الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"كيم" يتفقد أسلحة روسية.. وتكهنات حول إبرام اتفاق عسكري مع موسكو

  • مشاركة :
post-title
كيم جونج أون

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تأتي زيارة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، إلى فلاديفوستوك في الشرق الروسي، في وقت يسعى الرئيس فلاديمير بوتين إلى تعزيز التحالفات مع زعماء عالميين آخرين تقطعت بهم السُّبل من قِبل الدول الغربية، إذ تخضع موسكو لسلسلة من العقوبات الدولية، بسبب الحرب الأوكرانية، وبيونج يانج بسبب تجاربها النووية.

وتتزامن زيارة "كيم" الرسمية الأولى إلى الخارج منذ جائحة كوفيد-19 مع مخاوف غربية من إبرام موسكو وبيونج يانج صفقات أسلحة وتجاهل عقوبات الأمم المتحدة، إذ يُعتقد أن موسكو مهتمة بشراء ذخيرة كورية شمالية لمواصلة القتال في أوكرانيا، بينما تريد بيونج يانج مساعدة روسيا في تطوير برنامجها الصاروخي. حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".

استعراض للقوة

وصل الزعيم الكوري الشمالي إلى فلاديفوستوك صباح اليوم السبت، والتقى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو وفحص نظام صاروخ طائر فائق السرعة قبل أن يركب سفينة حربية، كما توجه "كيم" إلى مصنع جاجارين للطائرات، حيث تُصنّع معدات جوية لوزارة الدفاع الروسية، بما في ذلك مقاتلات "سو 35" و"سو 57".

وفي مطار كنيفيتشي الجوى، عرض "شويجو" على الزعيم الكوري الشمالي "نظام صاروخ كینزال حامل صاروخ "MiG-31". كما اطلع "كيم"، اليوم السبت، على قاذفات استراتيجية ذات قدرات نووية إلى جانب صواريخ فرط صوتية وسفن حربية، بالإضافة إلى القاذفات الاستراتيجية الروسية "تي. يو160" و"تي. يو-95" و"تي. يو-22 إم3" القادرة على حمل أسلحة نووية، وتمثل الركيزة الأساسية للقوة الهجومية الجوية النووية الروسية.

استندت جولة "كيم" المطولة في منطقة روسيا الشرقية البعيدة، التي بدأت الثلاثاء الماضي، إلى الجانب العسكري بشكل كبير، وتبادل البنادق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أجري جولة في مصنع طائرات مقاتلة.

لقاء فوستوتشنى

وبعد لقاء "بوتين" مع "كيم"، الأربعاء الماضي، في قاعدة فوستوتشني الفضائية البعيدة في أقصى الشرق الروسي، على بُعد نحو 8 آلاف كيلومتر من موسكو، تحدث بوتين عن احتمالات تعزيز التعاون مع كوريا الشمالية، وقال إن هناك "إمكانات" للروابط العسكرية، إذ ناقش الزعيمان تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ما يضمن حصول موسكو على الأسلحة من بيونج يانج، التي ستحصل في المقابل على تكنولوجيا إطلاق الصواريخ.

وتصافح بوتين وكيم في قاعدة فوستوتشني الفضائية في منطقة أمور الروسية؛ واستقل الزعيم الكوري الشمالي سيارة بوتين الروسية الصنع من طراز أوروس؛ ورفع كيم نخبًا لنظيره الروسي، واعدًا بأن روسيا ستعاقب "قوى الشر"، في إشارة إلى أنه يؤيد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفق ما ذكرته شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية.

وبالرغم من أن الجانبين لم يعقدا مؤتمرًا صحفيًا، ولم يصدرا أي بيان، ولم يتم الإعلان عن أي صفقات علنًا، فإن الرئيس الروسي أوضح أن المباحثات مع نظيره الكوري الشمالي تركز على تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين، وأعلن بوتين استعداد موسكو لمساعدة بيونج يانج في بناء أقمار صناعية، قائلًا: "شاهدنا معًا كيف تتطور قاعدة فوستوتشني الفضائية".

الغرب ينتصر

أثار تبادل "كيم وبوتين" البنادق في قمة المطار الفضائي، الأربعاء الماضي، المزيد من التكهنات بأن صفقة تصدير أسلحة قد تكون على طاولة المفاوضات، على الرغم من التحذيرات الغربية. لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، صرّح في مؤتمر صحفي الجمعة الماضي، بأنه لم يتم التوقيع على أي اتفاق خلال رحلة "كيم"، و"لا يوجد خطة للتوقيع على أي شيء".

فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، إن بلاده لن تنتهك أي اتفاقيات تتعلق بكوريا، بعد اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، بحسب وكالة "رويترز".

واعتبرت الولايات المتحدة أن التعاون بين موسكو وبيونج يانج في المجال العسكري أو الأقمار الاصطناعية "مثير للقلق"، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي: "نحن بالطبع قلقون من أي تعاون دفاعي ناشئ بين كوريا الشمالية وروسيا".

كما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن التعاون بين الطرفين في مجال الأقمار الاصطناعية مثير للقلق، وقد يكون انتهاكًا لقرارات مختلفة صادرة عن مجلس الأمن الدولي. وقال: "نشعر حتمًا بالقلق من العلاقات العسكرية بين كوريا الشمالية وروسيا"، محذرًا كوريا الشمالية، من أنها "ستدفع الثمن" إذا قدمت مساعدات عسكرية لروسيا.

وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن صفقة الأسلحة مع روسيا من شأنها أن تؤدي إلى إحداث ثغرة في عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، وقد تؤدي زيادة القدرات العسكرية بفضل مساعدة موسكو إلى تشجيع كيم على التمادي، ما يعرض الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية للخطر.