تتزايد في الآونة الأخيرة طلبات اللجوء إلى ألمانيا، بشكل غير مسبوق، ما دفع المستشار الألماني أولاف شولتس، إلى إعلان نيته الواضحة في الحد من الهجرة غير الشرعية، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وجاء قرار المستشار الألماني بعد الخلاف بين بلاده وإيطاليا، بعد ما أبدت روما غضبها من الخطط الألمانية لتقديم الدعم المالي لمنظمات الإنقاذ البحري، وصلت إلى حد الاتهامات بالتدخل في شؤونها الداخلية، بحسب "فوكس أونلاين".
ونشب النزاع الجديد بين ألمانيا وإيطاليا بشأن معاملة مهاجري القوارب، بعد ما طالبت روما بتوضيح خطط ألمانيا لتمويل منظمات الإغاثة في إيطاليا التي تنقذ الناس في البحر الأبيض المتوسط.
الحد من الهجرة غير الشرعية
إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس أنه سيعمل على الحد من الهجرة غير الشرعية، جاء نظرًا لارتفاع عدد اللاجئين الذين يسعون للذهاب إلى ألمانيا في الوقت الحالي.
وأوضح أن أكثر من 70% من جميع اللاجئين الذين يصلون إلى ألمانيا لم يكونوا مسجلين من قبل، على الرغم من أن جميعهم تقريبًا كانوا في دولة أخرى بالاتحاد الأوروبي.
وتابع "شولتس" أن ألمانيا تدعم حماية الحدود الخارجية لأوروبا، وتواصل اتخاذ إجراءات أمنية حدودية إضافية مع النمسا، واتفقت على ضوابط مشتركة من جانبها مع سويسرا وجمهورية التشيك، وسيتم إعلان مولدوفا وجورجيا دولتين آمنتين.
وأوضح أن الحكومة في وارسو مدعوة إلى التوقف عن بيع التأشيرات ومنع اللاجئين من الوصول إلى ألمانيا، ولهذا السبب تم تشديد الرقابة على الحدود مع بولندا.
وأكد شولتس أنه سيطوّر "نظامًا دائمًا للبلديات" في مؤتمر رئيس الوزراء حول الهجرة وتمويل تكاليف اللاجئين المقرر عقده في نوفمبر المقبل.
ارتفاع طلبات اللجوء
فيما يتعلق بالعدد الإجمالي لطالبي اللجوء، تأتي ألمانيا في الصدارة من حيث الطلبات في مايو الماضي، إذ تم تقديم 27% من الطلبات إليها، تليها إسبانيا بـ20%، ثم فرنسا 16%، وأخيرًا إيطاليا 13%.
وأصبحت ألمانيا الوجهة الأكثر أهمية لطالبي اللجوء، في الفترة الماضية، بعد أن وصل نصيبها النصف من طلبات لجوء السوريين والأفغان والأتراك، المُقدمة إلى أوروبا، مايو الماضي.
الدول الآمنة
ووضعت ألمانيا خطة لاستقبال المهاجرين، من خلال تصنيف كل من جورجيا ومولدوفا كدولتين آمنتين، في ظل أن كلا البلدين يريدان أن يصبحا عضوين في الاتحاد الأوروبي.
وتعتبر غانا والسنغال منذ 1993، والبوسنة والهرسك، وصربيا ومقدونيا الشمالية منذ 2014، وألبانيا وكوسوفو والجبل الأسود منذ 2015 من البلدان الأصلية الآمنة في ألمانيا، ويتم تضمين البلدان في القائمة التي لا يوجد فيها خوف بشكل عام من اضطهاد الدولة.
قالت نانسي فيزر، وزيرة الداخلية الألمانية في وقت سابق، إن أكثر من عُشر طلبات اللجوء المرفوضة تأتي من هذين البلدين، ويمكننا الحد بشكل فعّال من الهجرة غير النظامية وبسرعة كبيرة.
وأعلنت "فيزر" عن اتفاقيات الهجرة مع مولدوفا وجورجيا، قائلة: "بهذه الطريقة نفتح الفرص للأشخاص الذين يرغبون في القدوم إلى ألمانيا لإكمال التدريب أو العمل، وهم الأشخاص المؤهلون الذين نحتاجهم بشدة".