حققت مصر منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في عام 2014 "نقلة نوعية" وغير مسبوقة في قطاع النقل، كان لها أثر واضح في تسهيل حركة وتنقل المواطنين، وتحقيق عوائد اقتصادية كبيرة، على صعيد النشاط التجاري ونقل السلع والبضائع.
مكانة مصر الكبيرة كواحدة من أقوى الاقتصادات الناشئة في المنطقة العربية والعالم، جعلها تواجه تحديًا ليس بالسهل في تطوير قطاع النقل العام خصوصًا فيما يتعلق بالحركة عبر السكك الحديدية، ويبدو أن مستقبل ربط المدن المصرية بشبكة السكك الحديدية سيشهد قفزة نموذجية، وارتكزت الخطة الشاملة التي وضعتها الدولة المصرية لتطوير منظومة السكك الحديدية على 5 محاور.
تطوير العربات القديمة
عقدت الحكومة المصرية مجموعة من الصفقات المحلية والدولية، بهدف إحلال الأسطول القديم والمعطل في أغلبه، بآخر جديد أو محدث كليًا، وكانت أولى الخطوات في هذا الصدد حينما وضعت هيئة السكك الحديدية في عام 2014، خطة شاملة لتجديد وتطوير وتحسين 1385 عربة ركاب قديمة من الدرجة الثالثة وقطارات الضواحي بالقدرات المحلية المتوفرة للحكومة المصرية.
وشاركت ورش السكك الحديدية في كوم أبو راضي، وأبو زعبل، والعباسية، والمنيا، بالإضافة إلى مصنع سيماف في تنفيذ هذه الخطة، وهو ما ساهم بحلول منتصف عام 2022 في تأهيل قرابة 90% من إجمالي العربات المستهدفة.
تطوير المحطات
جرى الانتهاء من تطوير 364 محطة، وتطوير 57 محطة وجارٍ تطوير 60 محطة مدرجة بالمرحلة الأولي من مبادرة حياة كريمة لخدمة المراكز والقري .
نظم الإشارات
يهدف التطوير إلى تحويل خطوط الشبكة من النظام الميكانيكي إلى النظام الإلكتروني بهدف زيادة معدلات السلامة والأمان وزيادة عدد القطارات والرحلات بالخطوط وتقليل زمن الرحلة وعدم الاعتماد علي العنصر البشري في تسيير حركة القطارات على خطوط السكك الحديدية، إذ تم وجارٍ تطوير نظم الإشارات على 5 خطوط رئيسية على الشبكة بإجمالي أطوال 971 كم بتكلفة 18.5 مليار جنيه.
تطوير البنية التحتية
سعت هيئة السكك الحديدية إلى تطوير بنيتها التحتية الضخمة المتشعبة في أنحاء البلاد كافة بشكل جذري، وذلك عن طريق تطوير المحطات، وقضبان السكة، وكانت البداية في عام 2017 حينما بدأ العمل على تنفيذ مشروع ضخم لتطوير 376 محطة سكة حديد، بقيمة تتجاوز 1.7 مليار جنيه، كما يجري حاليًا تطوير 60 محطة أخرى ضمن المرحلة الأولى بمبادرة حياة كريمة، ومن المخطط تطوير 94 محطة بالمرحلة الثانية من المبادرة، وبالموازاة مع ذلك جرى الانتهاء من التطوير الشامل لعدد 629 مزلقانًا من إجمالي 1120 مزلقانًا مخطط تطويرها على الشبكة لزيادة درجات الأمان، وسهولة الحركة على كافة الخطوط.
تطوير الورش الإنتاجية
جرى تطوير 33 ورشة رئيسية وفرعية لزيادة الإنتاجية بها، ورفع مستويات الجودة بهذه الورش من خلال التعاون مع الشركات العالمية المتخصصة الموردة للوحدات المتحركة في تطوير الورش، مثل شركة جنرال اليكتريك في ورش التبين ومهمشة، وشركة تالجو في ورش الفرز، وإنشاء ورشة بأبي زعبل بالتعاون مع ترانسماش هولدنج .
تنمية العنصر البشري
لمواكبة التطوير الشامل لقطاع السكك الحديدية وضعت الدولة المصرية خطة شاملة لرفع كفاءة وتطوير العنصر البشري باعتباره الركيزة الأساسية بمنظومة السكك الحديدية، وتعتمد هذه الخطة على وضع معايير ومنهجية جديدة لانتقاء العنصر البشري المقرر انضمامه للعاملين، وجرى تخريج 550 مهندسًا بعد الانتهاء من تدريبهم لمدة 6 أشهر بالكلية الحربية بالإضافة إلى تخريج 4750 فنيًا وقائد قطار بعد الانتهاء من تدريبهم بالكلية التكنولوجية العسكرية لمدة 3 أشهر.