تسعى العديد من الدول، التي رأى فيها المهاجرون غير الشرعيين ملاذًا أخيرًا لنيل فرصتهم الأخيرة للبقاء بعيدًا عن الحروب والصراعات التي تعاني منها أوطانهم، وتواجه تلك الدول هذه الظاهرة التي دائمًا ما تسفر عن فقدان العديد من هؤلاء المهاجرين أرواحهم.
وبينما لا تزال تشهد العديد من البلدان خلال السنوات الأخيرة تدفق أعداد هائلة نحو سواحل أوروبا، الذين يفقد الكثير منهم أرواحهم خلال محاولة هروبهم لبلد آخر، فضلًا عن اللحظات العصيبة التي يعيشها الناجون منهم، تصدر العديد من الدول بعض القرارات التي من شأنها مقاومة هذه الظاهرة.
إسطنبول تعلق إصدار تصاريح إقامة جديدة
وفي إطار جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية ومواجهة التزايد الملحوظ لعدد الأجانب في مدينة إسطنبول التركية، أعلنت سلطات المدينة، اليوم السبت، تعليق إصدار تصاريح إقامة جديدة للأجانب في المدينة.
ويأتي هذا القرار بعد أن تم تعليق إصدار تصاريح إقامة للأجانب في 10 مناطق في إسطنبول سابقًا، وتم تمديد التعليق ليشمل جميع مناطق المدينة الـ39.
وتم تحديد حالات استثنائية يمكن فيها إصدار تصاريح إقامة جديدة للأجانب في إسطنبول، وتشمل الإقامة لأسباب صحية أو تعليمية أو تجارية دولية، كذلك حالات اللجوء التي تشكل خطرًا على حياة الأفراد، وفقًا لموقع "Halk TV" التركي.
وتعتبر إسطنبول من أبرز الولايات التركية التي تستضيف عددًا كبيرًا من الأجانب والمهاجرين، حيث يقيم في المدينة أكثر من 1.2 مليون أجنبي، منهم 535.025 مهاجرًا سوريًا، وفقًا للإحصاءات الرسمية.
شولتس: ألمانيا بصدد تقليص الهجرة غير النظامية
من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الجمعة، إن ألمانيا ستواصل اتخاذ خطوات للحد من الهجرة غير الشرعية، لكنها لا تزال بحاجة إلى جذب المزيد من العمال المهرة عبر نظام الهجرة الشرعية، وذكر شولتس في مؤتمر صحفي في برلين أن التغيرات في سياسة الهجرة يجب أن تضع في اعتبارها متطلبات الاقتصاد الألماني.
البرلمان الألماني يقر مشروع قانون الهجرة الجديد
وأقر البرلمان الألماني أخيرًا مشروع قانون الهجرة الجديد، الذي يهدف لتشجيع العمال المهرة من خارج دول الاتحاد الأوروبي على القدوم إلى ألمانيا، فضلاً عن إتاحة الفرص لطالبي اللجوء الموجودين بالفعل في البلاد.
ويتضمن القانون نظامًا جديدًا يسمى "بطاقة الفرصة القائمة على نظام النقاط"، التي تتعلق بمعايير ذات صلة بالمهارات اللغوية والخبرة المهنية والعمر والصلة بألمانيا. وفي المستقبل سيُسمح للمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات القدوم للعمل في ألمانيا من دون شهادة جامعية، بشرط أن يتمكنوا من إثبات مؤهلات معينة.
فرنسا تقرر تقليص عدد التأشيرات
وفي عام 2012 كان صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن قرار بلاده تقليص عدد التأشيرات الممنوحة لمواطني شمال إفريقيا قابل للمراجعة، إذ قررت البلاد في 28 سبتمبر، تقليل عدد تأشيرات الدخول للتونسيين بمقدار الثلث، وبتقليص العدد للنصف لمواطني الجزائر والمغرب.
وشملت ردود الفعل الغاضبة في شمال إفريقيا على القرار الفرنسي، استدعاء الجزائر، سفير فرنسا لديها فرنسوا جوييت وتسليمه احتجاجًا رسميًا من الجزائر. ووصفت الخارجية الجزائرية القرار الفرنسي بأنه فعل مؤسف تسبب في لبس وغموض فيما يتعلق بدوافعه ونطاقه.
فيما دافعت فرنسا عن موقفها قائلة إن قرارها بتقليص عدد التأشيرات الممنوحة لمواطني دول شمال إفريقيا كان ضروريًا بسبب عدم قيام الدول الثلاث بما يكفي للسماح للمهاجرين غير الشرعيين بالعودة.
غرق قارب المهاجرين باليونان
وتعد حادثة غرق قارب مهاجرين قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز في جنوب غرب اليونان يونيو الماضي، من بين أبرز الحوادث التي وقعت في الفترة الماضية والتي تعكس مأساة المهاجرين غير الشرعيين.
وانقلبت السفينة التي كانت تحمل مئات المهاجرين في المياه الدولية على بعد 47 ميلًا بحريا جنوب غرب مدينة نافارين اليونانية (بيلوس) وكانت في طريقها من طبرق في شرق ليبيا إلى إيطاليا ما أسفر عن وفاة 79 شخصًا على الأقل، ما أثار حفيظة مئات المواطنين اليونانيين، وتحول غضبهم إلى مظاهرات عارمة انتشرت في البلاد.