بعدما وضعت زيارة استثنائية وفريدة أجراها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إلى روسيا، العلاقات بين البلدين على مستوى "استراتيجي جديد"، شرعت بيونج يانج في وضع توجيهات "كيم" بالتنفيذ النشط "للتدابير البناءة" قيد التفعيل لتعميق علاقاتها مع موسكو في جميع المجالات.
وقال مصدر دبلوماسي، إن وزير التجارة الخارجية الكوري الشمالي يون جونج هو، وصل إلى موسكو في زيارة عمل، بحسب ما أوردت وكالة "تاس" الحكومية الروسية، يوم الخميس، وأضاف المصدر أنه لم يتم الكشف عن برنامج الزيارة.
وتأتي زيارة الوزير بعد سفر "كيم" قبل 10 أيام إلى روسيا، حيث أجرى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات موسعة.
تدابير بناءة
وفور عودته من روسيا، عقد الزعيم الكوري الشمالي اجتماعا للمكتب السياسي مع كبار المسؤولين، وجه فيه بـ"تعزيز الاتصالات الوثيقة والتعاون بين المجالات ذات الصلة في البلدين لتوسيع وتطوير التعاون في كل المجالات بطريقة شاملة"، بحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية.
ودعا كيم إلى التنفيذ النشط "للتدابير البناءة" لمزيد من تعميق العلاقات الثنائية مع روسيا في جميع المجالات وتطويرها إلى مستوى عالٍ جديد.
وناقش الزعيم الكوري الشمالي وكبار المسؤولين "سلسلة من السبل للتطبيق العملي والشامل للنجاحات التي حققها كيم خلال أنشطته الخارجية"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ووضعت زيارة كيم الأخيرة العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا على "مستوى استراتيجي جديد استجابة لمتطلبات العصر الجديد"، وفق ما أفاد بيان رسمي عن الاجتماع السياسي أوردته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، في وقت سابق.
وعقدت القمة النادرة بين الزعيمين في مركز فوستوشني الفضائي خلال الفترة من 12 إلى 17 سبتمبر، وسط مخاوف لم تخفها أمريكا من أن بوتين يسعى للحصول على قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات من كوريا الشمالية، فيما تناولت تقارير مساعي كيم لبلوغ تكنولوجيا متطورة للأقمار الاصطناعية، وتقدم في الغواصات العاملة بالطاقة النووية.
تبادل منفعة
وأكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، أن العلاقات الثنائية بين موسكو وبيونج يانج ستكون ذات أولوية خلال المحادثات.
وتابع بيسكوف قائلًا: "من واجبنا بناء علاقات جيدة ومتبادلة المنفعة.. وهذا ما نفعله، وما يفعله الرئيس بوتين باستمرار"، بحسب ما نقلت وكالة "تاس" الروسية.
خطوة دستورية نحو القوة النووية
والأربعاء الماضي، نصت كوريا الشمالية على سياسات تعزيز قوتها النووية في الدستور خلال اجتماع برلماني رئيسي، بحضور الزعيم "كيم"، وفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية.
وعدّ "كيم"، التعاون الأمني الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان يشكل "أسوأ تهديد فعلي" لبلاده.
وقرر المجلس الكوري الشمالي بإجماع أعضاءه "استكمال المادة 58 من الفصل الرابع من الدستور الاشتراكي" لضمان حق البلاد في الوجود والتنمية، وردع الحرب وحماية السلام الإقليمي والعالمي من خلال سرعة تطوير الأسلحة النووية إلى مستوى أعلى، بحسب تصريحات "كيم"، وما نقلته الوكالة الرسمية للبلاد.