مع تزايد الضغوط على الرقائق الإلكترونية، التي تُعد عنصرًا رئيسيًا في صناعات كبرى كالسيارات وأجهزة الكمبيوتر والهواتف والقطاع التقني بأكمله، حاولت أمريكا حجب تلك التكنولوجيا المتطورة عن الصين، عن طريق فرض قيود صارمة على استيراد بكين لتلك الرقائق، خوفًا من استخدامها في صناعة الأسلحة العسكرية.
ولكن وعلى غير المتوقع، أعلنت شركة "هواوي" الصينية في وقت سابق من هذا الشهر، عن إصدار هاتف ذكي جديد مدعوم بشبكات الجيل الخامس "5G"، ومزود بـ "رقائق إلكترونية"، ما آثار غضب أمريكا، التي أعلنت فتح تحقيق لمعرفة المتسبب في توريد تلك الرقائق لبكين.
ومن جهتها، كشفت "بلومبرج" اليوم الثلاثاء، خلال تحقيق أجرته لمعرفة كيفية تصنيع الصين للرقائق الإلكترونية، أن شركات تايوانية تزود شركات "هواوي" بالمواد وتشاركها في تصنيع أشباه المواصلات.
تورط شركات تايوانية
وفقًا لتحقيق أجرت شبكة "بلومبرج"، فإن عدة شركات تكنولوجية تايوانية تساعد شركة "هواوي" الصينية، في إنشاء بنية تحتية لشبكة سرية من مصانع الرقائق في جنوب الصين، ومن بين هذه الشركات، شركة "توبكو العلمية" المتخصصة في بيع مواد الرقائق، وفرع من شركة "ال اند كيه الهندسية" المتخصصة في التصميم والهندسة، وفرع من شركة "المتحدة للخدمات المتكاملة" المتخصصة في البناء.
كما ذكرت شركة "Cica-Huntekللتكنولوجيا الكيميائية تايوان" على موقعها الإلكتروني أنها فازت بعقود لبناء أنظمة إمداد كيميائية لشركتين صينيتين لصناعة الرقائق، وهما شركة "شنجن بينسون للتكنولوجي" وشركة "pengxinyi IC"، واللتان تم حظرهما من قبل الولايات المتحدة العام الماضي.
ما دوافع هذا التعاون؟
تسعى "هواوي" إلى إنشاء شبكتها الخاصة من صانعي الرقائق بدعم من الحكومة الصينية، بعد أن فُرضت عليها عقوبات أمريكية تحظر عليها استيراد التقنيات المتطورة. وتستخدم الشركة الصينية، ثلاث شركات صغيرة مجهولة في شنجن لمساعدتها في تحويل تصاميمها للرقائق إلى حقيقية، وتسعى الشركات التايوانية إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع السوق الصينية، التي تمثل مصدرًا رئيسًا للإيرادات والفرص.
التداعيات المحتملة لهذا التعاون
قد يُثير هذا التعاون غضبًا في تايوان، التي تستعد لانتخابات في يناير المقبل، حيث يُحتمل أن تكون العلاقة المضطربة مع الصين أهم قضية، وفي الوقت نفسه، تهدد الصين تايبيه بالعمل العسكري، إذا أقدمت على الاستقلال، فإنه من غير المألوف أن تساعد أعضاء في أهم صناعة في الجزيرة، "هواوي" المحظورة من قبل الولايات المتحدة في تطوير الرقائق لكسر الحصار الأمريكي، حسبما ذكرت "بلومبرج".
وقد تؤثر هذه الرقائق التي تنتجها المصانع التي تساعد في إنشائها الشركات التايوانية على الأمن القومي لتايوان والولايات المتحدة، إذا استخدمتها الصين لصناعة الأسلحة والمعدات العسكرية.