شهدت الأسواق الأمريكية ارتفاعات كبيرة في أسعار الوقود منذ تولي جو بايدن منصب الرئاسة في يناير 2021، التي تجاوزت سعر الـ5 دولارات للجالون الواحد في يونيو 2022 لتسجل أعلى مستوى تاريخي. وعلى الرغم من الانخفاض الطفيف الذي شهدته الأسعار منذ ذلك الحين، إلا أنها لا تزال أعلى بكثير مقارنة بما كانت عليه خلال إدارة دونالد ترامب. وأثار هذا المعدل المرتفع مخاوف من تأثيره على فرص إعادة انتخاب بايدن عام 2024.
أسعار الوقود عند تولي بايدن الرئاسة
حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كان متوسط سعر جالون الوقود في الولايات المتحدة يقارب 2.4 دولار عندما تولى جو بايدن منصب الرئاسة في يناير 2021، ما يعني أن أسعار الوقود كانت منخفضة نسبيًا في بداية ولايته. ومع ذلك، بحلول ديسمبر من العام ذاته، ارتفع المتوسط ليتجاوز 3 دولارات للجالون الواحد، مشيرًا إلى بداية اتجاه صعودي في أسعار الوقود.
وفقًا لخبير الطاقة باتريك ديهان، رئيس قسم تحليل البترول في شركة جاس بادي، فإن ارتفاع أسعار الوقود خلال عامي 2021 و2022 كان بسبب عوامل خارجة عن إرادة الإدارة الأمريكية، مثل تراجع الطلب على الوقود أثناء فترة الإغلاقات بسبب كوفيد-19 ثم ارتفاعه بشكل كبير بعد إلغاء القيود، ما أدى إلى ضعف في قدرات التكرير. كما ساهمت الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 في دفع أسعار النفط لمستويات قياسية.
ذروة أسعار الوقود والانخفاض المؤقت
وصل متوسط سعر الجالون الواحد من الوقود في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له تاريخيًا في يونيو 2022، مسجلًا معدل 5.06 دولار. وأثار هذا المستوى القياسي مخاوف المواطنين الأمريكيين، بينما انتقدت السياسة المعارضة سياسات بايدن المزعومة لدعم صناعة الطاقة النظيفة على حساب أسعار المحروقات، ومع ذلك، أكد خبراء الطاقة عدم قدرة البيت الأبيض على التحكم المباشر في أسعار النفط أو الوقود التي تتأثر بالعرض والطلب الدوليين.
بعد ذروة يونيو 2022، شهدت أسعار الوقود انخفاضًا مؤقتًا إلى أقل من 4 دولارات للجالون الواحد، انعكاسًا لتراجع الطلب على الوقود خلال فصل الصيف وتحسن إنتاج النفط ببعض الدول. ومع ذلك، لا تزال الأسعار الحالية أعلى بكثير مقارنة بما كانت عليه قبل حكم بايدن، ما قد يؤثر سلبًا على فرصه في انتخابات 2024.
توقعات خبراء الطاقة لمستقبل أسعار الوقود
توقع خبراء الطاقة استمرار معدلات أسعار الوقود في الهبوط الموسمي التقليدي خلال فصلي الخريف والشتاء.
ويعتقد خبير الطاقة باتريك ديهان أن أسعار الوقود ستتبع الاتجاهات الموسمية التقليدية في الأشهر المقبلة، بحسب تصريحاته لـ"نيوزويك" الأمريكية، إذ ستنخفض قليلًا بعد فصل الصيف. وأوضح "طلب الوقود ينخفض في فصل الخريف. كما أننا نعود لاستخدام الوقود في الشتاء بسعر أرخص، ما يجب أن يوفر انخفاضًا بحدود 0.10 إلى 0.20 دولار".
وأضاف "من الطبيعي رؤية أسعار الوقود تنخفض في الشهور الأكثر برودة، كما أنه من الطبيعي رؤيتها ترتفع في فصل الربيع. لكنني لا أرى أي تغير كبير وطويل الأمد، ما لم يحدث تحسن في حرب روسيا على أوكرانيا".
آثار الأسعار المرتفعة على حملة بايدن الانتخابية
بحسب ما أوضحته "نيوزويك"، تشير التحليلات إلى أن أسعار الوقود المرتفعة المستمرة قد تشكل تحديًا رئيسيًا لحملة بايدن الانتخابية في عام 2024. فالمواطنون الأمريكيون حساسون لأسعار الوقود بشكل كبير، بسبب تأثير ارتفاعها مباشرة على قدراتهم الشرائية.
وفقًا لخبير السياسة توماس جيفت، فإن استمرار ارتفاع أسعار الوقود قد يثير غضب الناخبين ويضعف موقف بايدن اقتصاديًا. ورغم عدم قدرة الرئيس المباشرة على التحكم بأسعار الطاقة، إلا أنه سيتحمل مسؤولية هذه الأسعار العالية في أذهان الناخبين.
كما أشار خبير الطاقة باتريك ديهان إلى أن صناعة البترول شعرت بأنها "محاربة" من قِبل سياسات بايدن الداعمة للطاقات النظيفة، ما يجعلها أقل استجابة لأي تحسن محتمل في السياسات.
وبالتالي، فإن أسعار الوقود المرتفعة ستظل قضية محورية يتابعها الناخبون عن كثب وينظرون إليها عند اتخاذ قرارهم في انتخابات 2024.