عانى الجيش الإسرائيلي لسنوات، من سرقات المعدات العسكرية من قواعده، سواء من قبل الجنود الذين سرقوا الرصاص والصواريخ وسيارات "الجيب" العسكرية، أو من قبل مهربي الأسلحة، لكن في ظل توالي العمليات الفلسطينية في مواجهة التصعيد والعنف الإسرائيلي، تخشى المؤسسة الأمنية أن تجد تلك المعدات والأسلحة طريقها إلى الفلسطينيين.
سرقة دبابة من الجيش الإسرائيلي
وسط حراسة مشددة، سُرقت دبابة من قاعدة تدريب تابعة لجش الاحتلال الإسرائيلي، بالقرب من تقاطع "إلياكيم" شمال البلاد، وعثر عليها في ساحة خردة بالقرب من مدينة حيفا، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وبالتعاون مع الشرطة، يحقق الجيش الإسرائيلي في ملابسات الحادث، فيما تم اعتقال اثنين من المشتبه بهم، حسبما أعلن ممثل من قبل وزارة الأمن الإسرائيلية.
وكشفت التحقيقات الأولية أن هيكل الدبابة من طراز «ميركافا 2»، خرجت من الخدمة قبل سنوات طويلة، ولا تحتوي على وسائل قتالية، وأجهزتُها غير فعالة، وكانت موضوعة بمنطقة إطلاق نار مفتوحة للمتنزهين، واستُخدمت بوصفها مركبة ثابتة لتدريب الجنود.
موجة متصاعدة للعنف والجريمة
ولا يزال جيش الاحتلال يجهل الدوافع الحالية لسرقة الدبابة وإرسالها إلى ساحة الخردة.
وتأتي عملية السرقة تلك، وسط موجة متصاعدة من الجريمة والعنف في إسرائيل، -والتي تغذي معظمها الأسلحة سُرقت من الجيش الإسرائيلي- وتحريض وزراء في الحكومة الإسرائيلية للتسلح ضد الفلسطينيين.
وجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها سرقة دبابة، ففي وقت سابق من هذا العام، سرق المتظاهرون المناهضون لـ"التعديلات القضائية مدرعة شاركت بحرب "الغفران" وكانت موجودة بموقع في الجولان.
وفي غضون ذلك، أُخذت هذه الدبابة بدون إذن في إطار احتجاجات المقاتلين الإسرائيليين الذين شاركوا في حرب الغفران 1973 ضد الإصلاحات القضائية، حيث وضعت عليها وثيقة الاستقلال.
و"حرب الغفران" هي انتصارات أكتوبر التي حققتها القوات المسلحة المصرية عام 1973، بالقرب من موعد أقدس أعياد اليهود.
مساعدات داخلية مقابل الرشوة
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، كان من المفترض أن ترافق هذه الدبابة قافلة احتجاجية، لكن الشرطة أوقفتها من قِبل قادة الاحتجاج.
وخلال الفترة الأخيرة، شاعت عمليات سرقة المعدات العسكرية من قواعد الجيش الإسرائيلي، بحسب تقارير إسرائيلية.
ففي يونيو 2023، تم اختفاء 26,000 رصاصة، معظمها طلقات عيار 5.56 ملم مفقودة من مخبأ للذخيرة في قاعدة تدريب "تسيليم"، وسط شواهد على أن المتورطين في السرقة تلقوا مساعدات من الداخل في مقابل الرشوة.
وفي ديسمبر2022، ألقي القبض على ثمانية بدو مشتبه بهم بسبب سرقة 30 ألف رصاصة من قاعدة للجيش في الجنوب.