أخفق زعماء الاتحاد الأوروبي الـ27 في اعتماد إعلان نهائي بشأن الهجرة غير القانونية في غرناطة، اليوم الجمعة، بسبب اعتراض بولندا والمجر، اللتين أثارتا مخاوف بشأن السياسة الجديدة، ورفضتا التوقيع على الوثيقة.
ويأتي فشل زعماء الاتحاد الأوروبي اليوم، بعد ما وُصف اتفاق يوم الأربعاء بـالمنعطف التاريخي"، إذ اتفق سفراء دول الاتحاد على نص رئيسي لإصلاح سياسة الهجرة في أوروبا، بهدف تنسيق استجابة مشتركة حال تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين لإحدى دوله.
ورغم الفشل في اعتماد الوثيقة التي تم التفاوض عليها مسبقًا، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن الاتحاد أحرز خطواتٍ مهمة في سبيل معالجة وتنظيم ظاهرة الهجرة.
وأكد ضرورة العمل بجهد أكبر لتحقيق النتائج المرجوة من الجهود التي ستبذل مستقبلًا، وكذا ضرورة تكثيف الجهود لمحاربة الهجرة غير الشرعية وحماية الحدود والتعاون بشكل أوسع مع دول عبور المهاجرين.
وبحسب زعماء أوروبيين، فإن قادة التكتل أحرزوا تقدمًا في القمة الأوروبية المنعقدة في إسبانيا، في مجال إصلاح نظام الهجرة، إلا أن اعتراض بولندا والمجر حال دون اعتماد إعلان نهائي.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد إحراز توافق مبدئي حول بنود النص الرئيسي لإصلاح سياسة الهجرة في أوروبا، مشيرًا إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تقاربت بشكل أكبر، وأن الطبيعة المعقدة لهذا الملف لم تخلو من بعض الاختلافات بين دول الاتحاد، لكنه يتقدم في المسار الصحيح.
رفض بولندا والمجر
عطلت بولندا والمجر الاتفاق، وطالبتا بإعادة التفاوض بشأن اتفاق توزيع طالبي اللجوء على بلدان التكتل، وبالتالي تم التخلي عن النص المرتبط بالهجرة الذي تم إعداده ليصدر باسم جميع بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27، وفق ما أفاد رئيس الوزراء السلوفيني روبرت جولوب.
وعن أسباب رفض بولندا، قال رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي إنه لن يتنازل في هذا الملف، واتهم دول الاتحاد الأوروبي بالسعي إلى تحويل اتفاق تشارك عبء المهاجرين إلى "عملية إجبارية لا طوعية".
أما رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان، فقال للإذاعة المجرية الرسمية: "لا يمكننا القبول بأي قاعدة إلا إذا اتفقنا جميعنا عليها، إذا كان القرار بالإجماع".
ومن المقرر أن يجتمع الزعماء في قمة رسمية يومي 26 و27 أكتوبر في بروكسل.
جزيرة لامبيدوزا
في سبتمبر الماضي، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى تضامن أوروبي لمساعدة روما على إدارة تدفق المهاجرين الوافدين عبر البحر المتوسط، بما يفوق القدرات الاستيعابية لجزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وكانت أزمة اللاجئين في الجزيرة، أعادت معضلة الهجرة في أوروبا إلى الواجهة، إذ وصل أكثر من 120 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام الجاري، أي ضعف العدد المسجل في نفس الفترة من 2022، بحسب وزارة الداخلية الإيطالية.
تصويت الأغلبية
وتعتبر هذه اللائحة الجزء الأخير من ميثاق الاتحاد الأوروبي للجوء والهجرة الذي سيتم التفاوض بشأنه مع البرلمان الأوروبي، وحظيت بموافقة الدول الأعضاء بالأغلبية المؤهلة كما تنص المعاهدات، وليس بالإجماع إذ صوت كل من بولندا والمجر ضد النص، بينما امتنعت النمسا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك عن التصويت.
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية، اليوم الجمعة بما وصفته بأنه "نجاح كبير" على إثر التصويت بالأغلبية على الاتفاق.