أولت الدولة المصرية، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقاليد الحكم في 2014، اهتمامًا كبيرًا بالمشروعات القومية، كقاطرة للاقتصاد القومي وتحقيق التنمية المستدامة، ويأتي أبرزها مشروع الرمال السوداء لما له من أهمية كبيرة، إذ تستخدم الرمال في العديد من الصناعات الاستراتيجية والحيوية.
وفي 19 أكتوبر 2022، افتتح الرئيس المصري، مجمع الرمال السوداء بمدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ، شمال العاصمة القاهرة، بهدف استخلاص المعادن الثقيلة من هذه الرمال.
ما الرمال السوداء؟
الرمال السوداء هي رواسب شاطئية تأتي من منابع النيل، وسميت بهذا الاسم لاحتوائها على كثير من المعادن الثقيلة، لذا يغلب عليها اللون الداكن، وتمتلك مصر 11 موقعًا غنيًا بالرمال السوداء، ويتم فصل تلك الرمال في أماكنها بأجهزة خاصة، وتتحول بعدها لمنتجات استراتيجية و41 صناعة مهمة، وفق بيانات حكومية مصرية.
وافتتح المشروع استجابة لتكليفات الرئيس المصري، بتعظيم القيمة المضافة للمعادن الاقتصادية المستخلصة من الرمال السوداء، واعتبر "السيسي" أنّ المعادن المستخرجة ستحقق للبلاد أكبر فائدة اقتصادية واستثمارية.
تكلفة المشروع:
تبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع نحو 4 مليارات جنيه، شاملة الأعمال الهندسية والإنشائية والمعدات الخاصة والمساهمة في تصميم المشروع، الذي وفر أكثر من 5 آلاف فرصة عمل.
وبلغت مدة تنفيذ المشروع 12 شهرًا، ويهدف إلى استخلاص المعادن الثقيلة من الرمال السوداء الممتدة على ساحل مصر الشمالي، بداية من مدينة أبو قير في محافظة الإسكندرية حتى مدينة العريش في محافظة شمال سيناء.
ونُفذ على مساحة 40 فدانًا، إذ يضم مجمع الرمال السوداء الجديد في البرلس 6 مصانع لفصل المعادن منها، وبدأت المرحلة الأولى للتعدين من كثبان البرلس الممتدة على الشريط الساحلي بطول 16 كيلومترًا بإجمالي 3500 فدان.
استخدامات المعادن المستخلصة
تحتوي الرمال السوداء على 8 أنواع من المعادن الثقيلة تتراوح نسبتها في تكوين هذه الرمال ما بين 1 إلى 8%، وتصل أكثر من 80% في منطقة البرلس -أعلى تركيز لهذه المعادن في الرمال السوداء-.
ويبلغ صافي الموارد القابلة للتنجيم في المشروع 238.5 مليون طن، حسب ما كشفت الشركة المصرية للرمال السوداء، بمتوسط تركيز للمعادن الثقيلة يبلغ 3.39% تكفي للتشغيل لنحو 16 سنة بمعدل استغلال يبلغ 15 مليون طن/ سنة، وسيمثل إنتاج الشركة المتوقع نحو 3 إلى 5% من الإنتاج العالمي.
- العنصر الأول: "الإلمنيت" يستخدم في إنتاج التيتانيوم الإسفنجي وفلز التيتانيوم وسبائكه، إضافة إلى معدات ثقيلة، وثاني أكسيد التيتانيوم (البويات، البلاستيك، الورق، والجلود).
- العنصر الثاني: معدن "الزيركون" الذي يستخدم في صناعة السيراميك، الأدوات الصحية والزجاج، تبطين الأفران، قلوب المفاعلات النووية، وصناعة الحراريات.
- العنصر الثالث: "الجارنت" ويستخدم في صناعة أحجار التجليخ، تلميع الأسطح المعدنية، أوراق الصنفرة، وفلاتر المياه.
- العنصر الرابع: "الماجنيتيت" ويدخل في صناعة الحديد الإسفنجي، تغليف أنابيب البترول، والخرسانات الثقيلة.
- العنصر الخامس: المستخرج من الرمال السوداء "الروتايل" ويدخل في صناعة فلز التيتانيوم، الأصباغ، البويات، الورق والمواد الغذائية، وأسياخ اللحام.
- العنصر السادس: "المونازنت" ويدخل في إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة في الصناعات عالية التقنية ومصدر ثانوي للحصول على المعادن المشعة (الثوريوم واليورانيوم).
عناصر مهمة في الصناعات الاستراتيجية
سيعمل المشروع على إنتاج العديد من المعادن الاقتصادية المهمة، التي تدخل في العديد من الصناعات الاستراتيجية، مثل معدني الألمانيت والروتيل، وهما مصدر رئيسي لإنتاج معدن التيتانيوم -معدن يدخل في الصناعات الاستراتيجية المهمة- مثل صناعة هياكل الطائرات، الصواريخ، الغواصات، مركبات الفضاء، والأجهزة التعويضية.
ويعد معدن الزيركون مصدرًا رئيسيًا للعناصر الأرضية النادرة، التي تستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الصناعات عالية التقنية، مثل الهواتف الذكية والسيارات التي تعمل بالكهرباء.
الشركة المصرية للرمال السوداء
تأسست الشركة المصرية للرمال السوداء، 15 فبراير 2016 برأس مال مُصدر قدره (500) مليون جنيه، وتم زيادته ليصبح 4 مليارات جنيه.