تتصاعد الأزمة بين فرنسا والمجلس الانتقالي في النيجر، قبل ساعات من انتهاء المهلة التي أعطاها المجلس لسحب القوات الفرنسية من النيجر، والتي تنتهي اليوم الأحد، في وقت أعلنت فيه باريس رفض سحب قواتها أو سفيرها من البلاد، إذ أكد وزير الدفاع الفرنسي، سباستيان لوكورنو، أن باريس لن تخضع لمطالب المجلس، داعيًا لاستعادة النظام الدستوري.
وخرجت مظاهرات تطالب برحيل جميع القوات الفرنسية، بمشاركة أعضاء من المجلس الانتقالي الحاكم، ليظهروا تضامن المجلس مع الشعب النيجري، ومرت قرب قاعدة عسكرية تضم قوات فرنسية، وحملوا لافتات كُتب عليها: "أيها الجيش الفرنسي، ارحل عن بلادنا!".
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات التي تمت بدعوة من حركة "إم 62 "الائتلافية التي تضم منظمات المجتمع المدني المناهضة للوجود العسكري الفرنسي في النيجر، للحد الذي آثار مخاوف من اقتحام القاعدة الفرنسية.
وتنتهي اليوم الأحد، المهلة التي منحها المجلس الانتقالي، لفرنسا حتى تسحب قواتها، كما دخل الآلاف في اعتصام مفتوح أمام القاعدة الفرنسية في ضواحي العاصمة، ورفعوا أعلام النيجر وروسيا.
وأعلن المجلس الانتقالي في النيجر، إلغاء عدد من الاتفاقات العسكرية المبرمة مع فرنسا، في الثالث من أغسطس الماضي، كما تم سحب الحصانة الدبلوماسية والتأشيرة من السفير الفرنسي، سيلفان إيتيه، وطلبوا منه مغادرة البلاد.
تهديد فرنسي
وكانت فرنسا قد هددت في نهاية أغسطس الماضي، بالرد على أي تصعيد ضد وجودها العسكري والدبلوماسي في النيجر، وقالت هيئة الأركان الفرنسية، إنها مستعدة للرد على أي تصعيد قد يقوض نفوذها في النيجر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية هذا النفوذ.
أزمة السفير الفرنسي
في وقت سابق، أمر المجلس الانتقالي، الشرطة، بطرد السفير الفرنسي، وهو ما ردت عليه باريس بأن المجلس ليس لديه السلطة ولا الصلاحية لاتخاذ مثل هذا القرار.
وقال المجلس في 29 أغسطس الماضي، إن التأشيرات الخاصة بالسفير وعائلته أُلغيت وأن الشرطة تلقت تعليمات بطرده، وأمره المجلس الانتقالي، الجمعة الماضي، بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، ردًا على تصرفات حكومته، والتي يرى المجلس أنها تتعارض مع مصالح النيجر.
مقترح رئيس نيجيريا
قال رئيس نيجيريا بولا تينوبو، الجمعة، إن بلاده لن تتدخل في النيجر قبل استنفاد كل سبل الدبلوماسية، مؤكدًا أن أي إسقاط قسري لأي حكومة ديمقراطية غير مقبول على الإطلاق، وذلك خلال استقبال المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مؤكدًا أنه لم يتم التخلي عن أي بديل للتدخل العسكري في النيجر، وأنه لا أحد مهتم بالحرب، لما تحدثه من دمار في الدول، مضيفًا: "لكن إذا لم نلوح بالعصا الكبيرة، فسوف نعاني جميعًا من العواقب".
واقترح الرئيس النيجيري فترة انتقالية مدتها 9 أشهر لحل الأزمة في النيجر، أسوة بتجربة بلاده في التسعينيات قائلًا: نيجيريا، بقيادة الجنرال عبد السلام أبو بكر، وضعت برنامجًا انتقاليًا مدته 9 أشهر في عام 1998، وأثبت فعاليته للغاية، وقاد البلاد إلى حقبة جديدة من الحكم الديمقراطي، وأرى أن الأمر قابل للتطبيق في النيجر.
التدخل العسكري
ويتهم قادة المجلس الانتقالي في النيجر، فرنسا، بالضغط على إيكواس للتدخل العسكري في النيجر، لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه، واستعادة الشرعية.
وقال حسومي مسعودو، وزير خارجية الرئيس النيجري، الذي تمت الإطاحة به، إن "إيكواس"، تستعد للتدخل عسكريًا في النيجر، مُشيرًا في تصريحات لقناة LCI، إن الاستعدادات للتدخل العسكري تجري على قدمٍ وساقٍ، متسائلًا: "كيف يمكن للمجلس البقاء في السلطة؟".
ودافع "مسعودو" عن تدخل إيكواس قائلًا، إنه ليس حربًا ضد النيجر، بل عملية لمرة واحدة، هدفها استعادة الدستور وإعادة الرئيس بازوم إلى منصبه.
وبالنسبة لموازين القوى، تقف النيجر وبوركينا فاسو ومالي، في مواجهة مجموعة إيكواس، في وقت قال فيه المجلس الانتقالي، إنه حال تدخلت إيكواس عسكريًا فإن الأمر "لن يكون نزهة"، فما هي القدرات العسكرية لكلا الجانبين؟