الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اختلاف سياسات الهجرة يهدد بتفكك الاتحاد الأوروبي

  • مشاركة :
post-title
مجموعة مهاجرين في طريقهم إلى بريطانيا من شواطئ فرنسا - يونيو 2023

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تعد الهجرة تحديًا كبيرًا لوحدة الاتحاد الأوروبي، بحسب تصريحات الدبلوماسي الرفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي أشار إلى أن اختلافات ثقافية عميقة بين دول الاتحاد حول قضية الهجرة، وعدم التوصل إلى سياسة مشتركة حولها منذ عقود، تهدد بتفككه، بحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى آثار حرب أوكرانيا على قضية الهجرة والتحديات التي وضعتها أمام الاتحاد الأوروبي، في ظل التغيرات الجيوسياسية العالمية الجارية، إذ اعتبر أن الهجرة تشكل أكبر تهديد لوحدة الاتحاد الذي يضم 27 دولة.

الهجرة تهدد وحدة الاتحاد الأوروبي

ولفت "بوريل" إلى أنه لا تزال هناك اختلافات ثقافية عميقة بين بعض الدول الأوروبية حول قبول المهاجرين، فبعضها تتبع النهج الياباني الذي يرفض بشدة الهجرة ويؤمن بـ"النقاء العرقي"، في حين تقبلها أخرى.

وبينت "ذا جارديان" أنه رغم حاجة الاتحاد الأوروبي الماسة للمهاجرين، بسبب تناقص أعداد السكان، لم يتمكن حتى الآن من إقرار سياسة مشتركة حول الهجرة؛ بسبب هذه الاختلافات.

تأثير حرب أوكرانيا على الهجرة

فيما نفى بوريل أن تكون الحرب الروسية الأوكرانية هي السبب الرئيسي في تفاقم أزمة الهجرة حاليًا، إذ أشار إلى أن أسباب الزيادة في ضغط الهجرة أساسًا تعود إلى الحروب في عدة مناطق أخرى والاضطرابات في منطقة الساحل الإفريقي، والتي قال إن التحركات السياسية المتكررة فيها زادت من عدد اللاجئين.

وعلى الرغم من ذلك، فإن حرب أوكرانيا ستسهم في زيادة ضغوطات الهجرة على المدى الطويل؛ بسبب تدمير البنى التحتية وتأثيراتها الاقتصادية على أوكرانيا والدول المجاورة، بحسب ما أشارت الصحيفة.

تحديات النظام الدولي الجديد

أكد بوريل أن حرب أوكرانيا ستكون واحدة من ثلاثة عوامل رئيسية تُشكل النظام الجيوسياسي العالمي الجديد، إلى جانب المنافسة بين الولايات المتحدة والصين وصعود قوة الدول النامية.

وتنبأ بأنه بحلول العشرين عامًا المقبلة، ستكون الصين والهند والولايات المتحدة هي الاقتصادات الثلاثة أكبر في العالم، بينما سيكون اقتصاد الاتحاد الأوروبي أصغر حجمًا، مما يُشكل تحديًا استراتيجيًا للاتحاد الأوروبي للحفاظ على نفوذه السياسي والتكنولوجي في ظل هذا التحول.

مواجهة التحديات

في مواجهة هذه التحديات، أكد بوريل ضرورة تعزيز الوحدة والتعاون الأوروبي، إذ إن ضعف الوحدة الأوروبية سيزيد من قابلية الاتحاد للتأثر بالضغوط الخارجية.

ودعا الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، إلى تسريع اتخاذ القرارات المتعلقة بتزويد أوكرانيا بالأسلحة والدعم، لأن التباطؤ في ذلك قد يؤدي إلى خسائر بشرية أكثر، ورغم التحديات التي واجهت الهجمات الأوكرانية المضادة، مثل الألغام والتحصينات الروسية الطويلة، إلا أن بوريل اعتبر أن حكومة كييف قد حققت إنجازات مهمة.

كما دعا إلى زيادة إنفاق الدول الأوروبية على الدفاع، مُشددًا على أن الاتحاد الأوروبي بحاجة ماسة إلى زيادة قدراته العسكرية والدفاعية؛ لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.

وعلى الصعيد الدولي، أكد بوريل ضرورة تعزيز التعاون مع دول الجنوب العالمي وتفادي تحالف روسيا والصين مع بعض تلك الدول، مع الالتزام بالقانون الدولي واحترام حقوق الإنسان.