكرة العمل إلى الجمهور المصري والعربي وتنال إعجابه".