الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مشروعات الربط الكهربائي.. مصر محور تبادل الطاقة بين إفريقيا وأوروبا

  • مشاركة :
post-title
الربط الكهربائي

القاهرة الإخبارية - Mahmoud Nabil

لم تقف خطوات مصر الواسعة في مجال الطاقة عند العمل على سد الاحتياج المحلي، ولكنها توسعت على المستوى الإقليمي عبر سلسلة من مشروعات الربط الكهربائي مع عددٍ من الدول، استنادًا لما تمتلكه من موقع مميز، يجعل منها محورًا رئيسيًا في نقل الطاقة بين قارتي إفريقيا وأوروبا.

وتضمن هذه الخطوات تحقيق العديد من المنافع الاقتصادية للدول المشاركة بالمشروعات وعلى رأسها مصر، لا سيما وأنها تمثل المحور الرئيسي لشبكات ربط الكهرباء في إفريقيا وأوروبا، ومن ثم تحقيق عوائد مادية كبيرة بالعملة الصعبة تعود بالنفع على الاقتصاد المصري.

الربط الكهربائي مع إفريقيا

تعتبر مصر المنفذ الوحيد لصادرات إفريقيا من الكهرباء إلى أوروبا، ويمثل مشروع الربط الكهربائي "المصري - السوداني" البداية الحقيقية لربط شبكات كهرباء مصر بدول إفريقيا ومنها بالشبكة الأوروبية.

وبدأت مصر تنفيذ أولى خطوات تحولها لمحور عالمي للطاقة، بإطلاق المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي مع السودان بقدرة 70 ميجاوات، على أن يصل إلى 3 آلاف ميجاوات تباعًا.

الأردن والعراق

وتناولت مباحثات ثنائية بين مصر والأردن، دراسة رفع سعة خط الربط الكهربائي بين البلدين، ليصل مستقبلًا إلى العراق.

ووُقِع أخيرًا اتفاق إطاري "لتعزيز قدرات الربط الكهربائي" بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية، ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية.

وركزت المناقشات المصرية الأردنية على الدراسة التي أجرتها مصر لرفع سعة الخط الحالي من 400 إلى نحو 3000 ميجاوات؛ لزيادة كفاءة الخط، ومن ثم تعزيز قدرة التصدير إلى العراق مستقبلًا.

الربط المصري السعودي

وقعت مصر والسعودية اتفاق تعاون في عام 2012، لإنشاء مشروع الربط الكهربائي، يكون محورًا أساسيًا في الربط الكهربائي العربي بشكل عام، من خلال إنشاء بنية أساسية لتجارة الكهرباء بين الدول العربية.

ويتضمن الاتفاق تشغيل المرحلة الأولى لخط الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية بداية عام 2021 لتبادل 3 آلاف ميجاوات، بما يٌمهد لإنشاء سوق مشتركة للكهرباء.

وتبلغ تكلفة المشروع 1.6 مليار دولار، يخص الجانب المصري منها 600 مليون دولار، ويساهم في التمويل كل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى الموارد الذاتية للشركة المصرية لنقل الكهرباء.

وبخلاف ذلك، تمتد إسهامات المشروع لاستخدامات التبادل التجاري للكهرباء خاصة في الشتاء، والذي سيتيح للسعودية تصدير الكهرباء الفائضة في منظومتها إلى مصر، كما سيتم تبادل 3 آلاف ميجا وات في أوقات الذروة بين البلدين التي تختلف بفارق 3 ساعات بين البلدين.

مصر واليونان وقبرص

ووقعت مصر اتفاق تعاون إطاري بشأن الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان عبر جزيرة كريت، لتبادل الطاقة الكهربائية على الجهد العالي ذي التيار المستمر 2000 ميجاوات و500 ± كيلو فولت.

مصر وإثيوبيا

يعد الربط الكهربائي بين مصر وإثيوبيا، جزءًا رئيسيًا من مشروع نقل الكهرباء بين إفريقيا وأوروبا، والذي تمثل مصر فيه محورًا عالميًا للطاقة.

ويتيح هذا المشروع الربط بين مصر وإثيوبيا ومنها لجميع دول قارة إفريقيا، ويحوّل مصر لنقطة مهمة لنقل الكهرباء لدول أوروبا وإفريقيا من خلال مشروعات الربط الكهربائي بحلول عام 2030.

سيجري تنفيذ المشروع عقب استكمال الربط مع السودان، إذ سيتم تنفيذه ضمن مشروع ربط شبكات دول حوض النيل الشرقي، استغلالًا لوجود ربط فعلي بين إثيوبيا والسودان.

ويسهم ربط شبكات دول حوض النيل في شبكة واحدة، في تلبية متطلبات شعوب هذه الدول من الكهرباء.

وبشكل عام، تعكس هذه الاتفاقات سياسة الحكومة المصرية، التي تهدف لترسيخ دور بلادها مركزًا إقليميًا للطاقة في منطقة شرق المتوسط، استنادًا إلى ما تملكه من إمكانيات في هذا الصدد، بما يعزز روابط الصلة مع بلدان المنطقة من خلال المشروعات الاقتصادية المختلفة، وخاصةً الربط الكهربائي.