تسعى الصين إلى إعادة توحيد تايوان مع البر الرئيسي، التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، بينما تحظي تايوان بدعم عسكري من الولايات المتحدة، وترفض المطالبة بالاستقلال أو التخلي عن سيادتها، خاصة بعد المساعدات العسكرية الكبيرة التي منحتها واشنطن لتايبيه في الآونة الأخيرة، وتبلور هذا الدعم بشكل كبير، منذ انتخاب تساي إنج ون رئيسة لتايوان في عام 2016.
في هذا الإطار تحاول الصين الفترة الحالية استخدام حيل جديدة، للحصول على تأييد الشعب التايواني، عن طريق منحهم مميزات اقتصادية كبيرة في البر الرئيسي، من أجل إعادة التوحيد السلمي للوطن الأم.
الخطة الجديدة
نشرت الصين اقتراحات تهدف إلى تسهيل حياة ودراسة وعمل الشعب التايواني في الصين، وجعل مقاطعة فوجيان الساحلية منطقة نموذجية للتنمية المتكاملة. حسبما ذكرت صحيفة "ذا جارديان".
وتشمل الإجراءات تسهيل حصول التايوانيين على خدمات اجتماعية وزيادة قبول طلاب تايوان في المدارس والجامعات في فوجيان، وتعميق التعاون الصناعي. وعلقت وسائل الإعلام الرسمية الصينية على هذه الخطوة قائلة، إنها تهدف إلى "تعزيز التكامل عبر المضيق في جميع المجالات وتقدم عملية إعادة التوحيد السلمية للوطن".
المناورات العسكرية
في الوقت نفسه، أرسلت الصين أكبر عدد من السفن الحربية في السنوات الأخيرة إلى المياه شرق تايوان، فيما يبدو أنها تدريبات عسكرية كبيرة. بعد ما أرسل الجيش الصيني، الاثنين الماضي، مجموعة ضاربة بقيادة حاملة طائرات "شاندونج" جنوب شرق تايوان إلى المحيط الهادئ.
كما اكتشفت تايوان عشرات الطائرات الحربية الصينية تحلق بأنماط جديدة وبأوقات أطول فوق خط المنتصف لمضيق تايوان، وإلى جزر جنوبها مصحوبة بالمجموعة الضاربة.
وأشار بعض المحللين إلى أن هذه المناورات تشير إلى خيار بين "إعادة التوحيد" السلمية والعنف العسكري، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية في تايوان.
التداعيات
وتهدف خطة الصين الجديدة إلى جذب المزيد من التايوانيين إلى البر الرئيسي وزيادة التبادلات والتعاون بين الجانبين. ومع ذلك، قد تواجه مقاومة من قِبل الحكومة التايوانية والشعب، الذين يشعرون بالقلق من التدخل الصيني في شؤونهم الداخلية والتهديدات العسكرية. حسبما ذكرت صحيفة "بلومبرج".
كما قد تزيد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، التي أعلنت دعمها للدفاع عن تايوان في حالة هجوم عسكري صيني، لاسترداد تايوان بالقوة. وقد يؤثر ذلك على استقرار المنطقة والأمن الدولي.