قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الهجوم غير المتوقع الذي نفذه مقاومون فلسطينيون، كان مفاجأة لمسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية، الأمر الذي يدل على إخفاقات كبيرة في الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية.
وتابعت الصحيفة الأمريكية أن الهجوم، قد يجبر إسرائيل على إعادة النظر في نهجها تجاه المقاومة وقطاع غزة، ما قد يؤثر على الشرق الأوسط بأكمله.
فشل استراتيجية الدفاع
وتابعت الصحيفة أن استراتيجية إسرائيل التقليدية اعتمدت على شبكة استخبارات قوية والقوة العسكرية للجيش الإسرائيلي لصد أي هجوم بري، ومع ذلك فشلت هذه الضمانات في هجوم أمس، وعلى الرغم من بعض التحذيرات من صراع محتمل بسبب الانقسامات الداخلية داخل إسرائيل، فشلت مخابراتها في توقع استعدادات المقاومة، والتي استهدفت القواعد العسكرية والمدن والمستوطنات.
هجوم غير مسبوق
أوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين اعترفوا بإمكانية وقوع هجوم من قبل المقاومة، لكنهم لم يقدموا تحذيرات تكتيكية محددة، مما ترك إسرائيل غير مستعدة.
وبينما كانت الصراعات السابقة بين الفلسطينيين وإسرائيل محدودة النطاق والمدة، كان هجوم يوم أمس غير مسبوق من حيث نطاقه وتعقيده، وقد يتصاعد الآن رد إسرائيل، الذي يتمثل عادة في شن غارات جوية ومناورات برية محدودة، إلى غزو واسع النطاق للقطاع، وهي خطوة كانت تعتبر في السابق مكلفة للغاية من حيث التحديات المتعلقة بالأرواح والحكم.
ذكرى حرب أكتوبر
أشارت الصحيفة إلى أن الهجوم المفاجئ، الذي وقع بعد مرور ما يقرب من 50 عامًا على حرب أكتوبر 1973، كان اختيارًا متعمدًا من جانب المقاومة الفلسطينية لاستغلال الصدمة الوطنية التاريخية في إسرائيل، ما فاجأ إسرائيل مرة أخرى، وعلى الرغم من استثمار إسرائيل الكبير في جمع المعلومات الاستخبارية، فقد تمكن المقاومون الفلسطينيون من مفاجأة القوات الإسرائيلية من قبل، وخاصة في عام 2006 عندما اختطفوا الجندي جلعاد شاليط، ما أدى إلى بقائه في الأسر لسنوات.
مقاطع الفيديو المذلة
شكلت مقاطع الفيديو التي وزعتها المقاومة الفلسطينية والتي تصور مؤسسة الدفاع الإسرائيلية على أنها ضعيفة وذليلة شكلت ضغطا على إسرائيل للرد بقوة، والسؤال الرئيسي الآن هو ما إذا كانت فصائل ومنظمات في دول مجاورة، سوف تنضم إلى القتال، وإذا حدث ذلك، قد يتصاعد الصراع ليصبح واحدًا من أكثر الصراعات حدة في المنطقة منذ سنوات.
إعادة تقييم الاستراتيجية
وفي ضوء هذه التطورات، من المرجح أن تعيد إسرائيل تقييم استراتيجيتها، مما قد يؤدي إلى نهج أكثر عدوانية ضد حماس وغزة، إذ كشف فشل آلياتهم الدفاعية عن نقاط ضعفهم، الأمر الذي دفعهم إلى إعادة تقييم من شأنها أن تعيد تشكيل الديناميكيات ليس فقط داخل إسرائيل وغزة، بل وأيضًا في منطقة الشرق الأوسط.