في إطار من التشويق والغموض، حقق المخرج اللبناني إيلي حبيب نجاحًا كبيرًا بمسلسله "كسرة قلب"، الذي دارت أحداثه حول جريمة قتل مأساوية تتسبب في فضح تفاصيل الحياة الخاصة بمجموعة من الأصدقاء وتكشف عن العلاقات السطحية والخيانة والمؤامرات غير المُعلنة.
يؤكد إيلي حبيب لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن السبب الرئيسي وراء تحمسه لتقديم مسلسل "كسرة قلب"، يرجع لطبيعته المختلفة ويقول عن ذلك: "هذه النوعية من القصص تجعلني شغوفًا ومتحمسًا للغاية لمعرفة سبب الجريمة ومن ارتكبها وأحب هذه القصص بتشويقها وإثارتها وعلى الرغم من أن أعمالي السابقة كانت تقع في إطار الكوميدي، لكنني شغوف بهذا النوع وسعدت للغاية حينما عُرض عليّ".
ويضيف: "لم أواجه صعوبات أو تحديات بمعنى الكلمة في هذه النوعية من المسلسلات، ولكن التحدي الكبير بالنسبة لي ظهر في النص بحد ذاته، خاصة أنه مميز، ولا يوجد به ثغرة، فحرصت على تقديمه بشكل يليق بعقلية المُشاهد العربي، خاصةً أن المشاهد الآن أصبح لديه ذكاء كبير في مشاهدة الأعمال الفنية وتقييمها، لذلك تمنيت تقديم شيء لا يستخف بعقليته ويكون على مستوى الأعمال الأجنبية".
وعن أصعب المشاهد التي واجهته في مسلسل "كسرة قلب"، أشار إلى أن مشهدي النهاية والبداية كانا الأصعب بالنسبة له، ويقول: "مشهد الجريمة في بداية المسلسل ونهايته هو أصعب شيء لأن تصويره تم مرتين وكل مشهد له رؤيته الخاصة".
جذب المشاهد
وعن السبب وراء انتشار نوعية المسلسلات الخاصة بالجرائم وخاصة القتل، أشار مخرج "كسرة قلب"، إلى أنها موضع جذب للمشاهد، وقال: "هذا النوع يجعل المشاهد في محل المحقق، وبالتالي يجذبه لأن المشاهد بطبيعته يفضل كشف القاتل والحقيقة قبل المحقق، وهذا الشيء كان محفزًا لانتشاره".
ويضيف: "تدور أحداث المسلسل في 6 حلقات فقط، وهي نوعية المسلسلات التي أحبها وأشجعها لأنها قريبة إلى السينما بشكل كبير للغاية وتستهدفني وتجعل صنّاع العمل من وجهة نظري يبدعون في تقديم العمل الفني".
الدراما المشتركة
يجمع مسلسل "كسرة قلب"، العديد من الجنسيات المختلفة ما بين اللبناني والسعودي والسوري، وحول ذلك يقول: "اختيار الممثلين جاء عن طريق الأنسب، فنحن في بداية الأمر نركز على أن يكون الممثل قريبًا في الشكل من الشخصية، بجانب قدرته التمثيلية على تقديمها، ولكن عامل الشكل مهم للغاية حتى يكون الممثل ملائمًا للدور".
ويضيف: "اختلاف الجنسيات في عمل واحد أيضًا ترجع إلى الإنتاجية التسويقية، وأرى أن الدراما المشتركة بشكل عام جيدة للغاية إذا لم يكن بها سقطات، فإذا كان الممثل مناسبًا للدور فلا توجد أي مشكلة من وجود جنسيات مختلفة في عمل واحد، ولكن إذا كانت على حساب جودة العمل فلا جدوى منها".
يؤكد المخرج إيلي حبيب أن النص يعد أهم شيء في العمل الفني وعلى أساسه يقبل تقديمه، قائلًا: "النص المتميز هو الذي يجعلني أقبل العمل، فإذا كان النص ضعيفًا لا أقبله مهما كان العمل، وخلال الفترة المقبلة، أتمنى تقديم أعمال فنية عن الواقع في لبنان وما وصل له اليوم، من خلال قصة إنسانية لهذا الوضع".