مع اجتياح الجفاف الشديد لولاية كانساس، فإن كميات القمح الكبيرة والمحاصيل الأخرى التي تتم زراعتها في الولاية، تواجه خطرًا هذا الصيف، إذ غالبًا ما تتحمل مسؤولية إنتاج نحو 25% من محصول القمح في الولايات المتحدة، ولكن بسبب المناطق الواسعة في الولاية التي تعاني حاليًا من أسوأ ظروف جفاف منذ أكثر من عقد، قد تكون هذه المحاصيل في نقص شديد خلال الأشهر المقبلة.
وحش الجفاف يفترس كانساس
تُشير بيانات مراقبة الجفاف الأمريكية إلى أنه حتى 20 يونيو، كان 7.76% من الولاية يعاني من "جفاف استثنائي"، بينما كان 16.58% في ظروف "جافة بشكل غير طبيعي"، و22.19% تحت "جفاف متوسط"، و19.30% في حالة "جفاف شديد"، و30.23% "جفاف شديد للغاية". فقط 3.93% من الولاية بأكملها خالية من الجفاف حاليًا، إذ يُعتقد أن هذا الجفاف يعود لعدم تساقط الأمطار بكميات كافية وارتفاع سرعة الرياح.
يتركز معظم الجفاف الأسوأ في وسط الولاية، وهو نفس المكان الذي توجد فيه معظم المحاصيل الزراعية في كانساس، حيث تشير بيانات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن أكثر من نصف محصول القمح في الولاية حصل على تقييم "ضعيف" أو "سيئ جدًا" في منتصف يونيو، ولم يحصل سوى 1% من محصول القمح في الولاية على تقييم "ممتاز".
تتأثر المحاصيل الأخرى بالجفاف، حيث يتأثر 64% من منطقة إنتاج الذرة و57% من منطقة إنتاج الصويا بالجفاف هذا الأسبوع، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية.
الأسوأ منذ 2012
يُعتقد أن الجفاف الحالي في كانساس هو الأسوأ منذ عام 2012، وذكرت وكالة "رويترز" أن محصول الذرة في الولايات المتحدة انخفض إلى أدنى مستوى له في 17 عامًا في ذلك العام، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.
في بداية شهر يونيو الماضي، توقعت خدمة الأبحاث الاقتصادية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية أن ينتج مزارعو الولاية أصغر محصول قمح منذ عام 1961.
كانساس على موعد مع الأسوأ
ووجدت دراسة نشرت في مجلة npj Climate and Atmospheric Science في أوائل يونيو أنه في عام 1981، كان من المتوقع أن تحدث ظروف درجات الحرارة القصوى التي يمكن أن تلحق الضرر بمحاصيل القمح مرة واحدة تقريبًا كل 100 عام، بينما اليوم، يُتوقع حدوثها كل 6 سنوات أو نحو ذلك.
التغيرات المناخية
صرح أوروب جانجولي، مدير مختبر الاستدامة وعلوم البيانات في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، لمجلة "نيوزويك" بأن "مخاطر الظواهر المناخية والهيدرومتيورولوجية، مثل موجات الحر تزداد سخونة، ومن المتوقع أن تزيد في المستقبل، وهناك استمرار للصقيع على الرغم من أن التكرار يتناقص، والأمطار الغزيرة تزداد وزنًا وهكذا".
وأضاف "جانجولي": "يُمكن أن تكون الآثار على نطاق واسع في عدة قطاعات، مثل النظم البيئية، وجوانب العلاقة بين الماء والطاقة والغذاء، والبنية التحتية وخطوط الحياة الحضرية".
آثار كارثية على الاقتصاد
يمكن أن تؤدي موجة الجفاف في ولاية كانساس إلى آثار سلبية على الاقتصاد الأمريكي، إذ إن هذه الفاجعة ينتج عنها انخفاض دخل المزارعين، الذي من شأنه أن يؤثر على الطلب على المنتجات والخدمات الأخرى في المناطق الريفية، مما يضر بالاقتصاد المحلي، وقد يضطر المزارعون إلى استخدام المزيد من المواد الكيميائية وعمليات الري الاصطناعي مما يزيد من تكاليف الإنتاج.