خوض أول تجربة غنائية في السينما العربية أمر مُقلق لعدم وجود مراجع نلجأ إليها
الإيقاع السريع سر تحول العمل من التليفزيون إلى السينما
أعاد فيلم "سكر" الأعمال الغنائية والاستعراضية إلى الشاشة العربية، بعد غياب استمر لسنوات طويلة، إذ دارت أحداث العمل المستوحاة من رواية "صاحب الظل الطويل" للكاتب الأمريكي جين ويبستر، في إطار موسيقي عائلي حول يوميات أطفال يعيشون في دار أيتام تحت إدارة قاسية، ويتعاونون معًا لمواجهة ظروفهم الحياتية الصعبة.
العمل الذي لعب بطولته النجمة المصرية ماجدة زكي، رفقة البحرينية حلا الترك ومجموعة من الأطفال المميزين بقيادة المخرج المصري تامر مهدي، حمل طابعًا مميزًا قريبًا من أعمال ديزني العالمية، إذ يؤكد المخرج لـ موقع "القاهرة الإخبارية" أن السبب الرئيسي وراء حماسه لخوض هذا التحدي من خلال تقديم فيلم غنائي، إلى حبه لهذه النوعية من الأعمال الفنية، إذ يقول: "عملت سابقًا في مجال الإعلانات وتحديدًا الموسيقية، وكنت بحاجة إلى فرصة كبيرة لإظهار قدرات وإمكانيات أكبر في الأعمال الغنائية، وعندما عرضت عليّ هذه الفرصة لم أتردد للحظة لتقديم هذا العمل".
وأضاف: "فيلم "سكر" يحمل جميع العناصر التي أحبها من غناء ورقص وتمثيل وكوميديا بجانب التراجيدي، والتقنيات الفنية من جرافيك وديكورات مميزة، وأيضًا النص كان مكتوبًا بشكل مشجع للغاية والأغنيات المكتوبة رائعة، بالإضافة إلى وجود كوادر من الفنيين والممثلين على قدر عالٍ من المسؤولية؛ فكل هذه العناصر مبهرة وحاسمة لخوض هذه التجربة".
غياب الأعمال الغنائية
وعن السبب وراء غياب الأعمال الغنائية عن السينما المصرية والعربية، أشار مخرج "سكر" إلى أن الأمر يرجع لصعوبة تقديم هذه الأعمال، إذ قال: "تقديم هذه النوعية تحتاج إلى ميزانية ضخمة، سواءً في الملابس أو تصميم الرقصات أو الديكورات الخاصة بها، وبالتالي تجعل المنتجين يفكرون كثيرًا قبل الإقبال على هذه التجربة، بالإضافة إلى أنها تحتاج لكوادر تملك القدرة على تقديم هذه الأعمال؛ كما تحتاج لرؤية إخراجية خاصة ومميزة".
يضيف: "فكرة خوض أول تجربة غنائية في السينما العربية، أمر مقلق للغاية لعدم وجود مراجع أو تجارب سابقة نلجأ إليها في التحضير، وبالتالي تحمل تحديًا ومغامرة كبيرة بالنسبة لصناع هذه النوعية من الأعمال؛ لأنها لا تقبل الوسط فإما أن تحقق نجاحًا كبيرًا أو تفشل فشلًا ذريعًا".
تحول التجربة
كان من المقرر أن تقدم تجربة "سكر" كمسلسل تليفزيوني قبل أن يتخذ صنّاعه قرارًا بتحويله إلى فيلم سينمائي في اللحظات الأخيرة من عرض العمل، وحول ذلك يقول: "أثناء عملية المونتاج والجرافيك، وجدنا أن الشكل الأنسب له هو تحويله إلى عمل سينمائي، نظرًا لإيقاعه السريع حيث في السينما سيكون الإيقاع أسرع والتناول أسهل، وبالتالي سيتحقق عنصر الإبهار من خلال الصوت والصورة المجسمة في السينما، وهذا ما أسعى له لذلك قررت مع الشركة المنتجة تحويله إلى عمل سينمائي، وهذا الأمر لم يكلفنا سوى تعديلات بسيطة".
يضيف: "العمل سيتم طرحه على جزأين، إذ تم عرض الجزء الأول في السينما، ونحن في المراحل الأخيرة لتقديم الجزء الثاني له، وأتمنى أن تكون التجربة مكتملة وممتعة".
وعن التحديات والصعوبات التي واجهته في هذا العمل، أشار تامر مهدي، إلى أن العمل بأكمله كان صعبًا بالنسبة له، إذ يقول: "العمل من بدايته لنهايته مليء بالتحديات، فمن ناحية الديكور كان معقدًا وصعبًا حتى يتناسب مع شكل الدراما وفي الوقت نفسه، حرصنا أن يوافق الرقصات، الإضاءة كان لابد من إظهارها بشكل صادق وفني".
وتابع: "كما أن نوعية المزيكا احتاجت مجهودًا عظيمًا حتى تقدم بشكل محترف مع إضافة روح عربية، وكذلك الاستعراضات، الموسيقى التصويرية، التعامل مع الأطفال كان تحديًا خاصًا بالنسبة لي؛ خاصة مع الأطفال الذين كانوا يمثلون لأول مرة وليس لديهم خبرات سابقة ".
اللغة العربية
أشار مخرج "سكر"، إلى أن هذه التجربة كانت مهمة للغاية في إبراز اللغة العربية بشكل تتقبله الأجيال الحديثة، إذ يقول: "العمل ناطق باللغة العربية الفصحى، وبالتالي حرصنا على تقديم اللغة العربية بمقاييس عالمية حتى تلقى استحسان الجيل الحديث؛ الذي يميل أكثر إلى مشاهدة الأعمال الغربية".
وتابع: "كما اعتمدنا على عناصر تمثيلية من جميع الدول العربية مثل مصر، البحرين، السعودية، الإمارات، حتى يكون للعمل مذاق خاص ورونق مختلف عن باقي الأعمال الفنية ".
وعن سبب اعتماده على الفنانة البحرينية حلا الترك في تقديم شخصية "سكر"، أوضح أنها تمتلك كل العناصر التي تؤهلها لهذه الشخصية، إذ قال: "كنت أحتاج إلى فتاة تجيد الرقص والغناء ولديها كاريزما خاصة ولغة عيون قوية، يحبها الجمهور عند مشاهدتها للمرة الأولى على الشاشة وقادرة على خطف الأنظار والقلوب، بجانب موهبتها التمثيلية وهذا ما وجدته في الفنانة حلا الترك، وبالفعل أجادت تقديم الدور بشكل مميز ".
ويضيف: "بينما وجود ممثلة من العيار الثقيل مثل الفنانة المصرية ماجدة زكي، إضافة كبيرة للعمل فهي ممثلة كوميدية قوية وتجيد الانتقال من الكوميدي إلى التراجيدي بسهولة، وبالتالي هذا الدور قدمها بشكل مختلف وعودة مميزة واستثنائية لها في السينما ".
غرس القيم
يؤكد المخرج تامر مهدي أن فيلم "سكر"، حرص على تقديم وجبة سينمائية متكاملة للمشاهد بجانب غرس القيم الحميدة في الأطفال بشكل غير مباشر، إذ قال: "العمل ترفيهي في المقام الأول ومن خلال رحلة المغامرات يتم توزيع قيم جميلة مثل الصداقة وقيمتها والتضحية والشهامة، كل المعاني التي نحب غرسها في أطفالنا بشكل غير مباشر ".