الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

4 شهداء و30 جريحا في عدوان جديد.. جنين هدف ثابت لاقتحامات الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
قوات الاحتلال تقتحم مخيم جنين

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، مساء الثلاثاء، إلى 4 شهداء فلسطينيين و30 جريحًا، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".

وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم جنين وحاصرت منزلين، وقصفتهما بعدة صواريخ، ومنعت مركبات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول للمصابين.

وشهدت مدينة جنين ومخيمها مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، كما استهدفت قوات الاحتلال بطائراتها المسيّرة برجًا للكهرباء وسط المخيم، ما أدى إلى فصل التيار الكهربائي عن المخيم وأجزاء من مدينة جنين.

ونقلت "وفا" عن وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب عطا ياسر عطا موسى -29 عامًا- من قرية مركة جنوب جنين، مُتأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، لترتفع حصيلة العدوان على مخيم جنين إلى 4 شهداء.

وكانت الوزارة أعلنت الليلة الماضية، استشهاد محمود علي نافع السعدي -23 عامًا-، ومحمود خالد عرعراوي -24 عامًا-، ورأفت عمر خمايسة -22 عامًا-، إضافة إلى إصابة 30 آخرين بجروج مختلفة بينهم حالات حرجة جرّاء العدوان على مخيم جنين.

ونعت حركة "فتح"، الشهداء الذين ارتقوا برصاص الاحتلال على أرض جنين ومخيمها، كما أعلنت الإضراب الشامل في مدينة جنين ومخيمها، اليوم الأربعاء، حدادًا على أرواح الشهداء ورفضًا للعدوان الإسرائيلي.

136 شهيدًا في 3 سنوات

وبارتقاء 4 شهداء في العملية الأخيرة، يرتفع عدد شهداء جنين بالأعوام الثلاثة الماضية إلى أكثر من 136 شهيدًا، أكثر من نصفهم من مخيم المدينة. فيما تشير إحصائية من مخيم جنين إلى أن عدد شهدائه منذ 1967 بلغ 204.

عملية "حديقة ومنزل"

وكثف جيش الاحتلال من اقتحاماته لجنين خلال الشهور الماضية، وبلغ الأمر ذروته في عملية أطلق عليها "حديقة ومنزل" في مطلع يوليو الماضي، هي الأكبر لجيش الاحتلال في المخيم منذ 20 عامًا.

وأسفرت العملية وقتها عن استشهاد 12 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 100 آخرين، واعتقلت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 120 شخصًا من مدينة جنين، إذ تعمدت ثقب العديد من المنازل، لتسهيل مهامها في التنقل داخلها وتفتيشها واعتقال سكانها.

ودمر الاحتلال كل البُنى التحتية في مخيم جنين، وهجر 3 آلاف فلسطيني خارج منازلهم، وفق ما قال أكرم الرجوب، محافظ جنين، آنذاك.

وكانت العملية تهدف، حسب التصريحات الإسرائيلية، إلى إلقاء القبض على مطلوبين متورطين في تنفيذ هجمات على المستوطنين.

مجزرة 2002

المجرزة التي ارتكبها الاحتلال في جنين، يوليو الماضي، أعادت إلى الأذهان ذكريات اجتياح المدينة ومخيمها، أبريل 2002، حين ارتكبت قوات الاحتلال أكبر المجازر منذ نكسة 1967، واستشهد فيها أكثر من 52 مواطنًا.

في 2002، جرى تدمير 10% من المخيم تدميرًا كاملًا، إذ سوّيَ أكثر من 100 مبنى بالأرض، وتضرر نحو 100 مبنى تضررًا جزئيًا، وشردت على إثر ذلك 800 أسرة، يُقدر عدد أفرادها بأكثر من 4 آلاف شخص، واستخدم جيش الاحتلال، آنذاك، أبناء المخيم كدروع بشرية، واعتقل العشرات بعد التنكيل بهم.

كتيبة جنين

وعاد مخيم جنين إلى الواجهة مرة أخرى مع ظهور تشكيل جديد في 2021، بعد سنوات من الهدوء حمل اسم "كتيبة جنين"، إضافة إلى عناصر لا تنتمي لأي تنظيمات سياسية.

لا يعرف العدد الحقيقي لأفراد "كتيبة جنين"، وإن كان يظهر العشرات منهم خلال العروض العسكرية أو في أثناء المشاركة في تشييع جثمانين مقاتلين سقطوا خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

ويستخدم أفراد "كتيبة جنين" خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية قنابل بدائية محلية الصنع.

ولا يقتصر أفراد "كتيبة جنين" على أبناء المخيم، فهناك عناصر من مدينة جنين والقرى المجاورة ينضمون إلى هذه المجموعة ويشاركون معهم في القتال ضد قوات الاحتلال خلال الاقتحامات المتكررة.

حقائق عن جنين ومخيمها

وجنين أكبر مدن محافظة جنين، تقع في شمال الضفة الغربية المحتلة. وتبعد عن القدس مسافة 75 كيلومترًا إلى الشمال، وتطل جنين على غور الأردن من ناحية الشرق، وتقع المدينة على السفح الشمالي لجبال نابلس على الجانب المطل على مرج بن عامر.

تأسس المخيم عام 1953 ضمن حدود بلدية جنين، وينحدر أغلب سكانه من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، التي هجر سكانها خلال نكبة عام 1948.

وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء 372 دونمًا، اتسعت إلى نحو 473 دونمًا، وبلغ عدد سكانه عام 1967 نحو 5019 نسمة؛ وفي عام 2007 وصل 10.371 نسمة.

وحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد سكان المخيم في منتصف 2023 نحو 11674 لاجئًا.

ويقطن مدينة جنين 40 ألف نسمة، وتعد أكبر مدن المثلث الواقع بين جنين ونابلس وطولكرم، ويستهدف الاحتلال جنين بالغارات المتكررة، لاعتبارها حاضنة للمقاومة الفلسطينية، ورأس الحربة لما يُسمى بـ"مثلث الرعب" في الضفة الغربية.