في هجوم مفاجئ يشبه الى حد كبير هجوم بيرل هاربر الذي تعرضت له القاعدة العسكرية الأمريكية عام 1941 من قِبل اليابان، نفذت المقاومة الفلسطينية هجومًا مباغتًا على المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، أطلق عليه "طوفان الأقصى"، وقاموا بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، ما دفع البلاد إلى حالة من الهجوم المكثف والمستمر، ما يجعل هذا التحدّي جديدًا لإسرائيل تمامًا
كما حدث في حرب بيرل هاربر، حين هاجمت الطائرات اليابانية بشكل مفاجئ، يوم 7 ديسمبر 1941، القاعدة الأمريكية بجزر هاواي، متسببة بذلك في توسع الحرب العالمية الثانية نحو ساحة المحيط الهادئ، حيث لم تتردد واشنطن اليوم التالي في إعلان الحرب على طوكيو.
وتجدد الحديث عن هجوم "بيرل هاربر"، بعد مرور نحو 82 عامًا على حدوثه، إذ قال رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق كيفن مكارثي، إنه تحدث مع رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا، حول الهجوم غير المسبوق من المقاومة الفلسطينية، أمس السبت، من خلال عملية "طوفان الأقصى".
القبة الحديدية
وقال مكارثي في تصريحات صحفية: "هذا أمر مختلف، إنهم يخبرونني أن هذا هو هجوم معركة (بيرل هاربر) الخاص بهم، وأشار إلى أن "صواريخ "حماس" القادمة طغت على نظام الدفاع الإسرائيلي المُشيّد بـ"القبة الحديدية"، وهي نظام دفاع جوي صاروخي يمكنه اعتراض الصواريخ قصيرة المدى في الجو، لكن يجب إعادة تحميلها لاعتراض الصواريخ القادمة بشكل مستمر.
وأضاف مكارثي: "عليك أن تفهم أن 5000 صاروخ تغزو القبة الحديدية.. لا يمكن لها أن تستوعب هذا العدد الكبير".
وأطلقت المقاومة الفلسطينية، فجر أمس السبت، عملية تسلل واسعة النطاق باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، عبر 4 محاور سيطرت خلالها على عدد من المستوطنات، وأفادت القناة "12" الإسرائيلية، بأنه "تم إطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، بينما تسلل عشرات المقاتلين إلى مستوطنات غلاف قطاع غزة، ولا تزال المعارك تدور في عدة نقاط اشتباك بين الفلسطينيين والإسرائيليين
الهجوم الياباني
وشبّه جوناثان كونريكوس، الناطق السابق باسم الجيش الإسرائيلي، عملية "طوفان الأقصى" بالهجوم الياباني، وقال: "هذه لحظة تشبه لحظة بيرل هاربر بالنسبة لإسرائيل، حيث كان هناك واقع قائم لم يكُن هو نفسه بعد اليوم".
فشل البنية الدفاعية
وأضاف كونريكوس، لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، "إن النظام الإسرائيلي بأكمله فشل.. إنه ليس مكونًا واحدًا فقط.. البنية الدفاعية بأكملها هي التي فشلت بشكل واضح في توفير الدفاع اللازم للمدنيين الإسرائيليين".
وذكرت "سي. إن. إن" في تحليل للهجوم المباغت الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل، إن جيش الاحتلال وجد نفسه محاصرًا، على الرغم من العقود التي أصبحت فيها البلاد قوة تكنولوجية تفتخر بقواتها المسلحة ووكالة استخباراتها.
وأوضحت الشبكة أنه منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، أنفقت مليارات الدولارات لتأمين الحدود من الهجمات، وأدى ذلك إلى التصدي لأي أسلحة يتم إطلاقها من داخل غزة إلى إسرائيل، ومنع أي محاولة عبور للحدود من الجو أو من تحت الأرض باستخدام الأنفاق، ولوقف الهجمات الصاروخية، استخدمت إسرائيل القبة الحديدية، وهو نظام دفاع صاروخي فعّال تم تطويره بمساعدة الولايات المتحدة.
أجهزة استشعار
وأنفقت إسرائيل أيضًا مئات الملايين من الدولارات على بناء نظام حدودي ذكي مزود بأجهزة استشعار وجدران تحت الأرض، الذي تم الانتهاء منه، بحسب رويترز، في نهاية عام 2021.
ولفتت "سي. إن. إن" إلى أن المسؤولين الإسرائيليين سوف ينظرون في سبب فشل هذه الأنظمة، ونقلت الشبكة عن آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بشأن قضايا الشرق الأوسط، أن المجتمعات الإسرائيلية القريبة من غزة "لا تتمتع بالحماية الكافية"، مضيفًا: "لا أعتقد أن الإسرائيليين توقعوا حدوث ذلك".
ورجّحت "سي. إن. إن" أن يشمل رد إسرائيل على "طوفان الأقصى" أكثر من مجرد تعزيزات على الحدود، مشيرة إلى أنها بدأت بالفعل غارات جوية في غزة تستهدف البنية التحتية لحماس، ما أدى إلى مئات الشهداء والجرحى.
ونقلت الشبكة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده "سترد بقصف لم يعرفه العدو بحجمه"، في حين قال المسؤول الأعلى عن الأنشطة في الأراضي الفلسطينية، اللواء غسان عليان، إن حماس "فتحت أبواب جهنم".
وقال "كونريكوس"، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي السابق، إن أحداث السبت ستجبر إسرائيل على الرد "بطريقة لم ترد بها من قبل.