انطلقت مصر نحو آفاقٍ واسعة في مجال إنتاج الطاقة على مدى السنوات العشر الأخيرة، مستندةً إلى المشروعات الكبرى والقدرات الطبيعية المتوافرة، لتصبح لاعبًا رئيسيًا على المستوى الإقليمي والدولي في مجال إنتاج الطاقة النظيفة بمختلف مصادرها.
ونفذّت مصر العديد من مشروعات الطاقة النظيفة، وضعتها في مكانة إقليمية ودولية متقدمة في هذا الصدد، تنوعت بين الطاقة الشمسية والرياح.
أنظمة التسخين الشمسي
يعتبر استغلال الطاقة الشمسية في تسخين المياه من التطبيقات الشائعة عالميًا، وذلك بغرض الحد من استهلاك الكهرباء وتوفير الوقود.
وتبلغ إجمالي مساحات السخانات الشمسية في مصر أكثر من 3900 ألف متر مربع، ويقدر عدد الشركات المصرية العاملة في مجال تصنيع واستيراد وتوزيع وتركيب سخانات المياه الشمسية بأكثر من 20 شركة.
مجمع بنبان
بلغ حجم الاستثمارات في المشروع نحو 2.2 مليار دولار، بقدرة 1465 ميجاوات، بحسب بيانات وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية.
وشارك في أعمالها 32 شركة وتحالفًا، وبدأ التشغيل التجاري للمحطة في أبريل 2018.
محطة كوم أمبو
تمثل محطة الخلايا الفوتوفلطية بمنطقة كوم أمبو بمحافظة أسوان (جنوبي البلاد)، أحد ثمار التعاون بين مصر والوكالة الفرنسية للتنمية.
وبدأ تشغيل المحطة -تبلغ قدرتها الإنتاجية 26 ميجاوات- في فبراير 2020، بحسب بيانات حكومية مصرية.
مشروعات تحت الإنشاء
وتجري في الوقت الحالي أعمال إنشاء محطات متنوعة القدرة الإنتاجية، تتخطى 1170 ميجاوات.
وتتعاون مصر مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، في عدة مشروعات بقدرة 120 ميجاوات، أبرزها محطة خلايا فوتوفولطية بمدينة الغردقة (على ساحل البحر الأحمر) بقدرة 20 ميجاوات.
كما تتضمن المشروعات الجاري تنفيذها، محطة خلايا فوتوفولطية بالزعفرانة بقدرة 50 ميجاوات، ومحطة أخرى بكوم أمبو بالتعاون مع الصندوق العربي للتنمية بقدرة 50 ميجاوات.
وتشمل مشروعات القطاع الخاص الجاري إنشاؤها، مشروع محطة خلايا فوتو فولطية في كوم أمبو بقدرة 200 ميجاوات، بنظام البناء والتملك والتشغيل BOO مع شركة أكواباور، ومشروع محطة خلايا فوتوفولطية بقدرة 200 مع شركة النويس.
كما تتضمن مشروع محطة خلايا فوتوفولطية بغرب النيل بقدرة 200 ميجاوات بنظام المزايدات التناقصية، بالإضافة إلى مشروع محطة شمسية حرارية بغرب النيل بقدرة 100 ميجاوات، بنظام البناء والتملك والتشغيل.
طاقة الرياح
شرعت مصر في تنفيذ العديد من المشروعات التي تستهدف إنتاج الطاقة من الرياح، استغلالًا للإمكانات الطبيعية التي تمتلكها.
مزرعة جبل الزيت
شهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي افتتاح محطة جبل الزيت في يوليو 2018، لتضيف نحو 1% من إجمالي القدرة الإنتاجية من طاقة الرياح في مصر، ما يؤدي إلى الحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 49400 طن مقارنة بمحطات توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري ذات القدرة الإنتاجية المماثلة، بحسب وكالة التعاون الدولي اليابانية.
تضم مزرعة جبل الزيت 3 محطات، تبلغ قدرة الأولى 240 ميجاوات، وتم تنفيذها بالتعاون مع بنك التعمير الألماني وبنك الاستثمار الأوروبي والمفوضية الأوروبية.
فيما تصل قدرة محطة "جبل الزيت 2" إلى 220 ميجاوات، ونُفذت بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، فيما تصل قدرة المحطة الثالثة لـ120 ميجاوات، وتم تنفيذها بتعاون بين الحكومتين المصرية والإسبانية.
وتحوي المزرعة 290 توربين رياح من طراز G80، بواقع 2 ميجاوات لكل توربين.
مشروعات تحت الإنشاء
وتشير بيانات وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية، إلى أن هناك مشروعات تحت الإنشاء في الوقت الحالي، بقدرات تصل إلى أكثر من 2400 ميجاوات.
ويجري في الوقت الحالي إنشاء محطة رياح بقدرة 250 ميجاوات بواسطة شركة "لاكيلا"، كما تخضع سلسلة من المشروعات الأخرى بنظام البناء والتملك والتشغيل BOO في منطقة خليج السويس (شرق القاهرة) لعمليات التطوير، بقدرة إنتاجية تتجاوز 1700 ميجاوات.
ونتيجة لذلك، استطاعت مصر تحقيق العديد من الأهداف، أبرزها سد الاحتياج المحلي، والبدء في تصدير جزء من إنتاجها، بما يحقق عائدًا ماديًا يعزز قدرات الاقتصاد.