الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عبر مالطا.. محادثات "أمريكية ـ صينية" لاستعادة الثقة المفقودة

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في وقت تتشابك فيه الصراعات الدولية والإقليمية بين الصين وأمريكا، التقى وزير الخارجية الصيني وانج يي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان في مالطا، عقب أشهر من اجتماعهما الأخير في فيينا. وجاء اجتماعهما في مالطا بعد زيارة العديد من المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى إلى بكين في الأشهر الأخيرة، وقبيل اجتماع "وانج" مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بعدما أكدت وسائل الإعلام الصينية أن وزير الخارجية سيطير إلى روسيا اليوم. حسبما ذكرت شبكة "سي إن بي سي".

فيما علق البيت الأبيض ووزارة الخارجية الصينية على الاجتماعات التي استمرت يومين في مالطا بأنها "صريحة وموضوعية وبناءة". وأشارت شبكة "جلوبال تايمز" الصينية، أن الاجتماع استمر لمدة 12 ساعة، ناقش خلالها الجانبان العديد من الموضوعات المهمة، منها تايوان وأوكرانيا.

الصين: لن يمنعنا أحد من التطور

اتفق وانج يي وجاك سوليفان على مواصلة تنفيذ التوافق المهم الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع الرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال قمة بالي، والحفاظ على التواصل على مستوى القادة بين الجانبين، وتحسين وتثبيت العلاقات بين بكين وواشنطن.

وقدم الجانبان مقدمة عن سياساتهما الداخلية والخارجية، إذ أكد وزير الخارجية الصيني، وانج يي، أن الصين تتمتع بمزايا نظام اقتصاد السوق الاشتراكي، ومزايا الطلب في سوق ضخمة، ومزايا التوريد في نظام صناعي متكامل، ومزايا الموهوبين في عدد كبير من العمال ورجال الأعمال ذوي المهارات العالية، وهذه هي ثقة وأساس تطور الصين. مشددًا، على أنه لا يستطيع أحد منع عملية تطور الصين، ولا يجوز حرمان شعب الصين من حقه المشروع في التطور.

ثلاثة مبادئ أساسية

وأشار وانج يي إلى أن الجانب الصيني ينظر دائمًا إلى تطور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وفقًا لثلاثة مبادئ أساسية، هي احترام بعضهما البعض، والعيش في سلام، والتعاون من أجل المنفعة المشتركة، التي اقترحها الرئيس شى جين بينج. كما رفض وانج تحديد جميع العلاقات بين بكين وواشنطن بالمنافسة. وأعرب وزير الخارجية الصيني، عن قلقه الشديد إزاء قمع التكنولوجيا من قبل الولايات المتحدة ضد الصين، وفرض عقوبات أحادية غير مبررة على المؤسسات والأفراد الصينيين، وطالب بإلغائه فورًا.

تايوان تستحوذ على القمة

وقد أمضى كلا الجانبين أطول وقت خلال الاجتماع لمناقشة مسألة تايوان، حيث شرح وانج موقف الجانب الصيني بشكل شامل، وأشار إلى أن الوضع الأساسي والجوهري لمسألة تايوان هو أن الجانبين من جزيرة تايوان ينتميان إلى الصين. مؤكدًا، أن جذور التوتر في مضيق تايوان هي أن نشاطات "الاستقلال عن تايوان" لحزب التقدم الديمقراطي تزداد حدة، وأن دعم بعض القوى الخارجية يصبح أكثر وضوحًا. مشيرًا إلى أن الاتجاه الصحيح لحل مسألة تايوان بشكل سلمي، هو دعم الوحدة السلمية للصين.

أرضية مشتركة

وذكرت الصحيفة الصينية، أن الجانبين اتفقا على أن بكين وواشنطن سيعقدان مشاورات حول شؤون آسيا والمحيط الهادئ، وشؤون المحيطات، وسياسة خارجية في المستقبل القريب، كما ناقش الجانبان إمكانية إجراء حوار في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعم وتسهيل التبادلات بين شعبي البلدين.

لسنا طرفًا

وفيما يتعلق بمسألة أوكرانيا، أكد وانج يي أن الصين ليست طرفًا في الصراع، وأنها ليست سبب الأزمة، وتسعى دائمًا إلى التهدئة والتفاوض، ولن تصب الزيت فوق النار، ولا ستستغل الموقف لصالحها.

قمة غير مؤكدة

وتأتي المحادثات الثنائية بين وزير الخارجية الصيني ومستشار الأمن القومي الأمريكي، قبيل اجتماع محتمل بين الرئيس الصيني، شي جين بينج والرئيس الأمريكي، جو بايدن، في اجتماع قادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في نوفمبر.

ويأتي ذلك بعد أن تغيب الرئيس الصيني عن حضور قمة العشرين في الهند في وقت سابق هذا الشهر، بسبب توتر العلاقات بين نيودلهي وبكين، حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي"، فيما أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أسفه الشديد لعدم حضور "شي" القمة، وقال، إنه يخطط للقاء "شي" في اجتماع قادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في نوفمبر، التي لم يتأكد حتى هذه اللحظة مشاركة "شي" في هذه القمة.