الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب أزمة مهاجري لامبيدوزا الإيطالية.. اليمين المتطرف يفتح النار على ماكرون

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تعاني منطقة لامبيدوزا في جزيرة صقلية الإيطالية من أزمة هجرة خانقة تهدد استقرار المنطقة وتثير القلق والانزعاج بين السكان المحليين، إذ تعاني السلطات الإيطالية من صعوبة في التعامل مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى الجزيرة، وتزداد الضغوط على الاتحاد الأوروبي للتعاون في إدارة هذه الأزمة. وفي هذا السياق، يشن اليمين المتطرف هجومًا على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متهمًا إياه بالتقاعس وعدم المساهمة في حل الأزمة.

أزمة لامبيدوزا

تشهد منطقة لامبيدوزا أزمة هجرة خانقة، إذ يصل يوميًا المئات من المهاجرين غير الشرعيين إلى الجزيرة بحثًا عن حياة أفضل، في تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، إذ أظهر الوضع الفريد الذي أحدثه وصول نحو 11.000 شخص من شمال إفريقيا إلى هذه الجزيرة في جنوب إيطاليا التي يسكنها نحو 7.000 نسمة فقط، غياب إطار سياسي، في حين تتصاعد تدفقات الهجرة نحو أوروبا. زادت عمليات المغادرة من دور شمال إفريقيا بنسبة 260٪ في عام 2023 مقارنة بالفترة من يناير إلى أغسطس 2022، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوضعية في لامبيدوزا تظهر أن "النهج القومي الصارم له حدوده"، حسبما قال إيمانويل ماكرون يوم الجمعة. وهذا يشير إلى وعود رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، التي زعمت أنها ستمنع عبور المهاجرين الجدد. يجب أن تكون الاستجابة للأزمة الهجرية أوروبية فقط، وفقًا لباريس.

ضغوط الاتحاد الأوروبي

تتصاعد الضغوط على الاتحاد الأوروبي للتعاون في إدارة أزمة الهجرة في لامبيدوزا. تطالب الحكومة الإيطالية بتبني سياسة مشتركة لإدارة الهجرة وتوزيع المهاجرين على دول الاتحاد بشكل عادل، بدلاً من ترك العبء على إيطاليا وحدها. وفي هذا السياق، تزداد شعبية أحزاب اليمين المتطرف في إيطاليا، مثل حزب "أخوية إيطاليا" الذي تزعمه جورجيا ميلوني.

هجوم اليمين المتطرف

وأوضحت "لوموند" أن اليمين المتطرف استغل هذا الوضع ليشن هجومًا على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متهمًا إياه بالتقاعس وعدم المساهمة في حل أزمة الهجرة في لامبيدوسا.

أتاحت هذه الحلقة الجديدة في أزمة الهجرة الفرصة لليمين المتطرف واليمين الفرنسي للتنديد، مرة أخرى، بـ"العمر" الذي يهدد فرنسا و"العجز" لإيمانويل ماكرون والاتحاد الأوروبي في إدارة تدفقات الهجرة.

فقد هاجمت مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الحكومة الفرنسية بتهمة "العجز والتراخي" أمام ظاهرة "استيطان المهاجرين"، مطالبة ماكرون باتخاذ موقف أشد صرامة.

كما انتقد إريك سيوتي رئيس حزب الجمهوريون الفرنسي ما وصفه بـ"غزو المهاجرين" الذي يهدد فرنسا، مطالبًا الرئيس بوقف "موجة الهجرة غير المشروعة" بشكل نهائي.

من جهته، طالب جوردان بارديلا - قائد قائمة التجمع الوطني للانتخابات الأوروبية المقبلة- ماكرون بـ"الالتزام الرسمي بعدم قبول أي مهاجر آخر قادم من لامبيدوزا"، مهددًا بأن أي تراخٍ سيعني "عجزًا أو صرامة".

كما يتبنى حزب "أخوية إيطاليا"، اليميني المتطرف، المنادي بسياسة صارمة ضد الهجرة غير الشرعية، الحرب على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ظل هذه الأزمة المتصاعدة، إذ يمطره بوابل من الانتقادات، ويتهمه بالتقاعس وعدم المساهمة في حل أزمة الهجرة، مطالبًا فرنسا بتحمل مسؤولياتها والمساهمة في حل الأزمة.

رد ماكرون

وردًا على هذه الانتقادات، أكد ماكرون على أهمية "التضامن الأوروبي" مع إيطاليا، معتبرًا أن المقاربات القائمة على الانعزالية الوطنية "لا تستطيع حل هذه الأزمة". كما أكد على ضرورة تبني حلول تشاركية تتضمن جميع الدول الأوروبية بدلًا من إلقاء العبء على إيطاليا وحدها.

وعلى الرغم من التوترات السابقة مع روما، لا يريد الرئيس الفرنسي أن يترك إيطاليا وحدها في ما تعيشه اليوم. خلال زيارة إلى كوت دور، دافع عن "واجب التضامن الأوروبي" مع إيطاليا، في حين قامت ألمانيا بتعليق استقبال طوعي لطالبي اللجوء من هذا البلد بسبب "الضغط الهجري القوي" ورفض روما تنفيذ الاتفاقات الأوروبية.

دعوة إيطالية

تدعو الحكومة الإيطالية بقيادة جورجيا ميلوني دول الاتحاد الأوروبي للتعاون والمساعدة في مواجهة أزمة الهجرة. تطالب بتبني سياسة مشتركة لإدارة الهجرة وتوزيع المهاجرين على دول الاتحاد بصورة عادلة، بدلاً من ترك العبء على إيطاليا وحدها. ومن المتوقع أن يتم مناقشة موضوع الهجرة وأزمة لامبيدوزا في الاجتماع المقبل لمجلس الاتحاد الأوروبي المقرر عقده في بروكسل أكتوبر المقبل.